تراجع جماعي للمؤشرات الروسية والروبل تحت وطأة انهيار النفط

تراجع جماعي للمؤشرات الروسية والروبل تحت وطأة انهيار النفط

21 ابريل 2020
أسعار النفط السلبية لم تكن مفاجأة تامة للشركات الروسية(Getty)
+ الخط -

خيمت الأنباء عن انهيار أسعار النفط إلى مستويات متدنية بل سلبية على الأسواق الروسية في تعاملات، اليوم الثلاثاء، وسط تراجع مؤشر "إر تي إس" بنسبة قاربت 5% إلى 1019 نقطة، كما لم يسلم مؤشر بورصة موسكو من التراجع بنسبة 1.7% إلى 2482 نقطة بحلول منتصف اليوم.

وفي تلك الأثناء، واصل الروبل الروسي تراجعه إلى نحو 77 روبلاً للدولار الواحد وسط ورود أنباء عن انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل، بعد ساعات معدودة على انهيار خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى ناقص 38 دولاراً للبرميل.

لكن على الصعيد الرسمي، دعا الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إلى عدم إضفاء "صبغة كارثية" إلى انهيار أسعار النفط، مؤكداً تملك الحكومة الروسية احتياطات كافية للحد من التداعيات السلبية للتذبذبات. 

وقال بيسكوف، في مؤتمر يومي عبر الهاتف مع الصحافيين، إنّه "من الخطأ الربط بين انهيار العقود الآجلة للنفط والسعر الفعلي للخام"، مضيفاً أنّ انخفاض أسعار النفط في العقود الآجلة يوم الاثنين يرجع إلى المضاربات".
ورأى أنّه من الممكن إجراء اتصالات بين كبار المنتجين في العالم لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج إذا اقتضت الضرورة، موضحاً أنّ "جميع الآليات موجودة لمتابعة مواقفنا مع الشركاء في هذا الاتفاق (بين منتجي أوبك+) ويمكن تنظيم اتصالات إذا اقتضت الحاجة". كما شدد على أن الحكومة الروسية لديها كل الاحتياطيات التي تحتاجها لتعويض انخفاض أسعار النفط وهو السلعة الرئيسية التي تصدرها روسيا.

من جهته، اعتبر المسؤول بشركة "سوفا كابيتال" دينيس زابولوتنيف، أن انهيار، أمس الاثنين، بسوق النفط العالمية جاء تأكيداً آخر لمشكلة تخزين النفط. 
وقال، لصحيفة "فيدوموستي" الروسية، إنّ "العقود تهاوت مع التسليم في مايو/ أيار تحديداً التي يحل موعدها اليوم، بينما لا يزال يتم تداول العقود بعيدة الأجل ضمن نطاق إيجابي، حيث لا تزال السوق تأمل في تراجع حدة مشكلة فوائض النفط بحلول موعد الوفاء بها".

وبدورها، أرجعت صحيفة "إر بي كا" الروسية تهاوي أسعار النفط الأميركي إلى مستويات سلبية لأول مرة في التاريخ، إلى انعدام أماكن لتخزين النفط الذي لا يحتاج إليه أحد في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن "مثل هذا الانهيار الذي كان سيعتبر في وقت سابق بمثابة خطأ جهاز حاسوب، أصبح واقعاً اليوم".



وأوضحت الصحيفة أن المضاربين الذين اشتروا سابقاً العقود الآجلة لخام غرب تكساس، هرعوا للتخلص منها بأي ثمن لعدم تحملهم الالتزام باستلامه، نظراً لعدم توفر سعات فارغة لتخزين النفط في ظل فائض المعروض.

ونقلت "إر بي كا" عن كبير المحللين بشركة "بي سي اس غلوبال ماركت" "BCS Global Markets" كيريل تاتشينيكوف، قوله: "لم يعد هناك مكان لتخزين النفط بعد امتلاء المستودعات، إذ تم توظيف أسطول الناقلات في كل مكان. ليس من المستبعد أن تجتمع (أوبك+) مرة أخرى لحل مشكلة مزيد من الخفض وحفظ الصناعات".

ومع ذلك، يبدو أنّ أسعار النفط السلبية لم تكن مفاجأة تامة للشركات الروسية، إذ لم يستبعد نائب رئيس أكبر شركة نفط روسية خاصة "لوك أويل" ليونيد فيدون، في تصريحات سابقة، احتمال الأسعار السلبية في فترات ما لبعض أصناف النفط، وفي مقدمتها النفط الأميركي.

المساهمون