3 مخاوف على لبنان في حال اتّساع رقعة الحرب

23 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 15:09 (توقيت القدس)
محطة وقود في لبنان، 14 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة اللبناني، محمد أبو حيدر، استقرار الوضع الغذائي في لبنان رغم التوترات الإقليمية، مشيراً إلى أن حركة الاستيراد والتصدير تسير بشكل طبيعي.
- حذر أبو حيدر من ثلاثة مخاوف في حال توسع الحرب: ارتفاع تكلفة النفط، التأخير اللوجستي، وارتفاع كلفة التأمين، مما قد يؤثر على الاقتصاد اللبناني المعتمد على الاستيراد.
- دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وسط مخاوف من استغلال التجار للأزمة ورفع الأسعار رغم التطمينات بوجود مخزون غذائي كافٍ.

طمأن مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة اللبناني الدكتور محمد أبو حيدر، في حديث مع "العربي الجديد" اليوم الاثنين، أن لا ارتدادات سلبية سُجّلت حتّى الساعة في لبنان على مستوى الأمن الغذائي ككلّ ربطاً بالحرب الإسرائيلية الإيرانية، موضحاً أنه "طالما أن المعابر البحرية مفتوحة، فلا خوف ولا داعي للتهافت على شراء أي سلعة".

وأكد أبو حيدر أنّ "الحركة أكثر من طبيعية على صعيدَي الاستيراد والتصدير، ولا تأخير على مستوى الشحنات ولم يسجّل بعد أيّ أمر خارج عن المألوف".

في المقابل، يتوقف أبو حيدر عند ثلاثة مخاوف أساسية في حال اتّساع رقعة الحرب لتشمل المنطقة ككلّ، الأولى مرتبطة بارتفاع تكلفة النفط، ما يعني ارتفاع تكلفة نقل البضائع إلى لبنان، الذي للإشارة يستورد ما يقارب 86% من حاجاته، إلى جانب ارتفاع الكلفة التشغيلية لبنانياً، سواء في المصانع أو المعامل والمؤسسات التجارية.

وفي حال توسّع رقعة الحرب، وحصول أي توترات خصوصاً المرتبطة بمسار التوريد البحري، فإنّ التّخوّف الثاني، بحسب أبو حيدر، سيرتبط بالتأخير اللوجستي في وصول الشحنات إلى لبنان ما يقارب ثلاثة أسابيع، باعتبار أن البواخر ستضطر إلى سلك مساراً آخر، عبر القرن الأفريقي، نحو مضيق جبل طارق، أما التّخوّف الثالث، فهو مرتبط بارتفاع كلفة التأمين، على حدّ إشارة أبو حيدر.

معاناة المواطنين في لبنان

ويسود الترقب في لبنان لمسار الحرب بين إسرائيل وإيران، لا سيّما بعد انخراط الولايات المتحدة الأميركية مباشرةً فيها، وسط خشية ممّا سيترتب عن التصعيد من تداعيات اقتصادية تفاقم معاناة المواطنين الذين أثقلتهم الأزمات خصوصاً منذ أواخر عام 2019، ولا زالوا يعيشون تبعات العدوان الإسرائيلي وارتداداته.

ووسط التطمينات الرسمية بأن لا مخاوف من انقطاع المواد الغذائية والسلع الأساسية خصوصاً في ظلّ مخزون يكفي لحوالى 3 إلى 4 أشهر، لا سيّما مع بقاء المعابر البحرية مفتوحة، كما كان الحال إبّان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، تبقى خشية المواطنين من اتّساع رقعة الحرب، وقيام التجار أيضاً باستغلال الأزمة، ورفع الأسعار بطريقة عشوائية، لتحقيق مكاسب طائلة.

ويواصل لبنان رفع حال التأهب لمواكبة التطوّرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة واتخاذ التدابير الطارئة والضرورية، لا سيّما المرتبطة بالمرفق الجوي، إلى جانب الإجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار وتثبيت الحياد، والحؤول دون زجّ البلاد أو توريطها في الحرب الإقليمية الدائرة.

واعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، أمس الأحد، أنّ "التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية - الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها لا سيّما قصف المنشآت النووية الإيرانية، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتّساع رقعة التوتر على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي المزيد من القتل والدمار لا سيّما وأن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلاً".

وناشد عون قادة الدول القادرة التدخلَ لوضع حد لما يجري قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيّما أن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال.

المساهمون