50 ألف عامل مهددون بسبب أزمة السياحة في الأردن

عمّان

زيد الدبيسية

avata
زيد الدبيسية
12 يناير 2025
50 ألف عامل مهددون بسبب أزمة السياحة في الأردن
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه القطاع السياحي في الأردن أزمة حادة بسبب الظروف الإقليمية والعدوان الإسرائيلي على غزة، مما أدى إلى تسريح آلاف العاملين وتهديد استقرار القطاع مع تراجع الزوار والعائدات بنسبة 70%.
- تأثرت المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير، مثل المطاعم والمخيمات في وادي رم، حيث انخفضت إيراداتها بشكل حاد، مما اضطر أصحابها إلى تقليص العمالة أو إيقاف العمل مؤقتاً.
- دعا الخبراء إلى تدخل حكومي عاجل لحماية القطاع من خلال برامج حماية اجتماعية، قروض ميسّرة، وتعزيز السياحة الداخلية لتقليل الفجوة في الأداء السياحي.

تتصاعد التحذيرات في الأردن من إغلاق مزيد من المنشآت السياحية بسبب الظروف الإقليمية، وتبعات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما نجم عنه من تسريح آلاف العاملين في قطاع السياحة وارتفاع البطالة والفقر.

وبحسب بيانات متخصصة فإن أكثر من 50 ألفاً من العاملين في المنشآت السياحية معرضون أيضاً لفقدان وظائفهم خلال الفترة المقبلة، ما لم تكن هناك إجراءات ناجعة لحمايتهم، وتمكين المنشآت من تحمل الأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها.

وليست المرة الأولى التي تطلق فيها منظمات تعنى بالقطاع السياحي ومؤسسات مجتمع مدني تحذيرات من المخاطر التي تهدد القطاع السياحي الأردني، الذي بات رهينة عدوان الاحتلال وممارساته العدوانية المتواصلة في المنطقة.

المرصد العمالي الأردني أكد مجدداً أن العاملين في القطاع السياحي في المملكة يواجهون خطراً حقيقياً يُهدد مصدر رزقهم، بسبب استمرار التراجع الكبير في أداء القطاع نتيجة الأوضاع الإقليمية المضطربة.

ووفق أحدث تقرير له قال المرصد إنه "مع استمرار التوترات الإقليمية، يواجه القطاع أزمة غير مسبوقة تُهدد استقراره، وتضع أكثر من 50 ألف عامل وعاملة على حافة التسريح من العمل، حيث شهدت المنشآت السياحية على اختلاف أنواعها تراجعاً حاداً في أعداد الزوار والعائدات، ما أدى إلى انخفاض النشاط السياحي بنسبة 70%، وفق ما صرّحت به النقابة العامة للعاملين في قطاع السياحة".

وفاقم عدوان الاحتلال التداعيات المتراكمة التي خلفتها جائحة فيروس كورونا. ومنذ الأزمة الصحية العالمية في 2020 وحتى نهاية العام الماضي 2024، أشار المرصد العمالي إلى إغلاق نحو 126 منشأة فندقية، وفق تصريحات صحافية لنائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين الهلالات، في حين تعاني المنشآت الفندقية التي لم تغلق بعد من تراجع كبير في الإقبال عليها، نتيجة تأثر القطاع السياحي بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وبلغت مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي الأردني 14.6% خلال 2023، وفق أرقام وزارة السياحة، وسط تأكيدات الخبراء الاقتصاديين بتراجع النسبة لعام 2024، جرّاء الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها القطاع منذ أشهر، ما يتطلب وضع حلول وخطط لمواجهة الأزمة التي تؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني ككل وجميع العاملين بالقطاع السياحي بشكل خاص، بحسب ما جاء في تقرير المرصد العمالي الأردني.

ولم تسلم المشاريع العائلية الصغيرة من تداعيات تأثر القطاع السياحي، لا سيما المطاعم الواقعة بالقرب من المواقع الأثرية، التي تشير تقديرات عاملين في هذه الأنشطة إلى انخفاض حاد في إيراداتها بنسبة تصل إلى 70%، نتيجة انخفاض أعداد الزوار الأجانب والمحليين، ما أثر سلباً على معيشة أسر أصحاب هذه المشروعات.

وقالت زينب التي تدير مشروعاً للمأكولات الشعبية، كما نقل عنها المرصد العمالي، إن الالتزامات الشهرية للمشروع والأسرة تصل إلى 500 دينار (705 دولارات)، وهي الآن مع الوضع الحالي بالكاد تستطيع تغطية هذه الالتزامات. وأشارت زينب إلى أن فترة عمل البرنامج السياحي "أردنّا جنة" كانت من أكثر الفترات التي شهد فيها مشروعها ازدهاراً، وأسهم بجذب السياح المحليين إلى الموقع وانعكس إيجاباً على مبيعاتها، إلا أن المشروع في الوقت الحالي يشهد تدهوراً يُهدد إغلاقه.

وفي منطقة وادي رم الذي يعتبر أحد أضلع المثلث الذهبي للسياحة في الأردن، توقفت غالبية المشاريع السياحية فيه، والتي تقدم خدمة المبيت للسياح، تاركة أصحابها والعاملين في مهب الريح دون أن يلتفت أحد من الجهات المعنية لذلك.

ومن بين هذه المشاريع، مشروع الشاب متعب الذي كان قبل الأزمة يوفر فرص عمل له ولـ16 عاملاً من أبناء المنطقة بين سائقي مركبات وعمّال داخل المخيم السياحي، وقبل أن تتحول طاقته الاستيعابية البالغة 180 سائحاً إلى جانب العمّال الـ16 إلى مجرد حارس وحيد يحافظ على موقع المخيم شبه المهجور.

ويبعد المخيم السياحي أربعة كيلومترات عن مركز مدينة وادي رم، ما يفرض كُلفاً تشغيلية إضافية، إلى جانب صيانة المخيم وتجهيزه لاستقبال الزوار، وهي تكاليف أصبحت مرهِقة مع غياب أي دعم حكومي، وفق متعب. ومع انخفاض أعداد الزوار إلى المنطقة وتوقف أعمال مشروعه، اضطر متعب إلى إيقاف دفع رواتب العمّال الذين كانوا يشكلون أساس تشغيل المشروع، فيما تستمر التزامات التراخيص والرسوم الحكومية التي تثقل كاهله دون أي تدخل من الجهات المسؤولة لتخفيف الأعباء أو تقديم تسهيلات.

وقال رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة، خالد أبو مرجوب، إن القطاع السياحي يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد الأردني الأساسية، ويرفد خزينة الدولة بما يتراوح بين ثلاثة إلى ستة مليارات دولار سنوياً. وبين أبو مرجوب أن القطاع يُسهم بنسبة 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، يواجه القطاع أزمة غير مسبوقة منذ الربع الأخير من عام 2023، ما أدى إلى انخفاض في النشاط السياحي بنسبة 70%.

وأكد أن نحو 50 ألف عامل في القطاع السياحي تأثر بالأزمة الحالية، واضطر الكثير من المنشآت إلى تخفيض طاقاته التشغيلية أو التوقف عن العمل كلياً (دون أن يذكر عددها)، ما جعل العمّال بمواجهة مستقبل وظيفي مجهول. وقال إن الأزمة شملت سلسلة واسعة من المهن المرتبطة بالنشاط السياحي، مثل مكاتب السياحة والسفر والمرشدين السياحيين ومحلات بيع المنتجات السياحية ومكاتب تأجير السيارات.

وأضاف أن العاملين في القطاع يعانون من انعدام الاستقرار الوظيفي، ما يزيد من الضغوط المعيشية عليهم في ظل ارتفاع معدلات البطالة. ويطالب الحكومة بتدخل عاجل لحماية العاملين ومنع التسريح الجماعي لهم. واقترح أبو مرجوب عدة إجراءات عاجلة للحفاظ على وظائف العاملين في القطاع السياحي، منها إطلاق برامج حماية اجتماعية، ومنح المنشآت السياحية قروضاً ميسّرة من البنك المركزي لدعمها خلال الأزمة، وإنشاء صندوق تحت رعاية وزارة السياحة أو جمعية الفنادق لدعم المنشآت السياحية والعاملين فيها، وتدخل وزارة السياحة لتنسيق الجهود واتخاذ إجراءات تخفف من معاناة أصحاب العمل وتحمي الوظائف.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي، حسام عايش، إن المنشآت الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر تضرراً في القطاع السياحي، فهي تعاني من ضعف البنية المالية والتسويقية، ما دفع بعض أصحابها إلى تسريح العمّال لديهم أو تخفيض الرواتب أو حتى التوقف المؤقت عن العمل لحين تحسن الأوضاع. ودعا عايش إلى إشراك المواطن الأردني في العملية السياحية عبر برامج تستهدف تعزيز السياحة الداخلية، كحل مؤقت، لأن ذلك يمكن أن يُسهم في تقليل الفجوة بين الأداء السياحي في الأوقات العادية والتراجع خلال الأزمات.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في الأردن رفضاً لتهجير غزة، 7 فبراير 2025 (العربي الجديد)

سياسة

عمت تظاهرات حاشد مختلف المحافظات الأردنية، الجمعة، رفضاً لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الصورة
تظاهرة في برلين منددة بخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين 5/2/2025 (الأناضول)

سياسة

ما زالت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه تلقى احتجاجات وتنديداً حول العالم لليوم الثاني على التوالي.
الصورة
يهود يتظاهرون في واشنطن ضد زيارة نتنياهو 4 فبراير 2025 (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر أميركيون بينهم يهود وعرب في واشنطن، الثلاثاء، احتجاجاً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة.
الصورة
وقفة رافضة لزيارة نتنياهو إلى واشنطن

سياسة

نددت مجموعة من المنظمات الحقوقية والسياسية الأميركية، الثلاثاء، أمام البيت الأبيض، بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للولايات المتحدة.
المساهمون