العراق: إتاوات في منفذ سفوان الحدودي مع الكويت

العراق: مليشيات تفرض إتاوات في منفذ سفوان الحدودي مع الكويت

02 مايو 2018
الإتاوات تمثل كلفة إضافية على البضائع المستوردة(فرانس برس)
+ الخط -

يشكو تجار وسائقو شاحنات عراقيون من سيطرة مليشيات ومافيات على منفذ سفوان الحدودي مع الكويت الواقع في محافظة البصرة (590 كلم جنوب بغداد)، الأمر الذي دفعهم للتظاهر احتجاجا على الرسوم والإتاوات التي تفرض عليهم في المنفذ.

وتظاهر، أمس الثلاثاء، العشرات من التجار وسائقي الشاحنات عند مدخل منفذ سفوان الحدودي بسبب قيام عناصر شركة وصفوها بالوهمية باستيفاء مبالغ تراوح بين 50 ألف دينار و200 ألف دينار عراقي (ما بين 40 و160 دولارا أميركيا) عن كل شاحنة تدخل إلى المنفذ.

وأكد أحد المتظاهرين ويدعى علي الصالحي، أن قوة أمنية ترافقها عناصر شركة تقديم الخدمات للمنفذ بدأوا، منذ اليوم، بإرغام سائقي الشاحنات على دفع مبالغ مالية، موضحا لـ"العربي الجديد"، أنهم تذرعوا بأن هذه المبالغ تجمع لترميم المنفذ.

إلى ذلك، قال أحد التجار الذين حضروا التظاهرة ويدعى كاظم كريم، إن المبالغ التي تفرض على الشاحنات تمثل كلفة إضافية على البضائع المستوردة، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن التجار مجبرون على دفع التكاليف الإضافية من أجل ضمان وصول بضائعهم المستوردة.

وأشار إلى أن هذه الإتاوات تضاف إلى رسوم سابقة فرضت في المنفذ بلغت ثمانية دولارات عن كل طن من البضائع يتم استيراده، منتقدا صمت السلطات العراقية عما يجري في المنفذ الذي تحول من سيطرة الدولة إلى هيمنة المليشيات والمافيات التي لا هم لها سوى جمع الأموال بالقوة.

ولفت إلى أن استمرار هذه الحالة دفع التجار والمستوردين للتفكير بمنافذ أخرى للاستيراد كالأردن عن طريق محافظة الأنبار (غربا)، أو من تركيا عن طريق محافظات إقليم كردستان، مبينا أن فرض الرسوم والإتاوات ينعكس بالسلب على السوق العراقي الذي سيشهد ارتفاعا في الأسعار في حال استمرت هذه الحالة.

وفي السياق، قال أحد موظفي منفذ سفوان إن المعاناة لا تقتصر على التجار وسائقي الشاحنات، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن سيطرة بعض الجهات على المنفذ انعكست أيضا على الموظفين.


وأضاف "منذ أشهر يعاني منفذ سفوان من سيطرة بعض المليشيات والمافيات التي جاءت بموظفين تابعين لها ومنحتهم حق التدخل بكل صغيرة وكبيرة في المنفذ"، موضحا أن النسبة الأكبر من الرسوم التي تفرض على الشاحنات والبضائع تذهب إلى جيوب هذه المليشيات.

وتابع "على الرغم من مجيء أكثر من لجنة لتقصي الحقائق في منفذ سفوان، إلا أن الحقيقة لم تظهر بسبب خشية الموظفين من الإدلاء بها، لأن هذا الأمر قد يعرض حياتهم للخطر".

يشار إلى أن منفذ سفوان يمثل المعبر البري الذي يربط العراق بالكويت ويقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة البصرة الغنية بالنفط.


دلالات

المساهمون