الأزمات تلاحق شركات نفط عالمية... والبرميل يواصل خسائره

الأزمات تلاحق شركات نفط عالمية... والبرميل يواصل خسائره

07 مايو 2020
خسائر النفط تتزايد نتيجة تدهور الطلب (Getty)
+ الخط -

تتصاعد تأثيرات الأزمة النفطية على شركات التنقيب والإنتاج والاستثمار. وأعلنت شركة "إكوينور" النرويجية للطاقة، اليوم الخميس، أنها علقت توقعاتها لإنتاج النفط والغاز في 2020، في ظل تخفيضات تفرضها الحكومة وتخمة في المعروض، وقد تتخذ إجراء آخر لخفض النشاط هذا العام.


ومع امتداد عمليات الشركة من بحر الشمال إلى أفريقيا، والأميركيتين وآسيا، كانت "إكوينور" تتوقع نمو الإنتاج 7% هذا العام، قبل أن تنضم النرويج والبرازيل ودول أخرى إلى "أوبك+" في الأمر بتخفيضات في ظل جائحة "كوفيد-19".

وقال إلدار ساتره الرئيس التنفيذي، في بيان "سنواصل إعطاء أولوية للقيمة فوق الحجم وقلصنا النشاط بالفعل، على الأخص في المناطق البرية بالولايات المتحدة. سندرس خفضاً آخر للأنشطة وسنستغل المرونة التي لدينا في محفظتنا إذا اقتضت الضرورة".

لكن "إكوينور" أبقت على توقعها في الأجل الطويل لنمو الإنتاج 3% سنوياً في الفترة من 2019 إلى 2026، بعد أن سجلت إنتاجاً قياسياً بلغ 2.23 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً في الربع.

وأكدت "إكوينور" على خطتها لخفض الإنفاق الرأسمالي إلى 8.5 مليارات دولار هذا العام من عشرة مليارات دولار في 2019، وتقول الآن إنها تتوقع أن يبلغ الإنفاق لعام 2021 نحو عشرة مليارات دولار من توقعات سابقة تتراوح بين عشرة و11 مليار دولار.

وانخفضت الأرباح المعدلة قبل خصم الفوائد والضرائب إلى 2.05 مليار دولار في الربع الأول من 4.19 مليارات دولار في نفس الفترة من 2019. كان استطلاع للرأي أجرته "إكوينور" ضم 29 محلاً توقع أرباحاً معدلة قبل الفوائد والضرائب بقيمة ملياري دولار.

وخفضت "إكوينور" بالفعل توزيعاتها النقدية الفصلية بواقع الثلثين إلى 0.09 دولار للسهم، لتصبح أول شركة نفط كبرى تفعل ذلك بعد انهيار أسعار النفط لأدنى مستوياتها في أكثر من عقدين.

وأعلنت الشركة عن صافي خسارة 0.71 مليار دولار بعد أن سجلت صافي مخصصات لانخفاض القيمة بقيمة 2.45 مليار دولار؛ بسبب خفض توقعات سعر النفط في الأمد القصير. وتتوقع "إكوينور" حالياً أن يبلغ متوسط سعر برنت 31 دولاراً للبرميل في 2020 مقارنة مع توقع سابق عند 59 دولاراً للبرميل.

إلى ذلك، قالت متحدثة باسم شركة "هاليبرتون" إن شركة الخدمات النفطية سرحت ألف موظف، أو ما يعادل 22% من موظفيها، في مقر الشركة بهيوستون الأميركية، مع انهيار أسعار النفط. والخفض من جانب إحدى أكبر الشركات في قطاع خدمات الحقول النفطية يأتي مع تهاوي أسعار النفط إلى نحو 24 دولاراً للبرميل، ما يقل عن تكاليف الإنتاج للعديد من الشركات، مما حفز منتجي النفط والغاز على كبح أنشطة الحفر.

والشركات التي تقدم معدات وخدمات الحفر من بين الأكثر تضرراً. وقالت "هاليبرتون" التي توظف نحو 4500 شخص في مقر الشركة بهيوستون، إن التخفيضات تأتي بالإضافة إلى عمليات تقليص في أنحاء عملياتها على مستوى العالم.

وقالت المتحدثة باسم الشركة إميلي مير "تلك الإجراءات صعبة لكنها ضرورية في الوقت الذي نعدل فيه نشاطنا مع انخفاض أنشطة العملاء". وعزت تسريح العاملين إلى "التراجع الكبير غير المتوقع في النشاط الناجم عن فيروس كورونا والهبوط غير المسبوق لأسعار السلع الأولية".

وواصلت أسعار النفط انخفاضها، اليوم الخميس، مع معاناة القطاع من تنامي تخمة معروض الخام عالميا والانخفاض الحاد في الطلب؛ بسبب أزمة فيروس كورونا مع استمرار قتامة التوقعات على الرغم من بيانات تُظهر ارتفاعاً في واردات الصين من الخام في إبريل/ نيسان.

وتراجع خام برنت 0.8% أو 24 سنتاً مسجلاً 29.48 دولاراً للبرميل، بعد أن هبط بنسبة 4%، أمس الأربعاء. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.4% أو 34 سنتاً إلى 23.65 دولاراً للبرميل بعد أن تراجعت بنسبة 2% في الجلسة السابقة.

وتذبذبت عقود الخامين بين الارتفاع والهبوط، خلال جلسة التداول الآسيوية في ظل تعاملات ضعيفة، مع عطلات في بعض الأسواق بما في ذلك سنغافورة.

وعلى الرغم من أن الأسعار ارتفعت، منذ أواخر إبريل/ نيسان، مع بدء بعض الدول في تخفيف إجراءات العزل العام المطبقة لمكافحة أسوأ جائحة في قرن، تسبب استمرار ضخ النفط في مواقع التخزين في تناقض صارخ بين العرض والطلب.

وقالت "سيتي للأبحاث" "تحول معنويات السوق رفع الأسعار في وقت سابق هذا الأسبوع، لكن التخمة الفعلية لا تريد أن تختفي بعد". وتلقت أسعار النفط بعض الدعم من بيانات تظهر أن واردات الصين من الخام ارتفعت الشهر الماضي.

وأفادت حسابات لـ"رويترز" بناء على بيان صادر عن الإدارة العامة للجمارك في الصين، عن بيانات الأشهر الأربعة الأولى من 2020، بأنّ واردات النفط الخام، ارتفعت إلى 10.42 مليون برميل يومياً، في إبريل/ نيسان، ويزيد ذلك عن 9.68 ملايين برميل يومياً استوردتها بكين في مارس/ آذار.

كما ارتفعت الصادرات بشكل عام من الصين، مقابل توقعات بأن تشهد انخفاضاً حاداً، لكن التراجع الكبير في إجمالي الواردات يشير إلى أن أي تعاف لا يزال بعيد المنال، مع انزلاق اقتصادات حول العالم إلى الركود، بما يعني أنّ الطلب على الوقود سيظل محدوداً في أفضل الأحوال.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، إن مخزونات النفط في الولايات المتحدة، ارتفعت للأسبوع الخامس عشر على التوالي، بمقدار 4.6 ملايين برميل، في الأسبوع الماضي. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون