معبر القائم بين العراق وسورية: توقعات بتجارة محدودة

معبر القائم بين العراق وسورية: توقعات بتجارة محدودة

29 سبتمبر 2019
مساعٍ لتنشيط التجارة في كلا البلدين (فرانس برس)
+ الخط -
من المقرر أن تفتتح السلطات العراقية، غدا الإثنين، معبر القائم البري على الحدود مع سورية، غربي البلاد، بعد إغلاقه نهاية عام 2013، عقب سيطرة مسلحي تنظيم "داعش"، على أجزاء من مدينة البو كمال السورية، قبل أن تسقط محافظة الأنبار العراقية المجاورة لسورية بشكل شبه كامل بيد التنظيم عام 2014.
وحسب مسؤول عراقي بارز في محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، فإن افتتاح المعبر يأتي بعد استكمال أعمال التأهيل في المعبر الذي تعرض لتدمير واسع خلال سيطرة "داعش" عليه.

ولفت المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أنه "تم استكمال الجوانب الفنية المتمثلة بدائرة الجمارك والجوازات ومحطات قياس الوزن"، مستدركاً بأن "المعبر سيكون تجارياً وللتنقل أيضاً، لكن لا يعول عليه كثيراً، فلا يوجد لدى السوريين ما يمكن استيراده ولا توجد أيضاً صادرات مهمة يحتاجها إليها السوريون، إلا في حال توقيع اتفاق مستقبلي لتصدير النفط أسوة بالأردن".

ووصف افتتاح المعبر بأنه سياسي أكثر من كونه تجارياً وحتى حركة المسافرين تكاد تكون قليلة جداً فالطريق غير آمنة وسعر السفر جوا يقارب جدا من سعر السفر برا عبر الحافلات بين البلدين.
وكانت هيئة المنافذ الحدودية العراقية قد أعلنت، في بيان صحافي سابق، أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أعطى موافقته على افتتاح معبر "القائم" على الحدود مع سورية، غدا الإثنين.

وذكر رئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم محمد العقابي أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وافق على افتتاح منفذ القائم الحدودي، مؤكدا ما وصفه بـ"جاهزية المنفذ لمرور المسافرين، وأيضا للتبادل التجاري"، معربا عن أمله بأن "يساهم هذا المنفذ في تطوير العلاقات بين البلدين".
ويمتلك العراق مع سورية ثلاثة معابر؛ هي القائم بين الأنبار والبو كمال، والوليد بين الأنبار أيضا ومنطقة التنف، وربيعة بين نينوى والحسكة.

ويأتي افتتاح معبر القائم، وهو أصغر تلك المعابر، بعد نحو عامين ونصف على نجاح القوات العراقية في استعادة السيطرة عليه وطرد مسلحي داعش بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ويتوقع مشاركة ممثلين عن نظام الأسد في حفل افتتاح المعبر الذي يجرى غدا بمشاركة من فصائل الحشد الشعبي التي لها حضور عسكري واسع في المنطقة الحدودية العراقية السورية، بحسب معلومات حصلت عليها "العربي الجديد"، أكدت أن فصائل مسلحة تعهدت بحماية القوافل التجارية عبر المعبر حال تشغيله فعلاً.

وقال عضو مجلس مدينة القائم محمد العبيدي لـ"العربي الجديد"، إن المعبر قبل إغلاقه كان يوفر فرص عمل لمئات المواطنين، غير أنه في الوقت الحالي لا يتوقع أن يكون نشطا كما كان من ناحية تجارية.
وأضاف العبيدي أن الطريق داخل سورية غير آمن والوضع داخل العراق أفضل بالتأكيد، لذا لا يتوقع أن يكون النشاط التجاري مؤثرا، غير أنها خطوة لا يمكن اعتبارها غير إيجابية.

واعتبر أن "المنفذ قد يكون ممراً لبضائع قادمة من لبنان وقطاعات سورية محددة ما زالت تنتج، لكن بالتأكيد غير مرجح أن يكون كما كان فهو أصغر من معبر الوليد المجاور وأيضا الأوضاع في كلا البلدين لا تشجع أن يكون معبرا لسفر الأشخاص".
ومن جانبه، يرى العامل بالقطاع التجاري السوري أحمد عليان، من منطقة البوكمال، أن إعادة فتح المعبر، بعد إغلاقه لخمس سنوات، مطلب ضروري وملح، من أجل التجارة والعلاقات الاجتماعية بين الأهل والعشائر الواحدة بين كلا البلدين، كاشفاً عن توفر المخازن والكهرباء والماء وتجهيزات المعبر.

ويضيف عليان خلال اتصال مع "العربي الجديد": "معبر القائم هو شريان تجاري مهم للبلدين، وسيعود النشاط بعد توقف منذ عام 2014 ومحاولات التأهيل المستمرة منذ عام 2017 بعد القضاء على تنظيم داعش الذي كان يسيطر على المعبر والمنطقة".
ويقول الخبير الاقتصادي السوري حسين جميل، لـ"العربي الجديد"، إن تأخر افتتاح المعرض لنحو عشرين مرة، رغم إعلان البلدين عن مواعيد الافتتاح، كان آخرها في 20 الشهر الماضي، يعود للعقوبات الأميركية المفروضة على سورية، ومحاولات واشنطن قطع الطريق أمام استغلال إيران للمعبر.

ويتساءل جميل، هل باتت الحدود ضمن معبر القائم وحوله مؤمنة ويمكن أن تحقق المصالح التجارية؟
ويشير إلى تراجع التبادل التجاري بين سورية والعراق خلال العامين الأخيرين إلى أقل من 500 مليون دولار سنويا، بعد أن توقف بالمطلق خلال سيطرة تنظيم "داعش" على المعبر، في حين تعدّى ملياري دولار عام 2011 إثر الاتفاقات المشتركة، وفي مقدمتها اتفاق التبادل التجاري الحر الذي وقع عام 2001.

وكانت هناك زيارات مكثفة لوفود عسكرية واقتصادية من الجانبين العراقي والسوري خلال الأسابيع الماضية، للتحضيرات الأخيرة لافتتاح المعبر المغلق منذ سنوات.

دلالات

المساهمون