السعودية تنشئ منطقة تجارة حرة لجذب الاستثمارات

في أعقاب انسحاب الشركات الدولية الكبرى ومصارف الاستثمار من منتدى الاستثمار السعودي "دافوس في الصحراء"، تسعى السعودية إلى جذب استثمارات عبر إعلانها يوم الأحد، عن إنشاء منطقة تجارة حرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن المملكة أعلنت عن إنشاء منطقة تجارية خاصة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض وفق إجراءات وقوانين خاصة لجذب الشركات متعددة الجنسيات للاستثمار في السعودية.

وأحدثت قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي صدمة في مجتمع الأعمال، وتسببت في تعليق وإلغاء استثمارات كان مخططاً أن تنفذها السعودية وكذلك شراكات ومشاريع في مجالات البنوك والنقل والتكنولوجيا.

وبدأ قادة الأعمال العالميون في إبعاد أنفسهم عن السعودية منذ اختفاء خاشقجي، بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، وبعدما نفت الرياض أي ضلوع في اختفائه، أقرت، في الساعات الأولى من السبت الماضي بأن خاشقجي "توفي" في شجار مع عدد من المسؤولين داخل القنصلية.

وتهدد الأسئلة حول الحادث المروع، واحتمالية تورط النظام السعودي فيه، بتعقيد جهود المملكة لجذب استثمارات أجنبية وتنويع اقتصادها بحلول عام 2030، رغم أن المحللين يقولون إن التأثير طويل الأجل لا يزال غير واضح، خاصة أنه لم يتم المساس بعدد من صفقات الأسلحة والطاقة طويلة الأجل.

ويعتبر صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية السعودي، مستثمراً رئيسياً في شركات التكنولوجيا الأميركية. وقدم نحو 50% من المبلغ المخصص لصندوق "رؤية" المملوك لسوفت بنك، البالغ حجمه 93 مليار دولار، والذي استثمر في شركات تقنية عديدة. 

وتحدث ماسايوشي سون، الرئيس التنفيذي لسويفت بنك، عدة مرات عن إنشاء صندوق رؤية سويفت بنك الثاني، فيما كشف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حواره الأخير مع وكالة بلومبيرغ، أن السعودية ستستثمر 45 مليار دولار أخرى، بعدما جنت أرباحاً كبيرة من استثمارها مبلغاً مماثلاً في تأسيس صندوق رؤية سوفت بنك للاستثمار في التكنولوجيا، لكن يبدو أن هذه الخطط باتت موضع شك في الوقت الراهن.

وقال أمير أنور زاده، الخبير الاستراتيجي في شركة اسيميتريك للاستشارات، لقناة "سي إن إن" الأميركية، إن شركات وادي السليكون قد تنأى بنفسها عن أموال صندوق رؤية سويفت بنك في الوقت الحالي، لأنها لا تريد ارتباطاً بما قد يعتبرونه "أموالاً ملطخة بالدماء".

وأزالت اسيمتريك للاستشارات سوفت بنك من قائمة توصيات الأسهم الرئيسية في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وانخفض سعر سهم الشركة اليابانية بنسبة 15% تقريباً منذ اختفاء خاشقجي، متأثراً بمخاوف من علاقة الشركة مع السعودية فضلاً عن عمليات البيع الواسعة في أسهم شركات التكنولوجيا. وقد تواجه علاقة السعودية مع غوغل وأمازون وأبل ضغوطاً  بسبب القضية.


(العربي الجديد)