مصر: حظر التوك توك في الجيزة يثير الغضب

وتسببت الحملة التي يقوم بها جهاز مدينة 6 أكتوبر، بالتعاون مع المحافظة وأجهزة وزارة الداخلية، في استغاثة من قبل سائقي تلك المركبة نتيجة الديون والأقساط، كما حدثت مشاجرات بالأيدي بين أصحاب التوك توك والمسؤولين، مما دفع الأجهزة الأمنية لاعتقالهم، وتوجيه تهم مقاومة السلطات ليكونوا عبرة لغيرهم.

وتطالب الحكومة المصرية المحافظين بإصدار تعليمات، لاستبدال الـ"توك توك" بـ"سيارات الفان" السبعة ركاب التي تعرف باسم سيارات السوزكي مرتفعة السعر، التي يصل سعرها إلى ما بين 160 و170 ألف جنيه (10 آلاف دولار تقريبا)، كذلك ارتفاع أسعار المستعمل منها، وبالتالي عدم قدرة المئات من الشباب على شرائها حتى لو وصل الأمر إلى شرائها بالتقسيط.

ووفق إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة "جهاز حكومي"، فإن متوسط عدد مركبات التوك توك داخل المحافظات المصرية وصل إلى ما بين 2.5 و3 ملايين مركبة، ويوجد ما يقرب من 20 ألفا تجوب مدينة 6 أكتوبر، وأكدت الإحصاءات أن الـ"توك توك" فتح آفاقاً جديدة للعمل أمام الشباب الذين عانوا لسنوات عديدة من البطالة.

ويعد التوك توك، وسيلة لكسب الرزق لمئات الآلاف من الأسر والشباب العاطلين، كما يعد وسيلة مواصلات بديلاً عن "التاكسي"، خاصة في الأماكن الشعبية.

وأعرب بعض سائقي الـ"توك توك" عن غضبهم وسخطهم الشديدين من أسلوب جهاز مدينة 6 أكتوبر برفع المركبات الخاصة بهم بـ "لودر"، ما يؤدي إلى تهشمها بالكامل دون رأفة أو رحمة.

يقول فتحي زكي "صاحب توك توك" إن قرار جهاز مدينة 6 أكتوبر بشأن حظر سير مراكبهم ومصادرتها والتحفظ عليها، يعد "خراب بيوت مستعجل"، كما أن الطريقة التي يتم بها سحب تحويشة العمر الخاصة بهم فيها نوع من الانتقام.
وتساءل مكي إبراهيم "صاحب توك توك" كيف أشتري سيارة "فان" بـ 170 ألف جنيه أو حتى بالقسط الذي يزيد على 3 آلاف جنيه في الشهر؟ مطالباً الجميع بنوع من الرحمة والرأفة، خاصة وأن معظم من يعمل على تلك المركبة مؤهلات عليا وأصحاب بيوت.

من جانبه، توقع الخبير الاقتصادي مصطفى شاهين أن يؤدي قرار حظر سير الـ"توك توك" بمدينة 6 أكتوبر لحالة من الغضب والانفجار بين غالبية السائقين؛ لخطر ما تقوم به الأجهزة المسؤولة ضد هؤلاء.
وأكد شاهين أن الـ"توك توك" يشكل مصدراً مهما للكثير من الشباب والعاطلين، ومصدر دخل إضافيا للكثير من الموظفين، محذراً من اصطدام الشرطة لتلك الشريحة الواسعة من السائقين، خاصة بعدما أصبحت تلك المركبة واقعا فعليا في الكثير من المحافظات المصرية.

وطالب الخبير الاقتصادي الحكومة المصرية بتقنين أوضاعهم، مشيرًا إلى أن الـ"توك توك" أصبح مصدراً للرزق، وأن تقنينه سيساعد في حل مشكلة البطالة، خاصة وأن أغلب سائقي التوك توك يعولون أسرا، وهو مصدر دخلهم الوحيد.