بوتين يكسب جولة ضد الغرب بفضل الغاز

بوتين يكسب جولة ضد الغرب بفضل الغاز

20 أكتوبر 2014
روسيا لن تقدم إلى أوكرانيا الغاز بالدَّين (أرشيف/getty)
+ الخط -


"الغاز" و"عدم نكوص الغرب وأوكرانيا عن اتفاق مينسك"، مسألتان شغلتا المرتبة الأولى في اهتمام الدبلوماسية الروسية في قمة "آسيم"، التي تأخر الرئيس بوتين في الوصول إليها، قادما من احتفال العاصمة الصربية بلغراد في الذكرى السبعين لتحررها من احتلال قوات ألمانيا النازية، مُكسبا زيارته بعدا رمزيا، تحتاجه موسكو اليوم، ويتجلى في ألا تنسى أوروبا ضريبة العداء، كما لا تنسى روسيا ما فعله الغرب بصربيا، خارج الشرعية الدولية.

ولم يتأخر الرئيس الروسي عن افتتاح قمة "آسيم" فقط، إنما تأخر أيضا عن لقائه الثنائي المقرر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلا أن اللقاء تم في نهاية المطاف حتى بعد إعلان إلغائه.

وعن نتائج اللقاء، قال مدير المكتب الصحافي لبوتين، ديمتري بيسكوف: "كما في السابق، تستمر الخلافات الجدية في وجهات النظر" حول الأزمة الأوكرانية.

ولما كانت المسألة الأوكرانية بالنسبة لأوروبا، مسألة طاقة أيضا، خاصة في وقت أرسل فيه الثلج أولى رسائله من موسكو، فقد شغلت مفاوضات الغاز حيزا هاما من المفاوضات.

ومن هذا المنطلق، ناقشت "رباعية النورماندي" (روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا) موضوع الغاز، بعد مناقشته عشية ذلك بين بوتين وميركل أثناء لقائهما الثنائي. كما نقلت وكالة "تاس" أنه تم وراء الأبواب المغلقة، لقاء ثنائي بين بوتين وبوروشينكو.

وتبعا لرئيس المكتب الصحافي في الكرملين، ديمتري بيسكوف، فإن بوتين "رسم بالقلم مباشرة على الورق الوضع في أوكرانيا" للزعماء الأوروبيين. وحين سئل الرئيس الروسي بشأن نتائج مباحثاته مع الزعماء الأوروبيين، أجاب "جيدة".

ويشار هنا إلى أن الوفد الروسي، تضمن أيضا وزير الطاقة، ألكسندر نوفاك، ورئيس شركة "غاز بروم"، أليكسي ميللر، إضافة إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي ناب عن الرئيس في جلسة افتتاح "آسيم".

"روسيا لن تقدم إلى أوكرانيا الغاز بالدَّين" هذا ما نقلته وكالة "ريا نوفوستي" عن الرئيس بوتين في قمة "آسيم".

كما نقلت عن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، قوله: "وافقت أوكرانيا على تسديد ثمن الغاز الشتوي بسعر 385 دولارا لكل ألف متر مكعب.

وفي إطار الحلول الوسط، وافقت أيضا على تسديد مسبق لثمن الغاز، كما اتفق الطرفان الروسي والأوكراني، مبدئيا، على جدول لتسديد ديون الغاز المترتبة على أوكرانيا لروسيا، والتي خفضت، مؤخرا إلى 4.3 مليار دولار.

وقد جاء هذا الاتفاق على خلفية تفهم موسكو العجز المالي الذي تعانيه أوكرانيا، خاصة بعد استنفاد خزينتها في حربها مع جنوب شرقي البلاد.

وفي هذا السياق، نقل عن الرئيس الروسي قوله: "إننا نتفهم الوضع المالي لشركائنا الأوكرانيين، ونرى أن لديهم مشكلة، ولقد خطونا خطوة في اتجاههم في مجال تسديد الديون المترتبة على الغاز السابق، ونأمل في أن يقوم شركاؤنا في المفوضية الأوروبية بمساعدة أوكرانيا على تجاوز عجزها المالي".

إلى ذلك، فقد كان من المهم لموسكو الاطمئنان إلى عدم تصعيد المواجهة العسكرية في جنوب شرقي أوكرانيا، وبالتالي عدم إدخالها في حلقة جديدة من الاتهامات قد تدفع الغرب إلى فرض عقوبات جديدة عليها.

وقد نجح فلاديمير بوتين في كسب هذه الجولة أيضا، وهو ما أراد التأكيد عليه من خلال هذا التصريح: "الطرفان مستمران في تنفيذ اتفاق مينسك، ويؤكدان بذل الجهود لتنفيذ جميع بنوده الاثني عشر".

وتصدر روسيا أكثر من 30% من احتياجات الغاز الأوروبي، ويسعى الغرب جاهدا في إطار عقوباته على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، إلى التخلص من هيمنة الغاز الروسي، لكن دون حلول عملية إلى الآن، كون أوروبا لم تجد البديل.

المساهمون