دول تخفف قيود الإغلاق للتوازن بين لقمة العيش والصحة

دول تخفف قيود الإغلاق للتوازن بين لقمة العيش والصحة

13 ابريل 2020
توجه أميركي لإعادة فتح الاقتصاد جزئياً في مايو (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي يتسبب فيه وباء فيروس كورونا في فقدان الملايين وظائفهم ويدمر الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، تكافح الحكومات من أجل إحداث توازن دقيق بين الحفاظ على سلامة الناس من فيروس شديد العدوى، وبين التأكد من أنهم ما زالوا يستطيعون كسب لقمة العيش أو حتى تناول ما يكفي من الطعام.

وعاد العاملون في بعض القطاعات غير الضرورية إلى وظائفهم، اليوم الإثنين، في إسبانيا، وهي واحدة من أكثر البلدان تضررًا من جائحة فيروس كورونا، بينما حذر المسؤولون في كوريا الجنوبية من أن التقدم الذي تم إحرازه بشق الأنفس في مكافحة الفيروس يمكن أن يتآكل بسبب الإصابات الجديدة مع تخفيف القيود.

القرارات معقدة لأن كل دولة داخل نطاقها الخاص بالفيروس، حيث لا تزال أماكن مثل بريطانيا واليابان وأجزاء من الولايات المتحدة تشهد يوميا مستويات متزايدة من الوفيات أو العدوى. وتأمل فرنسا ونيويورك استقرار تلك المستويات، ولو كان معدل الوفيات مرتفعاً. والدول المتضررة بشدة، مثل إيطاليا وإسبانيا، تشهد انخفاضًا في معدلات الزيادة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إن حكومته يجب أن توازن استجابتها لأزمة الفيروس التي "تهدد بتدمير الأرواح وفي الوقت نفسه تدمر النسيج الاقتصادي والاجتماعي لبلدنا".

وسعيًا لاستئناف التصنيع، تسمح الحكومة الإسبانية للعمال بالعودة إلى بعض وظائف المصانع والبناء. ولا تزال متاجر وخدمات البيع بالتجزئة مغلقة، ويتم تشجيع العاملين في المكاتب بقوة على مواصلة العمل من المنزل. وسيستمر الحجر المنزلي لمدة أسبوعين في الأقل بموجب حالة الطوارئ المعلنة.

وصرح نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غويندوس، لصحيفة (لا فانغارديا الإسبانية) بأنّ "الاقتصاد (الإسباني) أكثر تعرضًا للأزمة، لأنه يعتمد على خدمات مثل السياحة التي تضررت بشدة من الوباء. هذا يعني أنه من المرجح أن يكون هناك ركود أعمق".

في مدريد، أخذ خوسيه بارديناس قناعًا توزعه الشرطة عندما كان يسير للعمل في شركة متنقلة كانت تستأنف عملياتها بعد توقف دام ثلاثة أسابيع.

وقال بارديناس: "لم تعطنا الشركة معدات واقية. إنني قلق للغاية بشأن الإصابة بالفيروس، لأن عائلتي لا تستطيع تحمل المزيد من الوقت بدون دخل".

في غضون ذلك، أصدر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان نداءً دولياً إلى البلدان الأكثر ثراءً في العالم والمؤسسات المالية الدولية لتخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة، حيث تؤدي عمليات الإغلاق القسري إلى شل الاقتصادات المضطربة بالفعل وتسبب الجوع على نطاق واسع للفقراء.

وأطلقت حكومته برنامجاً طموحاً بقيمة 8 مليارات دولار، لمساعدة ملايين الأشخاص الذين يقتربون من مستوى الفقر.

وخفف خان الأسبوع الماضي من إجراءات الحظر للسماح لصناعة البناء، التي توظف الغالبية العظمى من العاملين بأجر يومي في باكستان، باستئناف نشاطها.

كما ستعقد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي حثت على اتباع نهج حذر في أي تخفيف للقيود، مؤتمرا بالفيديو مع الحكام الإقليميين يوم الأربعاء، بعد أن دعا حاكم الولاية التي تعاني من معظم الإصابات إلى "خارطة طريق" للعودة إلى وضعها الطبيعي.

وقال أرمين لاشيه، حاكم شمال الراين-ويستفاليا، إن "الاستعداد لفرض القيود يحتاج أيضًا إلى الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها". وقد وضعت حكومته خطة للتخفيف التدريجي للقيود المفروضة في 22 مارس/آذار، حيث اقتصرت التجمعات العامة على شخصين فقط.

وفي كوريا الجنوبية، قال رئيس الوزراء تشونغ ساي-كيون إن المسؤولين يناقشون إرشادات عامة جديدة ستسمح "بمستويات محددة من النشاط الاقتصادي والاجتماعي"، بينما تحافظ على المسافة لإبطاء تفشي الفيروس.

تباطأ عدد حالات كوريا الجنوبية منذ بداية مارس/ آذار، عندما كانت تبلغ عن حوالي خمسمائة حالة جديدة يوميا، لكن المسؤولين حذروا من "تفشٍ هادئ" أوسع في مواقع مثل الحانات وهي لا تزال مفتوحة.

وتعهد الرئيس مون جاي- إن، اليوم الإثنين، بالتركيز على إنقاذ الوظائف وحماية الاقتصاد وسط زيادة حادة في عدد الأشخاص الساعين للحصول على مزايا البطالة.

وصرح نائب وزير الصحة في كوريا الجنوبية، كيم غانغ ليب، قائلا إن العودة السريعة إلى الحياة العادية "شبه مستحيلة" بالنظر إلى تهديد حالات العدوى الجديدة، مشيرا إلى أن "تخفيف (التباعد الاجتماعي) السابق لأوانه قد يأتي بثمن فادح، لذا علينا التعامل مع الأمر بحذر شديد، والتفكير مليا في متى وكيف يحدث الانتقال".

وفي سريلانكا، أعلنت الحكومة خططا لإعادة فتح المدارس والجامعات في مايو/ أيار. أصبح مركز الوباء الآن في الولايات المتحدة، التي شهدت أكثر من 22 ألف وفاة، وهو أكبر عدد في العالم. نحو نصف الحالات في منطقة نيويورك الحضرية، لكن النقل إلى المستشفيات أبطأ في الولاية.

وتشير المؤشرات إلى أن الإغلاق والتباعد الاجتماعي ناجحان. وصرح خبير الأمراض المعدية في أميركا أنتوني فاوتشي، بأن أجزاء من البلاد يمكن بالتدريج أن يعاد فتحها في بداية الشهر المقبل.
واليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، شهدت ارتفاعا في عدد الحالات الجديدة بشكل سريع، والآن لديها 7255 حالة مؤكدة. كانت الشركات اليابانية بطيئة في تنفيذ العمل عن بعد، ولا يزال الكثير من الناس يذهبون إلى أعمالهم حتى بعد إعلان حالة الطوارئ في سبع مقاطعات منها طوكيو.

ولتشجيع الناس على البقاء في المنزل، نشرت الحكومة اليابانية مقطعا مصورا يظهر رئيس الوزراء شينزو آبي وهو يحتضن كلبه ويقرأ كتابا ويضغط على جهاز التحكم عن بعد في المنزل، لكن الرسالة أثارت انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتزايد عدد حالات الإصابة في إندونيسيا أيضاً، رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث تعهد الرئيس جوكو ويدودو بمزيد من الشفافية في ما يتعلق بفيروس كورونا. الشهر الماضي، اعترف ويدودو بأنه حجب متعمدا معلومات عن انتشار الفيروس تجنبا لإثارة الذعر. واليوم الإثنين، طلب من وزرائه وقوة العمل المختصة بالتعامل مع المرض بأن يتحلوا بالشفافية مع الناس.

أكثر من 108 ملايين حالة إصابة وأكثر من 114 ألف وفاة، سجلت بسبب كورونا حول العالم، وفقا لجامعة "جونز هوبكينز". الأعداد أقل من حجم التفشي الحقيقي بسبب محدودية أدوات الفحص، والإحصاء المتفاوت للوفيات وتقليل الأعداد المعلنة عمدا من قبل بعض الحكومات.

(أسوشييتد برس)

المساهمون