المكسيك تسعى للتوسّط في الحرب النفطية بين روسيا والسعودية

المكسيك تسعى للتوسّط في الحرب النفطية بين روسيا والسعودية

11 مارس 2020
ارتفاع حدة الصراع النفطي (Getty)
+ الخط -
قال وزير المالية المكسيكي أرتور هيريرا، إنّ بلاده ودولاً أخرى تسعى للتوسط في النزاع النفطي بين روسيا والسعودية الذي ألحق ضرراً شديداً بالأسواق العالمية، مشيراً إلى خبرة سابقة في تهدئة نزاع بين منتجي الخام.

وقال هيريرا في مؤتمر صحافي: "نتطلع نحن وبعض الدول الأخرى لأن نكون طرفا ثالثا لبناء الجسور بين الجانبين". والمكسيك كانت ضمن مجموعة الدول التي تعاونت مع منظمة أوبك، لكبح الإنتاج في السنوات الأخيرة من أجل دعم الأسعار.

وفي 1998، وبعد عام من الدبلوماسية السرية ومحادثات في أنحاء العالم، أقنعت المكسيك السعودية وفنزويلا التي كانت منتجا مهما في ذلك الوقت بإبرام اتفاق ساهم في ارتفاع أسعار النفط. وذكر هيريرا المفاوضات كنموذج لما تسعى الدول لعمله هذه المرة.


وقال: "المكسيك دولة سبق لها الاضطلاع بدور الوسيط. الأمر يحتاج قدرات دبلوماسية معينة"، دون أن يذكر الدول الأخرى الساعية للمساعدة. وأضاف أن المكسيك بدأت بالفعل البحث عن قنوات ممكنة بين البلدين.

وأعلن محتكر خطوط الأنابيب الروسي "ترانسفت"، اليوم الأربعاء، أنّ الشركات لم تطلب بعد زيادة صادرات النفط وسط خلاف بين روسيا والسعودية بشأن إنتاج الخام. وقال ماكسيم غريشانين الرئيس التنفيذي لترانسفت "ليس بعد"، رداً على سؤال إن كانت الشركات الروسية أثارت مسألة زيادة الصادرات.

وأعلنت شركة "أرامكو" السعودية، اليوم، أنها ستعمل على زيادة مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى بمليون برميل نفط يوميا لتصل إلى 13 مليونا، بتوجيه من وزارة الطاقة.


وشهدت أسعار النفط العالمية أكبر هبوط في 30 عاما يوم الإثنين، مع اندلاع حرب أسعار بين العملاقين النفطيين تهدد بغمر أسواق الخام العالمية بالمعروض لما يصل إلى 30 دولاراً للبرميل. 

وتعافت الأسعار جزئيا بفضل الآمال في تحفيز اقتصادي الثلاثاء، لتعود إلى الانخفاض 1.1% لخام برنت إلى 36.81 دولاراً للبرميل، و1.2% للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط ليسجل 33.94 دولاراً، وذلك مع إعلان الإجراءات السعودية.

وأوقد صدام عملاقي النفط السعودية وروسيا شرارة تراجع حاد في أسعار الخام، وأطلق عمليات بيع بدافع الهلع في سوق الأسهم الأميركية وغيرها، وسط أضرار واقعة عليها بالفعل من جراء تفشي فيروس كورونا.

وكانت السعودية تضخ حوالي 9.7 ملايين برميل يوميا في الأشهر القليلة الماضية، لكن لديها طاقة إنتاجية إضافية بوسعها تعبئتها، فضلا عن ملايين البراميل من الخام المخزون. وقالت موسكو إن شركات النفط الروسية قد تزيد الإنتاج بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا وربما بما يصل إلى 500 ألف برميل يوميا، مما هوى بالروبل والأسهم الروسية.

وتأتي الزيادة المعروضة المزمعة وغير المسبوقة من الرياض عقب انهيار محادثات الأسبوع الماضي بين أعضاء أوبك+، وهو تحالف غير رسمي يضم دول أوبك وروسيا ومنتجين آخرين، والذي ظل يدعم الأسعار منذ 2016.

فقد رفضت روسيا دعوة أوبك لتعميق تخفيضات المعروض القائمة، لترد المنظمة بإلغاء قيود الإنتاج وتقول روسيا بدورها إنها ستعزز الإنتاج هي الأخرى. 

واستأجرت الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري ما يصل إلى 14 ناقلة عملاقة بشكل مبدئي لشحن النفط الخام إلى العملاء في أنحاء العالم، مع شروع المملكة في تنفيذ تعهدها بزيادة إنتاج النفط الخام.

وقالت مصادر بقطاع الشحن البحري إن طفرة الحجوزات البحرية للشركة، التي تملك أسطولا من 42 ناقلة خام ضخمة، ساهمت في ارتفاع أسعار الشحن على الناقلات العملاقة لأكثر من مثليها وسط "حمى استئجار" هذا الأسبوع.

بحسب عدة مصادر في مجال السمسرة البحرية، ارتفعت أسعار استئجار الناقلات العملاقة على خط الخليج-الصين لأكثر من مثليها إلى حوالي 70 ألف دولار لليوم الواحد اليوم الأربعاء، من حوالي 30 ألف دولار يوم الإثنين.

(رويترز، فرانس برس)