استمع إلى الملخص
- فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة على كندا والمكسيك والصين، وردت الصين بزيادة الرسوم على المنتجات الأميركية، مما أثر سلبًا على النشاط الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة.
- أوقف الرئيس ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مما أثار تكهنات حول تخفيف العقوبات على روسيا، لكن تدفقات النفط الروسية تظل مقيدة بأهداف إنتاج أوبك+.
واصلت أسعار النفط تسجيل خسائر، اليوم الثلاثاء، في أعقاب تقارير تفيد بأن مجموعة أوبك+ ستمضي قدما في زيادة الإنتاج المزمعة في إبريل /نيسان، ومع دخول الرسوم الجمركية الأميركية على كندا والمكسيك والصين حيز التنفيذ، فضلا عن إعلان بكين عن رسوم جمركية مضادة. وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.05 دولار، أو 1.5%، إلى 70.57 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 86 سنتا، أو 1.3% إلى 67.51 دولاراً.
وقال دارين ليم، محلل السلع الأولية في فيليب نوفا، إن "اتجاه الهبوط الحالي في أسعار النفط مدفوع في المقام الأول بقرار أوبك+ زيادة الإنتاج وفرض الرسوم الجمركية الأميركية". وأضاف أن هناك عاملا آخر هو قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف جميع مساعدات بلاده العسكرية لكييف في أعقاب السجال الذي دار بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي.
وقررت مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا، أمس الاثنين، المضي قدما في زيادة إنتاج النفط المقررة في إبريل /نيسان بواقع 138 ألف برميل يوميا، وهي الزيادة الأولى للمجموعة منذ عام 2022. وقال بيارنه شيلدروب، كبير محللي السلع الأولية لدى إس.إي.بي، إن خطوة أوبك+ فاجأت السوق. وتابع شيلدروب أن "التغير في استراتيجية أوبك يشير على ما يبدو إلى إعطائهم الأولوية للسياسات على حساب السعر. وترتبط هذه السياسات على الأرجح بأساليب المراوغة التي يتبعها دونالد ترامب" الذي يدعو إلى خفض أسعار النفط.
الرسوم الجمركية تضغط على النفط
ودخلت رسوم جمركية أميركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك حيز التنفيذ في الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش، اليوم الثلاثاء، مع فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الطاقة الكندية، في حين زادت الرسوم الجمركية على واردات السلع الصينية إلى 20% من 10%.
ويتوقع المحللون أن تؤثر الرسوم الجمركية على النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة، وهو ما يفرض ضغوطا تدفع أسعار النفط للهبوط. ومع دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ اليوم، ردت الصين بسرعة معلنة عن زيادات تراوح بين 10 و15% في الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية، ووضع 25 شركة أميركية تحت قيود التصدير والاستثمار.
ومما ضغط أيضا على النفط وقف ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إذ قال البعض في السوق إن الهوة الآخذة في الاتساع بين البيت الأبيض وأوكرانيا قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات على روسيا وعودة المزيد من إمدادات النفط إلى السوق. وقالت مصادر إن التوقف جاء بعد تقرير لوكالة رويترز يفيد بأن البيت الأبيض طلب من وزارتي الخارجية والخزانة صياغة قائمة بالعقوبات التي يمكن تخفيفها ليناقشها المسؤولون الأميركيون ضمن المحادثات مع موسكو.
وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى آي.جي: "يُنظر إلى التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة أوقفت المساعدات العسكرية لأوكرانيا باعتبارها مقدمة لإلغاء العقوبات المفروضة على النفط الروسي". وتابع "يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي دخلت فيه الرسوم الجمركية الأميركية على كندا والمكسيك والصين حيز التنفيذ، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية".
ومع ذلك، قال محللو بنك غولدمان ساكس في مذكرة، أمس الاثنين، إن تدفقات النفط الروسية مقيدة بهدف إنتاج روسيا في إطار أوبك+ أكثر من العقوبات، وإن التخفيف قد لا يزيد التدفقات زيادة كبيرة. وقال البنك أيضا إن إمدادات الخام الأعلى من المتوقع وتضرر الطلب بسبب ضعف النشاط الاقتصادي الأميركي والتصعيد المتعلق بالرسوم الجمركية كلها عوامل تمثل مخاطر سلبية على توقعات أسعار النفط. وقال جوش كالاهان، رئيس قسم المشتقات النفطية في آرو إنرجي ماركتس، إن الطلب الصيني انخفض أيضا مع اقتراب فترة صيانة المصافي.
(رويترز)