أرباح طائلة لشركات الأدوية العالمية من "كورونا"

أرباح طائلة لشركات الأدوية العالمية من "كورونا"

01 فبراير 2020
الفيروس القاتل ينعش مبيعات الكمامات الطبية (Getty)
+ الخط -
عاد فيروس كورونا الجديد بأرباح طائلة على أصحاب أسهم شركات الأدوية والشركات المصنعة لمنتجات الحماية الكيميائية، التي حلقت أسعار أسهمها في البورصات العالمية بالتزامن مع انتشار المرض القاتل.

وجاءت أسهم شركة "نوفاسيت" للرعاية الصحية في فرنسا، الأكثر ارتفاعاً بعد أن أعلنت عن تدشين اختبار جزيئي جديد لفيروس كورونا، إذ قفزت بنسبة 68.7 في المائة، بحسب سجلات التداول في البورصات العالمية، أمس الجمعة.

كما ارتفعت أسهم الشركات التي تنتج الكمامات الطبية (الأقنعة) والمواد الكيميائية الواقية، وبينها شركة " ألياد هلثكير" بنسبة 27.5 بالمائة. و"إينوفيو" للأدوية في أستراليا بنسبة 13.3 في المائة، و"نوفافاكس" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية، بنسبة 2.3 في المائة، بحسب بيانات نشرتها صحيفة "لينتا رو" الروسية ونقلتها وكالة الأناضول.

وحتى صباح اليوم السبت، تسبب فيروس كورونا الجديد، الذي كشفت عنه السلطات الصينية لأول مرة في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بمدينة ووهان (وسط)، بوفاة 259 حالة في الصين، بحسب بيان رسمي.

والخميس، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر في عدة بلدان إضافة إلى الصين، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

وربطت بعض الأطراف تفشي الوباء بحرب اقتصادية تُشن على الصين، وبأنه من الممكن أن يحقق فائدة للاقتصاد الأميركي. ووصف النائب الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، خلال اجتماع له مع طلاب ومدرّسين في معهد الحضارات العالمية بموسكو، فيروس كورونا الجديد بأنه "استفزاز أميركي" للصين.

وضع جيرينوفسكي، خلال تصريحاته في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، الفيروس في سياق الحرب الاقتصادية الراهنة بين البلدين، بحسب وكالة "سبوتنك" الروسية.

وقال إن "الأميركيين يخشون عدم قدرتهم على تجاوز الصين، أو على الأقل البقاء على قدم المساواة معها"، مضيفا أن "هذا الفيروس ليس الأول من نوعه، فقد سبقه فيروس إنفلونزا الطيور، وجنون البقر أيضا. هناك أشخاص يعيش معظمهم في سويسرا أصبحوا من أصحاب المليارات بفضل بيع علاج هذا الفيروس".

وفي تصريح لقناة "فوكس نيوز بيزنس"، الخميس الماضي، اعتبر وزير التجارة الأميركي ويلبر روس، أن تفشي فيروس "كورونا الجديد" في الصين قد يفيد الاقتصاد الأميركي من خلال عودة فرص العمل إلى داخل البلاد، مرجّحا أن تغادر الشركات الأميركية الصين، أو تعلّق نشاطها هناك بسبب تفشي الوباء.

وقال روس: "يتعيّن على قلب كل أميركي أن يكون مع ضحايا فيروس كورونا، لذلك لا أريد أن أتحدّث عن أي انتصار في ظل مرض خبيث للغاية، لكن الحقيقة أن هذا الوضع الذي تعيشه الصين سيجبر الشركات الأميركية على المغادرة".

وتابع: "هذا الفيروس يعتبر عاملاً جديداً يجب على الناس أخذه بعين الاعتبار، واعتقد أن فيروس كورونا سيساعد في الإسراع بعودة فرص العمل إلى الولايات المتحدة، وربما أيضا إلى المكسيك".

ويواصل الفيروس القاتل الانتشار سريعا في الصين، فقد ارتفعت عدد الحالات المؤكدة إصابتها بالفيروس إلى 11 ألفا و791 شخصا من بينها 1795 حالتهم خطرة، حسب بيان صادر عن اللجنة الحكومية للصحة في الصين، السبت.

ولفت البيان إلى أن عدد المشتبه في إصابتهم بالفيروس ارتفع إلى 17 ألف و988 حالة، وأن عدد من وضعوا تحت المراقبة بسبب اتصالهم بأي شكل من الأشكال مع مصابين، ارتفع إلى 118 ألف و478 شخصا، فيما تماثل 243 شخصا للشفاء.

ومن أعراض الإصابة بالفيروس، التهابات فى الجهاز التنفسي وحمى وسعال وصعوبة في التنفس، في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي وحتى الوفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وطلب رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، من الاتحاد الأوروبي، تسهيل شراء بكين للمستلزمات الطبية الضرورية من أجل احتواء الوباء، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، حسب بيان صادر عن مجلس الدولة الصيني، اليوم.

بدورها، أكدت ديرلاين أن المفوضية الأوروبية ستسخرالإمكانات المتاحة لدعم الحكومة الصينية في مكافحة هذا الوباء. وتعهدت بالقيام بالتنسيق مع دول الاتحاد من أجل تسهيل تزويد الصين بالمستلزمات الطبية الضرورية.