أسوأ أسابيع الدولار منذ 2018.. والحرب التجارية تشغل المستثمرين

أسوأ أسابيع الدولار منذ 2018.. والحرب التجارية تشغل المستثمرين

07 يونيو 2019
التوتير التجاري مصدر قلق المستثمرين في البورصات (Getty)
+ الخط -

يتجه الدولار الأميركي اليوم الجمعة لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ ديسمبر/ كانون الأول 2018، فيما لا تزال أجواء الحرب التجارية تشغل بال المستثمرين في بورصات العملات والأسهم وغيرها من مجالات الاستثمار في أسواق المال.

ونزل مؤشر الدولار اليوم إلى أدنى مستوياته منذ 26 مارس/ آذار بعد تقرير لوزارة العمل الأميركية أظهر تباطؤ نمو الوظائف بشدة في مايو/ أيار وارتفاع الأجور أقل من المتوقع.

ويشير التقرير الضعيف إلى أن خسارة قوة الدفع في النشاط الاقتصادي امتدت إلى سوق العمل، ما قد يعزز التوقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) أسعار الفائدة هذا العام.

ودفع تنامي التوقعات بخفض للفائدة الدولار للهبوط 1.11% منذ بداية الأسبوع الجاري.
وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في مايو/ أيار، وارتفعت الأجور أقل مما كان متوقعا، مما يشير إلى أن فقدان قوة الدفع في النشاط الاقتصادي يمتد في سوق العمل. وقالت الحكومة، إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 75 ألف وظيفة الشهر الماضي أي أقل من حوالي 100 ألف وظيفة مطلوبة شهريا لمواكبة النمو في عدد السكان الذين في سن العمل.

ووفر الاقتصاد وظائف أقل بمعدل 75 ألفا في مارس/ آذار وإبريل/ نيسان مقارنة مع التقديرات السابقة.

وظل نمو الأجر الشهري متواضعا في مايو/ أيار، حيث ارتفع متوسط الأجر في الساعة 6 سنتات، أو 0.2%، بعد ارتفاع مماثل في إبريل/ نيسان. وأدى ذلك إلى خفض الزيادة السنوية في الأجور إلى 3.1% من 3.2% في إبريل/ نيسان.

وظل معدل البطالة بالقرب من أدنى مستوى له في 50 عاما والذي بلغ 3.6% في مايو/ أيار. وانخفض معدل البطالة لأسباب من بينها خروج أفراد من قوة العمل خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وتسببت احتمالات أن يتحرك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة في مواجهة تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين في تراجع الدولار لأدنى مستوى في شهرين هذا الأسبوع، وساعدت اليورو على الارتفاع فوق 1.13 دولار.

واليوم، تخلى اليورو عن جميع مكاسبه التي حققها أمس الخميس، بعد موقف تيسيري جاء أقل من المتوقع تبناه البنك المركزي الأوروبي في مراجعة للسياسات.
ومن المرجح أن تُظهر بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأميركية التي تصدر بحلول الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش انخفاضا في الوظائف.

وهبط اليورو 0.05% إلى 1.1269 دولار، لكنه ما زال يتجه صوب تحقيق مكسب أسبوعي نسبته 0.9%، محققا أفضل أداء أسبوعي مقابل الدولار منذ أواخر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، حين ارتفع قرابة 1.1%.

ومقابل سلة من 6 عملات رئيسية، استقر مؤشر الدولار عند 97.042، ليُتداول مرتفعا بنحو 0.3% فوق أدنى مستوى في 8 أسابيع البالغ 96.749 الذي سجله يوم الأربعاء. كما ويتجه مؤشر الدولار صوب خسارة 0.72% هذا الأسبوع، مسجلا أسوأ أداء أسبوعي منذ 15 مارس/ آذار حين فقد 0.73%.

"المركزي" الصيني: تحلّي اليوان ببعض المرونة مُفيد

ونقلت شبكة "بلومبيرغ" عن محافظ البنك المركزي الصيني، يي قانغ، قوله اليوم الجمعة، إن تحلي اليوان "بالقليل من المرونة" يعود بالفائدة على الاقتصادين الصيني والعالمي، مضيفا أنه لا يوجد "رقم عددي" لسعر الصرف أكثر أهمية من غيره.

"بلومبيرغ" نقلت عن المحافظ قانغ، قوله إن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ستشكل "ضغطا مؤقتا يخفض قيمة الرنمينبي، لكن بعد الجلبة، سيظل الرنمينبي مستقرا جدا وقويا نسبيا مقارنة بعملات الأسواق الناشئة، وحتى بالمقارنة مع العملات القابلة للتحويل".
يأتي ذلك غداة نقل الشبكة عينها يوم الخميس عن مصادر لم تفصح عنها أن الولايات المتحدة تدرس تأجيل فرض الرسوم الجمركية التي هدد بها الرئيس دونالد ترامب على الواردات من المكسيك، وذلك للسماح بفسحة من الوقت في المحادثات بين البلدين، علماً أن الموعد المقرر لسريان تلك الرسوم هو يوم الإثنين القادم.

بورصات الأسهم

وتعافت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة، بعد أن تسببت رسالة حذرة صادرة عن البنك المركزي الأوروبي في التأثير سلبا على شهية المستثمرين للمخاطرة في الجلسة السابقة، مع تركيز المتعاملين على تقرير الوظائف الأميركية والنزاع التجاري للولايات المتحدة مع المكسيك لاتخاذ مسار جديد.

وارتفعت أسهم شركات صناعة السيارات بفضل تقرير ذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يرجئ الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على سلع مكسيكية يوم الإثنين المقبل، بينما ربح سهم سانوفي الفرنسية للأدوية بفضل تعيين رئيس تنفيذي جديد.

وبحلول الساعة 7:17 بتوقيت غرينتش، ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6%، متجها صوب تسجيل أفضل أداء أسبوعي في شهرين. وتفوق المؤشر كاك 40 الفرنسي على المؤشرات المناظرة في منطقة اليورو مرتفعا 0.9% متلقيا الدعم من شركة الأدوية الفرنسية العملاقة سانوفي.

وفضل المستثمرون إلى حد كبير القطاعات الدفاعية مثل المرافق والرعاية الصحية في الأسبوع الذي شهد ارتفاع أسواق الأسهم العالمية على الرغم من الضبابية بشأن التجارة والسياسة النقدية. لكن التعافي بصفة عامة في المنطقة ساعد المؤشر داكس الألماني على الصعود 0.6%.

وربح سهم سانوفي 3.1% بعد تعيين بول هدسون أعلى مسؤول تنفيذي في نوفارتس السويسرية المنافسة، رئيسا تنفيذيا للشركة.

وارتفع مؤشر قطاع السيارات ومكوناتها 0.5% وسجل قطاع الطاقة أداء يفوق السوق مع ارتفاع شركتي النفط الكبيرتين توتال وبي.بي نحو 1% مع صعود أسعار النفط.
لكن تعافي أسعار النفط أثر سلبا على أسهم شركات الطيران، مع تراجع إير فرانس وإيزي جت ولوفتهانزا بين 0.2% و0.9%.

وفي طوكيو، أغلق المؤشر نيكي مرتفعا اليوم الجمعة، في الوقت الذي تسببت تقارير ذكرت أن واشنطن تدرس إرجاء فرض رسوم جمركية على واردات مكسيكية في تهدئة مخاوف أوسع نطاقا بشأن ضعف التجارة العالمية.

وارتفع المؤشر نيكي القياسي 0.5% ليغلق عند 20884.71 نقطة. وفي أسبوع زاد المؤشر 1.4%. وتعافت ثقة المستثمرين قليلا بعد أن عقد مسؤولون مكسيكيون وأميركيون محادثات لليوم الثاني بشأن التجارة والهجرة أمس الخميس، في ظل تقارير ذكرت أن الرئيس ترامب ربما يرجئ فرض رسوم جمركية من المقرر أن تدخل حيز النفاذ يوم الإثنين.

لكن التداولات كانت هزيلة، إذ بلغت قيمة التداولات في السوق الرئيسية 1.6 تريليون ين، وهو أدنى مستوى في نحو أسبوعين. وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.5% إلى 1532.39 نقطة.

وكانت المؤشرات الثلاثة في بورصة وول ستريت على ارتفاع بعد جلسة متقلبة يوم الخميس، مع تزايد تفاؤل المستثمرين بعد تقارير لوسائل إعلام ذكرت أن الولايات المتحدة تدرس تأجيل فرض رسوم جمركية على الواردات من المكسيك.

وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول مرتفعا 0.71% إلى 25722.15 نقطة، في حين صعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 0.61% إلى 2843.49 نقطة، وأغلق مؤشر ناسداك المجمع مرتفعا 0.53% إلى 7615.55 نقطة، وفقا لبيانات رويترز.

المساهمون