تراجع مستمر للاقتصاد الأميركي وروسيا تقلص استخدام الدولار

تراجع مستمر للاقتصاد الأميركي وروسيا تقلص استخدام الدولار

04 أكتوبر 2019
ترامب يتحدث عن جولة مفاوضات تجارية الأسبوع القادم (Getty)
+ الخط -
برزت يوم الخميس مؤشرات إضافية تؤكد المأزق الذي يعانيه الاقتصاد الأميركي رغم كافة السياسات المتشددة التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب لخدمة شعار "أميركا أولاً"، فيما زادت الشركات الروسية من اعتماد اليورو في مشترياتها بديلاً من الدولار.

وتباطأ نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في 3 سنوات في سبتمبر/ أيلول وسط قلق متزايد بشأن الرسوم الجمركية، في أحدث علامة على أن التوترات التجارية تقلص الزخم الاقتصادي.

وقال معهد إدارة التوريدات اليوم الخميس إن مؤشره لنشاط قطاع الخدمات هبط إلى 52.6 الشهر الماضي، وهى أدنى قراءة منذ أغسطس/آب 2016، من 56.4 في أغسطس.

وتشير قراءة فوق 50 نقطة إلى نمو في قطاع الخدمات الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في أميركا. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن ينخفض المؤشر إلى 55.1 في سبتمبر.
وقال معهد التوريدات يوم الثلاثاء إن مؤشره لنشاط قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة هوى في سبتمبر إلى أقل مستوى منذ يونيو/حزيران 2009.

والتقديرات لنمو أكبر اقتصاد في العالم للربع الثالث منخفضة عند 1.3% على أساس سنوي. ونما الاقتصاد بوتيرة بلغت 2% في الربع الثاني متباطئاً من معدل بلغ 3.1% في الربع الأول.

وإضافة إلى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي تضغط على استثمارات الشركات، فإن الاقتصاد الأميركي يفقد قوته الدافعة مع تلاشي التحفيز الذي تلقاه من حزمة تخفيضات ضريبية العام الماضي بقيمة 1.5 تريليون دولار.

طلبات المصانع

على صعيد آخر، تراجعت طلبيات التوريد الجديدة للسلع المصنعة في الولايات المتحدة في أغسطس وجاء إنفاق الشركات على المعدات أضعف كثيراً من التقديرات الأولية، في أحدث مؤشرات على انكماش بالقطاع الصناعي.

وقالت وزارة التجارة الأميركية اليوم الخميس إن طلبيات المصانع تراجعت 0.1% بعد أن زادت 1.4% في يوليو/تموز. وتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم تراجع الطلبيات 0.2% في أغسطس. وتراجعت الطلبيات 0.1% مقارنة مع أغسطس 2018.

وانخفضت شحنات السلع المصنعة 0.1% في أغسطس بعد هبوطها 0.3% الشهر السابق. وما يشير لضعف كامن في القطاع، الذي يشكل نحو 11% من الاقتصاد، زادت الطلبيات غير المنفذة في المصانع 0.1% بعد زيادة مماثلة في يوليو. واستقرت المخزونات دون تغير في أغسطس بعد ارتفاع 0.1% في يوليو، وفقاً لبيانات رويترز.
وتراجعت طلبيات معدات النقل 0.4% في أغسطس بعد زيادة 7.3% في يوليو. وانخفضت طلبيات الطائرات المدنية ومكوناتها 17.1% بعد صعودها 52.2% في الشهر السابق.

وقالت وزارة التجارة إن طلبيات السلع الرأسمالية غير العسكرية عدا الطائرات، التي تعتبر مقياساً لخطط إنفاق الشركات على المعدات، تراجعت 0.4% في أغسطس بدلاً من 0.2% حسب ما أعلن الشهر الماضي.

وزادت شحنات السلع الرأسمالية الأساسية، التي تستخدم في حساب إنفاق الشركات على المعدات ضمن تقرير الناتج المحلي الإجمالي، 0.3% في أغسطس بدلاً من 0.4% كما في التقرير السابق. وتراجع استثمار الشركات بأشد وتيرة له في 3 أعوام ونصف في الربع الثاني من العام.

تحوّل روسيا عن الدولار

وأفادت وثائق عطاء أن روسنفت الروسية حددت اليورو عملة أساسية لجميع عقودها الجديدة للتصدير بما يشمل عقود النفط الخام ومنتجات النفط والبتروكيماويات وغاز البترول المسال.

ومن المقرر أن يقلل التحول عن الدولار الأميركي، الذي تفيد الوثائق المنشورة على الموقع الإلكتروني لروسنفت أنه حدث في سبتمبر، تأثر الشركة التي تديرها الدولة بعقوبات أميركية جديدة محتملة.

وتهدد واشنطن بفرض عقوبات على روسنفت على خلفية أنشطة في فنزويلا، وهي الخطوة التي تقول روسنفت إنها ستكون مخالفة للقانون. ولم ترد روسنفت حتى الآن على طلب من رويترز للتعقيب. وروسنفت أكبر مصدر للنفط في روسيا، إذ تشحن للخارج حوالي 120 مليون طن من النفط سنوياً، بما يعادل 2.4 مليون برميل يومياً.
وقال متعامل من شركة تشتري بشكل منتظم من روسنفت لرويترز "عدلت روسنفت حديثاً جميع العقود الجديدة لإمدادات التصدير إلى اليورو. جرى إخطارنا".

كانت رويترز أوردت في وقت سابق أن روسنفت تحولت لليورو في مبيعاتها من منتجات النفط. وبحسب 3 متعاملين، حددت روسنفت اليورو كعملة أساسية في جميع العقود الجديدة لمبيعاتها للتصدير اعتباراً من سبتمبر.

المفاوضات التجارية

على جبهة الحرب التجارية، قال الرئيس ترامب اليوم الخميس إن وفدا من الصين سيأتي إلى الولايات المتحدة الأسبوع القادم لإجراء المزيد من محادثات التجارة.

وأبقى ترامب على لهجته المتشددة بشأن الحرب التجارية مع العملاق الاقتصادي الآسيوي، قائلا إنه إذا لم تفعل الصين ما تريده الولايات المتحدة، عندئذ فإن واشنطن لديها الكثير من الخيارات الأخرى.

وقال الرئيس الأميركي قبل أن يغادر واشنطن في رحلة إلى فلوريدا "وفد من الصين قادم الأسبوع المقبل. سنعقد اجتماعا معهم. سنرى ماذا سيحدث. لكننا نعمل بشكل جيد جدا"، مضيفاً: "لدي الكثير من الخيارات بشأن الصين. لكن إذا لم يفعلوا ما نريده، فإن لدينا قوة هائلة".

المساهمون