كورونا يهدد تجارة العراق وإيران... وبغداد تؤكد استمرار المعاملات

كورونا يهدد تجارة العراق وإيران... وبغداد تؤكد استمرار المعاملات

22 فبراير 2020
العراق سوق تجاري كبير للسلع الإيرانية (فرانس برس)
+ الخط -
قالت هيئة المنافذ الحدودية العراقية، إن التجارة مع إيران مستمرة، رغم منع العراق الوافدين من إيران من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية، ووقف الرحلات الجوية، في إجراءات وقائية، بعد أن تسبب فيروس كورنا الجديد في وفاة خمسة أشخاص في إيران.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية، عمر الوائلي، قوله، في بيان، اليوم السبت، إن اجتماعات اللجنة الخاصة بمكافحة فيروس كورونا مستمرة وبوتيرة عالية، لمناقشة اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية الإضافية لمكافحة دخول الفيروس إلى البلاد.

وأضاف الوائلي أن "الاجتماع اتخذ سلسلة من التوجيهات الملزمة، منها التأكيد على أن الحركة التجارية بين البلدين مستمرة، شريطة إخضاع أصحاب المركبات المعنيين بالتبادل التجاري للفحص الطبي واتخاذ تدابير الوقاية اللازمة".

وتابع أن "الإجراءات تتضمن أيضا إخضاع المسافرين العراقيين الوافدين إلى الفحص من قبل المفارز الطبية المتواجدة في المنافذ الحدودية، ومنع استقبال المسافرين الإيرانيين والأجانب، على حد سواء، خلال ثلاثة أيام، للوقوف على آخر المستجدات بخصوص المرض".

وقال إن الإجراءات التي تقدمها الهيئة ستلحقها إجراءات أخرى في ضوء المستجدات على أرض الواقع، وبتنسيق عالٍ مع منظمة الصحة العالمية.



وأضاف أن "اللجنة اتفقت في اجتماعها مع السفير الإيراني في العراق على توجيه الدعوة لحضور وزير الصحة الإيراني، للوقوف على آخر المستجدات الصحية وإجراءاتهم المتخذة والمعنية بفيروس كورونا، ليتسنى للجنة اتخاذ قرارات لاحقة وفق المعطيات والمستجدات الصحية".

وكان العراق قد قرر، الخميس الماضي، منع الوافدين من إيران من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية، مستثنياً العراقيين الذين يريدون العودة إلى بلدهم، والذين سيتوجب عليهم الخضوع لحجر صحّي.

وعلّقت الخطوط الجوية العراقية رحلاتها إلى إيران حتى إشعار آخر، بينما لم يتّضح بعد ما إذا كانت الطائرات الإيرانية ستُمنع كذلك من الهبوط في مطار بغداد.

كما أوقفت الكويت، الجمعة، جميع الرحلات القادمة والمغادرة من وإلى إيران، في الوقت الذي أكدت فيه السلطات السعودية، استمرار العمل بقرار منع مواطنيها والمقيمين الأجانب لديها، من السفر إلى الجمهورية الإسلامية.

وظهر كورونا الجديد في الصين لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي. وأعلنت السلطات الصينية، اليوم السبت، ارتفاع حالات الوفاة جراء الفيروس القاتل، إلى 2345 حالة حتى نهاية أمس الجمعة.



ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، منها الإمارات التي أعلنت عن ظهور 11 حالة.

وتسبب الفيروس القاتل في شل مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية في الصين، منذ بداية الأسبوع الأخير في يناير/كانون الثاني الماضي وحتى التاسع من فبراير/شباط الجاري، وامتدت تداعياته إلى العديد من الدول التي لديها تعاملات تجارية مع العملاق الآسيوي، حيث أوقفت الكثير من الصادرات الصينية، خاصة في قطاعات التعدين والسيارات.

وتعول إيران بشكل كبير على السوق العراقية، خاصة في ظل تهاوي صادراتها إلى أوروبا بسبب العقوبات الأميركية التي جاءت في أعقاب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي، في مايو/أيار 2018، التي تستهدف تصفير صادرات النفط وتجفيف منابع موارد النقد الأجنبي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والعراق، يحيى آل إسحاق، إن الصادرات الإيرانية إلى العراق شهدت نمواً جيداً خلال الشهور الستة الأولى من العام الإيراني الحالي (من 21 مارس/آذار إلى 22 سبتمبر/أيلول)، مسجلة 4.6 مليارات دولار، بينما تراجعت إلى أوروبا بنسبة 75 في المائة.

وقال آل إسحاق، لوكالة أنباء فارس الإيرانية، إن حجم التجارة بين إيران والعراق وصل إلى 13 مليار دولار خلال العام الماضي، مشيرا إلى أن البلدين يخططان لبلوغ التجارة البينية 20 مليار دولار على المدى البعيد.

المساهمون