النفط يرتفع رغم تهاوي الطلب الصيني

النفط يرتفع رغم تهاوي الطلب الصيني

03 مارس 2020
مقرّ منظمة أوبك في فيينا (getty)
+ الخط -


قفزت أسعار النفط أكثر من أربعة بالمئة، بعد تسجيل أدنى مستوياتها في عدة سنوات في وقت سابق أمس الاثنين، حيث تغلبت الآمال في تعميق خفض إنتاج أوبك وخطوات تحفيز من البنوك المركزية على بواعث القلق حيال تضرر الطلب من جراء تفشي فيروس كورونا.

وفي تعاملات لندن الصباحية بلغ خام برنت 51.91 دولاراً للبرميل، مرتفعاً 2.24 دولار بما يعادل 4.5 بالمئة، ليتجاوز أدنى مستوياته منذ يوليو/تموز 2017 الذي سجله في وقت سابق عند 48.40 دولاراً.

وعلى الضفة الأخرى للأطلسي، سجل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط أقل سعر له في 14 شهراً عند 43.32 دولاراً، لكنه تعافى بعدها إلى 46.65 دولاراً، مرتفعاً 1.89 دولار أو 4.2 بالمئة.

وحقق كلا الخامين القياسيين أول مكاسبهما بعد خسائر لستّ جلسات، وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا، الذي نشأ في الصين، وأودى بحياة ثلاثة آلاف شخص وهزّ الأسواق العالمية مع تأهب المستثمرين لأثر حاد على النمو العالمي. وتكبدت أسواق الأسهم الأسبوع الماضي أشد خسائرها منذ الأزمة المالية في 2008.

وقال جيفري كاري، مدير أبحاث السلع الأولية العالمية لدى مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي، في مذكرة إنّ "التعطل غير المسبوق للنشاط الاقتصادي في الصين أسفر عن فقدان ما يقدَّر بأربعة ملايين برميل يومياً من الطلب على النفط مقارنةً بخمسة ملايين برميل يومياً في أثناء الركود العظيم في 2008-2009.
وكان خبراء طاقة يعتقدون أن الصين ستستفيد من تدهور الأسعار في ملء خزانات الاحتياطي، ولكن ذلك لم يدفع الطلب على الخامات.

ويرى كاري أن "طاقة التخزين في الصين ليست بلا نهاية، حتى وإن كانت كبيرة، وهي تمتلئ سريعاً، ما ينطوي على خطر مزيد من التراجع إذا بلغ المخزون سعته القصوى في النهاية".
وربما ضربت الأسعار المنخفضة التي تراجعت لخام القياس الأميركي إلى 45 دولاراً صناعة النفط الصخري.

وتسارعت وتائر تباطؤ استخراج النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة مع ظهور فيروس كورونا.

ووفقاً لمحللي صحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن شركات الطاقة تسجل الآن، وفق مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500، أسوأ النتائج منذ 80 عاماً.

وبدأ ضغط كورونا يؤثر ليس فقط في الإنتاج، بل في معدلات حفر الآبار الجديدة. علماً بأن الخبراء يرون أن تأثير فيروس كورونا لم ينعكس بعد على المؤشرات الإحصائية. فالتغييرات في حفر الآبار وعدد منصات الحفر تسجل، في أغلب الأحيان، بعد عدة أشهر من التغيرات الكبيرة في الأسعار.

هذا يعني أن التراجع الكبير في قطاع النفط الصخري لم يسجل بعد، بل قد يحدث خلال الأشهر القليلة المقبلة، أي في الربيع وربما الصيف حسب محللين. ومع انخفاض أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى يقلّ عن جدوى الإنتاج تصبح معظم الشركات الصخرية خاسرة.
وباتت مشكلة تحقيق توازن في سوق النفط، مزمنة في السنوات الأخيرة، كما جاء في مذكرة بنك الاستثمار البريطاني ستاندرد (شارتريد Standard Chartered SC)، ويعدّ تراجع الطلب بسبب فيروس كورونا المحرك الرئيس لعدم التوازن. كذلك يشهد إنتاج النفط والغاز الأميركي تباطؤاً متصاعداً.

ويلاحظ أن الغاز الصخري الأميركي يواجه أزمة أكبر من النفط الصخري، حيث انخفضت أسعار الغاز الطبيعي إلى أقل من دولارين في أميركا لكل مليون وحدة حرارية.

(العربي الجديد، رويترز)

دلالات

المساهمون