الولايات المتحدة تدرس وقف شحنات النفط السعودية

الولايات المتحدة تدرس وقف شحنات النفط السعودية رداً على انهيار السوق

21 ابريل 2020
انهيار الأسعار يدفع شركات النفط الصخري الأميركية للإفلاس (Getty)
+ الخط -
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط، أمس الإثنين، بأنه قصير الأجل وناجم عن "ضغوط مالية"، مضيفا أن إدارته ستدرس وقف شحنات النفط القادمة من السعودية.

وقال ترامب في مؤتمر صحافي، إن إدارته تعتزم أيضاً زيادة مستوى مخزون النفط الخام لحالات الطوارئ في البلاد مع هبوط الأسعار.

وتعكف وزارة الطاقة على تأجير مساحات متاحة تكفي حوالي 77 مليون برميل في احتياطي النفط الاستراتيجي لشركات النفط الأميركية، لمساعدة هذه الشركات في أزمة التخزين التجاري مع انهيار الطلب المحلي على الطاقة بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتحولت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي، أمس، إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ، لتنهي الجلسة عند ناقص 37.63 دولارا للبرميل مع إقبال المتعاملين على البيع بكثافة.

وهبطت الأسهم الأميركية، وهو ما يبرز الفوضى التي أطلقتها جائحة كورونا إلى الاقتصاد العالمي.

وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 592.05 نقطة، بما يعادل 2.44 في المائة، إلى 23650.44 نقطة، وخسر المؤشر "ستاندرد اند بورز 500" الأوسع نطاقا 51.4 نقطة، بتراجع بلغت نسبته 1.79 في المائة، ليغلق عند 2823.16 نقطة.

وفقد المؤشر ناسداك المجمع 89.41 نقطة، بانخفاض بلغت نسبته 1.03 في المائة، ليغلق عند مستوى 8560.73 نقطة.

ورغم الاتفاق بين منظمة أوبك والمنتجين من خارج المنظمة على رأسهم روسيا في وقت سابق من إبريل/نيسان الجاري، على خفض إنتاج النفط اعتبارا من مايو/أيار المقبل، لإنهاء الصراع بين الرياض وموسكو على وقف حرب الإنتاج بينهما، إلا أن تقارير أشارت إلى استمرار الصراع خلف الكواليس.

وترى أطراف فاعلة في سوق النفط أن روسيا والسعودية ما زالتا تتبادلان الضربات في السوق الحاضرة.

وأظهرت بيانات شحن، وفق وكالة رويترز، أن الأمر يرتبط بالسوق الفورية أكثر منه بأسعار العقود الآجلة، إذ تتواصل معركة طويلة الأمد على الحصص السوقية، وبخاصة في آسيا.

واتفق الجانبان بالإضافة إلى أعضاء أوبك والمنتجين الآخرين على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يومياً خلال الشهرين المقبلين، على أن يستمر الخفض ولكن بحجم أقل حتى 2021.

وقال مصدر في شركة تجارة: "خلف البيانات التعاونية، لا تزال المعركة دائرة"، موضحا أن أسعار البيع الرسمية السعودية تشير إلى أن المملكة تستهدف السوق الآسيوية، حيث لا يزال الطلب متينا بعض الشيء في ظل إجراءات العزل العام العالمية.

تعتمد روسيا على الأسواق الآسيوية كوجهة لإنتاجها النفطي منذ تدشين خط أنابيب شرق سيبيريا المحيط الهادي البالغة طاقته 1.6 مليون برميل يومياً.

ويربط هذا حقولا روسية بأسواق آسيوية عبر ميناء كوزمينو، منفذ صادرات البلاد الشرقي الرئيسي، وأيضا عبر فرع من خط أنابيب شرق سيبيريا المحيط الهادئ يربطه مع الصين، أكبر مستهلك آسيوي.

وخفضت أرامكو أسعار البيع الرسمية لخامها إلى آسيا في مايو/أيار بما يتراوح بين ثلاثة دولارات وخمسة دولارات لمختلف درجاتها في ثاني شهر من التخفيضات الكبيرة.

وفي الوقت نفسه، كانت التخفيضات السعرية على شحنات أرامكو لأوروبا أقل، مع زيادات طفيفة على درجاتها الأثقل.

وبالمثل، خفض العراق والإمارات والكويت أسعار مايو على النفط الخام المتجه إلى آسيا.

ودفع ارتفاع إمدادات النفط الخام السعودي تحميل مايو إلى الأسواق الآسيوية، إلى جانب انخفاض أسعار البيع الرسمية، الفروق السعرية لدرجات خام روسية مثل سوكول ومزيج شرق سيبيريا المحيط الهادئ في آسيا إلى انخفاض حاد.

وبلغت الخصومات على كلتا الدرجتين، اللتين عادة ما يجري تداولهما بعلاوات مرتفعة فوق خام دبي القياسي، مستويات قياسية.

كما تكسب السعودية أيضا أرضا في أوروبا، حيث الغلبة تقليديا لصادرات النفط والغاز الروسية.

فقد أظهرت بيانات الشحن المتاحة على منصة شركة رفينيتيف للأبحاث أن مبيعات السعودية لأوروبا في طريقها لأن تتجاوز 29 مليون برميل في إبريل/نيسان، بما يقل بفارق طفيف عن مستواها القياسي المسجل في أغسطس/آب 2016.

وستزيد إمدادات أرامكو من الخام العربي، بما في ذلك الخام العربي الخفيف، وهي الدرجة الأقرب إلى الخام الرئيسي الروسي من حيث الجودة، لإيطاليا وتركيا واليونان وفرنسا وبولندا في إبريل.

وجميع هذه الدول من المشترين المنتظمين للنفط الروسي. وتفيد البيانات بأن شركات التكرير البولندية ستستورد كمية قياسية تبلغ 560 ألف طن من الخام العربي الخفيف عبر ميناء جدانسك الشهر الجاري.


وقال متعاملون إن بولندا لن تستورد كميات منقولة بحرا من خام الأورال الروسي هذا الشهر للمرة الأولى منذ فترة طويلة، بينما ستظل إمدادات النفط العربي الخفيف لبولندا ثابتة في مايو.

وقال مصدر بمصفاة تكرير أوروبية لرويترز: "مع تراجع الطلب تصبح المنافسة أكثر صعوبة. لا يمانع السعوديون في اتخاذ خطوات إضافية من أجل المشتري. ربما يكون على روسيا أيضا التفكير في عروض خاصة". 

وقال متعاملون إن الميزة الرئيسية لدى روسيا في معركة السوق الحاضرة مع السعودية هي شبكتها المترامية الأطراف من خطوط الأنابيب، التي تساعدها على توريد النفط بأسعار أرخص مقارنة بمنافستها التي يتعين عليها إيجاد ناقلات ودفع تكاليف النقل.

وقال متعامل في سوق النفط الأوروبية لرويترز: "حقول النفط الروسية مرتبطة بمصافي تكرير في أوروبا وآسيا وشركات النفط لديها عقود طويلة الأجل معها، هي على عكس السعودية لا تخضع لأسعار الشحن وتوافر الناقلات".