خسائر إضافية لأسعار النفط مقابل انتعاش الأسهم

خسائر إضافية لأسعار النفط مقابل انتعاش الأسهم

25 مارس 2020
الأسهم حصدت مكاسب لافتة بعد تدهور كبير (Getty)
+ الخط -


ما زالت أسعار النفط في مسارها التراجعي الحاد نتيجة الانخفاض الكبير في الطلب على الخام والمحروقات نتيجة تعطّل الأعمال والحجر المنزلي، فيما بدّلت مؤشرات الأسهم العربية والعالمية اتجاهها صعوداً، وحصدت مزيداً من الأرباح.

فقد انخفضت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، إذ طغى تعثر الطلب على الوقود بسبب انتشار فيروس كورونا على حزمة أميركية هائلة للتحفيز الاقتصادي من المنتظر إقرارها قريبا. ونزل سعر برميل خام برنت 1.66% إلى 26.7 دولارا بحلول الساعة 10:29 بتوقيت غرينتش بعد أن زاد في وقت سابق إلى 28.29 دولارا. كذلك انخفض الخام الأميركي 0.42% إلى 23.91 دولارا بعد أن زاد إلى 25.24 دولارا، وفقا لبيانات رويترز.

هذا وتقلص شركات النفط والغاز العالمية الكبرى إنفاقها هذا العام في أعقاب انهيار أسعار الخام مع انخفاض الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا وحرب الأسعار بين السعودية وروسيا. ويصل التقليص الذي أعلنته 5 شركات كبرى من بينها أرامكو السعودية ورويال داتش شل إلى 19 مليار دولار في المجمل، أي بانخفاض 18% مقارنة بخططها الأولية التي كانت لإنفاق 106 مليارات دولار.

وقالت إكوينور النرويجية، اليوم الأربعاء، إنها ستقلص إنفاقها الرأسمالي نحو ملياري دولار، في حين قالت شيفرون أمس الثلاثاء إنها ستخفض إنفاقها الرأسمالي هذا العام 4 مليارات دولار.

وأفادت شركات أخرى مثل إكسون موبيل الأميركية العملاقة وبي.بي البريطانية بأنها ستقلص إنفاقها الرأسمالي، لكنها لم تعلن أرقاما محددة حتى الآن، وذلك بعدما هوت أسعار النفط 60% منذ يناير/ كانون الثاني.

وقالت ريستاد إنرجي، أكبر شركة نرويجية مستقلة لاستشارات الطاقة، اليوم الأربعاء، إن الطلب العالمي على النفط سيتراجع بما يصل إلى 4.9 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل نحو 4.9%، في 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا. وكانت الشركة توقعت الأسبوع الماضي تراجع الطلب 2.8 مليون برميل يوميا في 2020.

وتوقعت ريستاد تراجع الطلب على النفط لشهر إبريل/ نيسان بمقدار 16 مليون برميل يوميا، مقارنة به قبل عام، وانحسار الطلب على وقود الطائرات 20% على أساس سنوي، أو 1.4 مليون برميل يوميا، في حين من المتوقع انخفاض حركة النقل الجوي 8%. وقالت إن الطلب على وقود السيارات سينزل 5.6% أو 2.8 مليون برميل يوميا.

إلى ذلك، صرح متعاملون بأن الصين تشتري كمية قياسية قدرها 1.6 مليون طن من النفط الروسي للتحميل في البحر على مدى الأسابيع الأربعة المقبلة، مستغلة تهاوي أسعار خام الأورال الروسي الرئيسي وانهيار الطلب في أوروبا.

وفي الولايات المتحدة، قالت إدارة معلومات الطاقة الأربعاء، إن مخزونات الخام الأميركية زادت في حين انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي. وارتفعت مخزونات الخام 1.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 20 مارس/ آذار لتصل إلى 455.4 مليون برميل.

قالت إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة إن الطلب الأميركي الأسبوعي على البنزين انخفض بمقدار 859 ألف برميل يوميا إلى 8.8 ملايين برميل يوميا الأسبوع الماضي، وهو أكبر هبوط منذ سبتمبر/ أيلول 2019.

وفي ليبيا، قالت المؤسسة الوطنية للنفط اليوم إن إيراداتها بلغت 555 مليون دولار في فبراير/ شباط، منخفضة 69%، بما يعادل 1.21 مليار دولار عن يناير/ كانون الثاني. ويقل رقم فبراير/ شباط 2020 نحو 708 ملايين دولار عن الفترة ذاتها من 2019.

أسواق الأسهم

في غضون ذلك، واصلت الأسهم الأميركية اليوم الأربعاء انتعاشها القوي الذي بدأ الجلسة السابقة مع توصل الساسة في واشنطن إلى اتفاق على حزمة تحفيز بتريليوني دولار من أجل مساعدة الشركات وملايين الأميركيين المتضررين من التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا.

وفتح المؤشر ستاندرد اند بورز 500 مرتفعا 0.43% ليصل إلى 2457.77 نقطة، وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 1.67% مسجلا 21050.34 نقطة، وتقدم المؤشر ناسداك المجمع 0.05% إلى 7421.36 نقطة.

وختمت الأسهم الأوروبية جلسة متقلبة أخرى على ارتفاع الأربعاء، مع مراهنة المستثمرين على مزيد من إجراءات التحفيز لتخفيف الوقع الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا، الذي لا يبدي بادرة تباطؤ. وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا 3.1% بعد أن تنقل بين المكاسب والخسائر وصعد بنحو 5%. وما زال المؤشر منخفضا نحو 28% عن مستواه القياسي المرتفع المسجل في فبراير/ شباط، رغم مكاسب في الجلستين الأخيرتين.

وصعدت الأسهم الألمانية حوالي 1.8%، في حين تقدمت الأسهم في إيطاليا، البلد الأشد تضررا بالفيروس، نحو 1.7%. في غضون ذلك، تظهر بيانات رفينيتيف تدهورا كبيرا في توقعات أرباح الشركات الأوروبية، إذ تتوقع السوق حاليا تراجعا بنسبة 14.9% في أرباح الشركات المدرجة على ستوكس 600 في الربع الثاني من العام.

كذلك أغلقت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط على ارتفاع اليوم، إذ ارتفعت معنويات المستثمرين في أنحاء العالم بفعل تحفيز ضخم بالولايات المتحدة لتخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا سريع الانتشار.

في أبوظبي، قفز المؤشر 7.4%، ليواصل مكاسبه من الجلسة السابقة، مدعوما بارتفاع 8.1% في سهم بنك أبوظبي الأول وزيادة 9.1% في سهم اتصالات. وتقدم مؤشر دبي الرئيسي 6.4%، إذ زاد سهم إعمار العقارية 11.5%، في حين صعد سهم بنك الإمارات دبي الوطني 8.2%.

وارتفع مؤشر بورصة قطر 3.1%، إذ صعد سهم بنك قطر الوطني 4.8%. وقال مصرف قطر المركزي في بيان إنه وافق اليوم على تأجيل أقساط القروض والفوائد 6 أشهر للقطاعات المتضررة من جائحة فيروس كورونا.

وصعد المؤشر القياسي السعودي أكثر من 3% خلال الجلسة لكنه أغلق على ارتفاع 0.2% فقط. وزاد سهم مجموعة صافولا 4.8%، بينما أغلق سهم البنك السعودي الفرنسي على زيادة 2.6%. لكن حدت من المكاسب خسائر لسهمي الشركة السعودية للعدد والأدوات ونماء للبتروكيماويات اللذين انخفضا 7.2% و6.7% على الترتيب.