دول أوروبية تتحرّك لإنعاش اقتصاد محاصر بفيروس كورونا

دول أوروبية تتحرّك لإنعاش اقتصاد محاصر بفيروس كورونا

18 مارس 2020
أوروبا التي تواصل إجراءات الانغلاق وتقيّد النقل(فرانس برس)
+ الخط -
تتضاعف حول العالم خطط إنعاش الاقتصاد المتعثر إثر فيروس كورونا الجديد، والذي يتوقع أن يتسبب بخسائر بالمليارات، بعدما عطّل عجلة الحياة الاقتصادية، خصوصا في أوروبا التي تواصل إجراءات الانغلاق كما يحدث في بلجيكا الأربعاء.

ويفترض أن يتشاور وزراء النقل الأوروبيون عبر الفيديو صباح الأربعاء حول قطاع بات منكوبا بسبب الأزمة الصحية، فقد تضررت الرحلات الجوية بشكل كبير من وباء "كوفيد-19" وإجراءات الإغلاق للحد من انتشاره. وتبدو الحكومة الإيطالية مستعدة لتأميم شركة الطيران الوطنية "أليتاليا" التي تواجه خطر الإفلاس منذ سنوات.

وبشكل أشمل، ينوي الرئيس دونالد ترامب بعدما تأخر في الرد، التحرك لدعم الاقتصاد ببرنامج مساعدة "جريء ومهم جدا" للشركات الأميركية المتعثرة. ولم يكشف وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قيمة خطة المساعدات التي يجري التفاوض حولها، لكن الصحف الأميركية تحدثت عن حوالى 850 مليار دولار، بينما ذكرت شبكة "سي أن بي سي" الأميركية أن المبلغ قد يتجاوز الألف مليار دولار.
في الوقت نفسه، أعلن الاحتياطي الفدرالي الأميركي الذي يقوم بمهمة البنك المركزي، سلسلة من الإجراءات للتأكد من أن النسيج الاقتصادي يستفيد من آلاف المليارات من الدولارات التي يضخها منذ أسبوع.

أوروبا تتحرك

أدت إعلانات الاحتياطي الفدرالي الأميركي ونية إطلاق خطة للإنعاش الاقتصادي إلى طمأنة الأسواق، إذ أغلقت "وول ستريت" بورصة نيويورك على ارتفاع كبير مع كسب مؤشر داو جونز 5.17 في المائة ومؤشر ناسداك 6.23 في المائة.
من جهته، قدم البنك المركزي الأوروبي أكثر من 100 مليار يورو من السيولة إلى المصارف. وفي المجموع، سحبت 110 مصارف ما قيمته 109.1 مليارات يورو من العملة من البنك المركزي. 
وتندرج عملية إعادة التمويل هذه وهي الأولى من أصل 13 مقررة حتى منتصف حزيران/يونيو، في إطار حزمة إجراءات أعلن عنها قبل خمسة أيام.
وأعلنت إيطاليا الدولة الأكثر تضررا حتى الآن بالوباء بين بلدان الاتحاد الأوروبي، عن خطة بقيمة 25 مليار يورو.
وفي فرنسا، أعلنت الحكومة عن تأجيل أو إلغاء سلسلة من الرسوم بقيمة 32 مليار يورو لشهر آذار/مارس وحده. وهذا المبلغ يشكل الجزء الأكبر من خطة "فورية" بقيمة 45 مليار يورو أعلنها الثلاثاء وزير الاقتصاد برونو لومير.

ولم يستبعد رئيس الوزراء إدوار فيليب، من جهته، تأميم شركات في حال الضرورة. أما إسبانيا فقد أعلن رئيس حكومتها بيدرو سانشيز، الثلاثاء، أن الدولة ستضمن قروضا بقيمة مائة مليار يورو للشركات.
من جهتها، ستقدم لندن ضمانات من الدولة لقروض إلى الشركات بقيمة 330 مليار جنيه استرليني (363 مليار يورو)، وهو مبلغ يمكن أن تتم زيادته في حال الحاجة إلى ذلك، كما ستقدم مساعدات بقيمة عشرين مليار جنيه، كما أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون.

دور بلجيكا

يحرك أصحاب القرار السياسي المليارات في عالم بات في حالة توقف ويتعلم العيش في المنزل أو التزود باستثناء للتحرك بينما تراقب قوات حفظ النظام الوضع، فوسط باريس مثلا المزدحم بالحياة الليلية عادة، كان مقفرا ليل الثلاثاء الأربعاء، باستثناء قلة من الأشخاص خرج بعضهم من أجل كلابهم. أما حركة السير فكانت شبه معدومة. وجاء دور بلجيكا التي تبدأ إجراءات الإغلاق اعتبارا من ظهر الأربعاء مع استثناءات للتوجه إلى طبيب أو نشاطات رياضية في الهواء الطلق وبعض المتاجر الأساسية.

وألزمت الشركات التي لا تستطيع تنظيم العمل من المنازل، بأن تؤمن لموظفيها "احتراما صارما في المسافات" في مكان العمل ووسائل النقل، كما ذكرت رئيسة الحكومة صوفي فيلميس التي تحدثت عن "غرامات كبيرة" وحتى عن إغلاق إداري لأي رب عمل لا يحترم التحذير في هذا الشأن.

وأدى مرض "كوفيد-19" الذي رصد في الصين في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى وفاة 7842 شخصا في العالم بينما بلغ عدد المصابين به 191 ألف شخص، حسب حصيلة أعدتها "فرانس برس"، استنادا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 19.00 بتوقيت غرينتش من الثلاثاء.

(فرانس برس)

المساهمون