روسيا تبحث عن موطئ قدم في أفريقيا عبر الاستثمارات

روسيا تبحث عن موطئ قدم ثابت في أفريقيا عبر الاستثمارات

28 أكتوبر 2019
روسيا تهدف لمضاعفة حجم التبادل التجاري مع قارة أفريقيا(Getty)
+ الخط -
اتخذت روسيا خطوات لتعزيز موقعها في القارة الأفريقية الأسرع نمواً على مستوى العالم، وذلك عبر استتضافتها يومي 23 و24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، القمة الروسية- الأفريقية في مدينة سوشي، بمشاركة 34 زعيماً أفريقياً، حيث تم توقيع اتفاقيات مختلفة بقيمة 12.5 مليار دولار.

أغلب تلك الاتفاقيات كانت حول السلاح والمعدات العسكرية التي تعد المجال التقليدي للصادرات الروسية إلى أفريقيا.

وخلال كلمته في افتتاح القمة قال الرئيس الروسي، إن بلاده تهدف لمضاعفة حجم التبادل التجاري مع قارة أفريقيا والبالغ حالياً 20 مليار دولار خلال 5 سنوات، وشطب ديون بقيمة حوالي 20 مليار دولار، كانت مستحقة على الدول الأفريقية لروسيا، في عهد الاتحاد السوفيتي.

وفي معرض رده على بعض الانتقادات في الرأي العام الروسي بسبب قيام الدولة بشطب هذا المبلغ الضخم، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن إسقاط الدين يعد مقاربة براغماتية أساسية من شأنها فتح مجالات جديدة أمام الشركات الروسية.

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وقارة أفريقيا 20 مليار دولار، وهو رقم ضئيل مقارنة بحجم التبادل بين الصين وأفريقيا والبالغ 204 مليارات دولار، حيث تهدف روسيا إلى تقليص هذا الفارق الكبير من خلال فتح أسواق جديدة للسلاح والطاقة والمنتجات الزراعية.

وتضاعف حجم صادرات السلاح الروسية إلى الدول الأفريقية عام 2017 بالمقارنة مع عام 2012، كما تصدر وحدها 39 بالمئة من إجمالي واردات أفريقيا من السلاح.

وبخلاف شركات الصناعات الدفاعية، اتجهت أنظار الكثير من الشركات الروسية إلى القارة الأفريقية التي تضم دولاً من بين أسرع الاقتصادات نمواً في العالم.

وطبقاً لصندوق النقد الدولي فإن أكثر أسرع خمسة اقتصادات نمواً في قارة أفريقيا عام 2018، كانت إثيوبيا بمعدل نمو 7.5 بالمئة وساحل العاج بـ7.4 بالمئة، ورواندا بمعدل نمو 7.2 بالمئة، والسنغال بنسبة 7 بالمئة وأخيراً غانا بنسبة نمو 7 بالمئة.


ويأتي في مقدمة اهتمامات روسيا في أفريقيا، الهيدروكربون وإنتاج المواد الخام والطاقة، والأبحاث الجيولوجية إضافة إلى مشاريع البنية التحتية، حيث يقوم بأكبر الاستثمارات في موارد الإنتاج بأفريقيا، شركات البترول والغاز الطبيعي الروسية غازبروم، وروزنفت، ولوك أويل، وتات نفت، وسترويترانس غاز.

كما تقوم هيئات تابعة لمؤسسة الطاقة الذرية الروسية، روس آتوم، بمشاريع استخراج اليورانيوم في بوتسوانا وناميبيا وتنزانيا، وتشارك شركات تعدين وحديد وصلب روسية، مثل روسال في مشاريع استخراج الذهب والحديد والفاناديوم والمجوهرات في غينيا.

كما وقعت شركة لوك أويل في إطار القمة، اتفاقيات مع غينيا الاستوائية ونيجيريا للحصول على حقوق التنقيب عن البترول، وقال فاغيت اليكبروف مدير الشركة في تصريحات إعلامية، إن غرب أفريقيا من المناطق التي تولي الشركة أهمية للاستثمار بها، مشيراً إلى أن الشركة تمارس نشاطها في 4 دول، كما ترغب في توسيع أعمالها في نيجيريا والكونغو.

كما تمكنت روسيا من تبوّء مكانة مهمة في مناطق مختلفة بالقارة الأفريقية، عن طريق التكنولوجيا النووية، حيث أنشأت محطات طاقة نووية كما وقعت اتفاقيات لإنشائها في عدة دول هي السودان، زامبيا، إثيوبيا، مصر، رواندا، نيجيريا.


(الأناضول, العربي الجديد)

المساهمون