كورونا الجديد يلقي بظلاله على سوق السلع الفاخرة

فيروس كورونا الجديد يلقي بظلاله على سوق السلع الفاخرة

07 فبراير 2020
الصينيون يمثلون 33% من مشتريات السلع الفاخرة (Getty)
+ الخط -
يمثل الصينيون أكبر مستهلك للمنتجات الفاخرة في العالم، وسيؤثر فرض الحجر عليهم بسبب فيروس كورونا الجديد على مبيعات هذه السوق في الصين وخارجها. 
ويعد الصينيون محرك تجارة السلع الفخمة، حيث يمثل ما ينفقه المستهلكون الصينيون بين 33 و35 بالمائة من قيمة مشتريات السلع الفاخرة على المستوى العالمي، وتختلف الأرقام باختلاف الدراسات.

وتتوقع شركة "باين اند كو" أن تصل هذه النسبة إلى 45 بالمائة عام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أن "نصف مشتريات السلع الفخمة تتم في البر الصيني". الصينيون قبل كل شيء زبائن كبار للمنتجات الفاخرة في بلدهم، وفي آسيا بشكل أوسع حيث تملك الماركات الفخمة شبكة محلات واسعة.

هذه المنطقة (دون احتساب اليابان) تساهم بـ30 بالمائة من إجمالي مبيعات شركة "لوي فيتون"، و38 بالمائة من مبيعات "ريتشموند"، و32 بالمائة لشركة "كيرينغ" و36 بالمائة من مبيعات "هيرميس". تمثل الصين أيضا المصدر الأول للسياح، إذ سجلت حوالي 150 مليون سفرة إلى الخارج عام 2018 وفق منظمة السياحة العالمية، وارتفع عدد السياح بمقدار ثلاثة أضعاف خلال عشر سنوات.

وخلال إقامتهم في الخارج، أنفق الصينيون 277 مليار دولار، ما يجعلهم السياح الأكثر إنفاقا وفق المنظمة ذاتها.

مشتريات مفضلة

في أوروبا، تأتي الملابس الفاخرة على رأس قائمة المشتريات المعفاة من الضرائب للسياح الصينيين (43,7 بالمائة، بمعدل إنفاق يبلغ 1281 يورو). وتأتي المتاجر الكبرى في المرتبة الثانية (23,8 بالمائة، 1172 يورو)، وفق شركة "بلانت" المختصة في الإعفاء الضريبي.

في باريس وضواحيها التي تمثل الوجهة الأوروبية الأولى للسياح الصينيين، ينفق هؤلاء (دون احتساب مصاريف التنقل) 40 بالمائة من ميزانية السفر في السكن، 26 بالمائة في التسوق و20 بالمائة في الغذاء والمطاعم، وفق الهيئة الإقليمية للسياحة.
وبالنسبة لمشتريات "السلع المستدامة" التي لا تستهلك في المكان نفسه، على غرار حقائب اليد والملابس والعطور والقطع التذكارية البسيطة، أنفق السياح الصينيون 256 مليون يورو في المنطقة عام 2018.

ومثلت المتاجر الفرنسية الكبرى (غاليري لافييت وبرانتان ولي بون مارشي) 57,9 بالمائة من المشتريات المعفاة من الضريبة، بمتوسط إنفاق بلغ 2193 يورو عام 2019.
وجاءت ماركات الملابس الفخمة في المرتبة الثانية (25,9 بالمائة من المشتريات المعفية من الضرائب)، وثالثا الحقائب (7,5 بالمائة) ورابعا العطور ومستحضرات التجميل (3,1 بالمائة)، وفق ما كشفت شركة بلانات.

في باريس، قلّصت متاجر "غاليري لافاييت" فريق عملها المخصص لاستقبال الزبائن، نظرا لانخفاض المبيعات نتيجة تراجع عدد السياح الصينيين، وهذا موضوع حظي بمتابعة وثيقة وفق ما قال مصدران.

أي تأثير على المبيعات؟ 

حتى الآن، لم تتحدث كبريات شركات السلع الفخمة في أوروبا وآسيا على تأثير فيروس كورونا المستجد على حجم مبيعاتها. لكن بعضها بدأ يقدر الخسائر. فقد أعلنت مجموعة "كابري هولدينغز" (تضم علامات فيرساتشي ومايكل كورس وجيمي شو) أن الوضع في الصين سيؤدي إلى فائت في الأرباح يبلغ نحو مائة مليون في رقم الأعمال.
وقالت البريطانية "بربيري" بدون أن تخفض تقديراتها للمبيعات إن 24 من محلاتها البالغ عددها 64 في الصين مغلقة، وهي تتوقع في أوروبا "بسبب القيود المتزايدة المفروضة على السفر، تراجعاً في الأسابيع المقبلة".

وفي مجال مستحضرات التجميل التي تلقى تقديرا كبيرا لدى المستهلكين الصينيين، خفضت الشركة الأميركية "إيستي لودر" سقف طموحاتها المالية للسنة بسبب "التراجع الكبير للزيارات لمحلاتها الأساسية وللمناطق السياحية". وتحدثت مجموعة "شيسيدو" اليابانية من جهتها عن تراجع بنسبة 55 بالمائة في مبيعاتها الأسبوع الأخير من كانون الثاني/ يناير في الصين. 


وقال المدير العام لشركة "بلانت" دينيس لوروا: "خلال فترة رأس السنة الصينية التي تستمر ستة أسابيع، ينفق الصينيون عشرة بالمائة من ميزانيتهم السنوية، في فرنسا، وهذا يساوي مائتي مليون يورو في فرنسا و800 مليون يورو في كل أوروبا. 
وأضاف أن انخفاض عدد السياح الصينيين عشر نقاط يمثل خسارة تبلغ عشرين مليون يورو في فرنسا وثمانين مليون يورو في أوروبا".

ورأت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد اند بورز" أن "فيروس كورونا المستجد الذي ينعكس في شكل إجراءات حظر سفر من الصين وإليها، وحجر صحي في بعض مدن الصين، سيقلص بالتأكيد من إنفاق المستهلكين الصينيين وثقتهم".
ومع أنه من المبكر معرفة أثر ذلك على أداء الشركات، تقدر الوكالة أن "المجموعات الكبرى للمنتجات الاستهلاكية الفخمة ستكون من بين الأكثر تضررا، أساسا لتأثرها بالإنفاق الصيني". 

وأشار محللو بنك الاتحاد السويسري (يو بي اس)، في تقرير نشر نهاية كانون الثاني/ يناير، إلى أنه على أثر انتشار فيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) في 2002-2003 كان المستهلكون الصينيون يمثلون أقل من عشرة بالمائة من مشتريات السلع الفاخرة "مقابل حوالي 33 بالمائة اليوم".

(فرانس برس)

المساهمون