معيشة صعبة يواجهها الليبيون بسبب "حرب حفتر"

معيشة صعبة يواجهها الليبيون بسبب "حرب حفتر"

24 يوليو 2019
النزوح يزيد من معاناة الليبيين (فرانس برس)
+ الخط -
لا سيولة في المصارف التجارية الليبية. طرقات غير آمنة. ارتفاع في الأسعار. نقص في الأدوية. ضعف في الخدمات العامة وصلت إلى تكدس جبال من القمامة في شوارع طرابلس. 

فقر يتزايد وبطالة إلى ارتفاع... الليبيون يعانون، في وقت تشن فيه مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، هجوماً على مناطق جنوب العاصمة، منذ أكثر من 115 يوماً، تخلّف مئات القتلى والجرحى وآلاف النازحين.

في مستشفى السكر والغدد الصماء في منطقة صلاح الدين في طرابلس، يقول علي عزيز، لـ "العربي الجديد"، إنه أصيب بمرضي السكر والضغط، بعدما قامت قوات حفتر بسرقة منزله بشكل كامل، حتى النوافذ والأبواب. ويضيف أن وضعه المعيشي صعب للغاية، وأنه يقيم في إحدى المدارس، ولا يملك في جيبه إلا 50 ديناراً لا تكفي لتأمين مصروف أسرته المكونة من سبعة أشخاص، ليومين.

ويؤكد المواطن علي بن عبد الله أن الأوضاع الاقتصادية سيئة، وهناك ضعف حكومي لمتابعة الأسر النازحة وتأمين احتياجاتها "فالنازح يعاني من نقص السيولة والأدوية والغذاء". ويتابع أن أعداد النازحين في ازدياد مستمر، من دون وجود مأوى لهم، فضلاً عن ارتفاع أسعار الإيجارات وأسعار السلع الغذائية.

كما يشرح المواطن أبوالقاسم الصيد، أن هناك ارتفاعاً كبيراً في نسب الفقر، بسبب النزوح من مناطق الاشتباكات، وأن الأسر تركت كل شيء وراءها، ولا يملك بعضها قوت يومه ويلتحف السماء، في منطقة تاجوراء شرق طرابلس.

وأدت المعارك بين مليشيات حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني، إلى سقوط 1093 قتيلاً وإصابة 5762 مواطناً، وتجاوز عدد النازحين أكثر من 120 ألفاً، بحسب بيانات للأمم المتحدة.

ويقول عمر زرموح، أستاذ الاقتصاد في جامعة مصراتة، لـ "العربي الجديد"، إن الحكومة وجدت نفسها، في 4 إبريل/نيسان الماضي، في مواجهة نفقات غير متوقعة ناجمة عن عدوان غير متوقع على العاصمة طرابلس. ويضيف أن الخلل الأمني الناجم عن هذا العدوان ووجود هذا العجز في الميزانية يعملان معاً في اتجاه واحد، وهو عرقلة أداء الاقتصاد.

في حين يشير المحلل المالي نجمي بن شعبان إلى استمرار مشكلة السيولة في المصارف التجارية "ولا توجد حلول مطروحة، مع تفاقم الأزمات المعيشية للنازحين". ويوضح أن البنوك تتعرض لعجز في السيولة النقدية، وأنها تعاني العسر المالي الفني، ودخلت مرحلة العسر المالي الحقيقي الذي ينذر بالإفلاس.

ويلفت إلى أنه من الناحية العملية والقانونية، فإن اختصاص البنوك المركزية تجاه المودعين هو حماية أموالهم لدى البنوك وتلبية متطلبات السحب الفوري للودائع تحت الطلب. ويذكر بن شعبان أن السيولة لا تكفي لمواجهة كل السحوبات.

ومن جهة ثانية، يلفت المصرفي عمران الشايبي إلى ارتفاع الأسعار، خصوصاً المواد الغذائية والمستلزمات اليومية للمواطن، بعد هبوطها قليلاً خلال المدة الماضية، قائلاً إن نسبة الارتفاع فيما يتعلق بالسلع الغذائية يناهز 30 في المائة.

وتضاف إلى المشكلات المعيشية، أزمة البنزين، وقد شرعت شركة "البريقة" لتسويق النفط في طرابلس في تجهيز محطات وقود متنقلة للتقليل من الزحام على محطات الوقود داخل المدينة.

وقالت الشركة، في بيان لها، إنها بدأت فعلياً في توزيع الوقود مباشرة على المواطنين عن طريق صهاريج متنقلة موزّعة على عدد من المواقع، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التي ستقوم بتأمين عمليات البيع وتنظيمها. والمحطات المتنقلة هذه عبارة عن صهاريج موزعة على عدد من المواقع التي تم اختيارها بعناية بناء على الازدحام السكاني وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.

ويقول المواطن على البوسيفي، الذي التقته "العربي الجديد" قبالة محطة التزود بالوقود في منطقة جنزور، إنه قطع مسافة 350 كيلومتراً من الجبل الغربي من أجل التزود بالبنزين، لأن هذه المادة مقطوعة عن منطقة نسمة منذ مطلع شهر إبريل/نيسان، وإنه ينتظر في طوابير طويلة لمدة خمس ساعات في أقل تقدير.

وفي تطورات جديدة بشأن أزمة الكهرباء، وصلت ساعات طرح الأحمال إلى عشر ساعات يوميا، فيما تنقطع الكهرباء 15 ساعة في المناطق العشوائية في العاصمة الليبية.

وناقش رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، مع مسؤولين في الشركة العامة للكهرباء أزمة انقطاع التيار، ودعا إلى حلها عبر مراجعة الخطوات التنفيذية، من أهمها صيانة محطة الخمس الاستعجالية، والانتهاء من عمليات الصيانة اللازمة لوحدات التوليد المتوقفة، وإيجاد حلول لتضرر الشبكة العامة والبنية التحتية للقطاع من جراء التعديات المتكررة والوضع الأمني.

فيما ذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها تعمل مع كافة الأطراف المحلية والخارجية لتجنب التصعيد العسكري، وحماية المدنيين من أي استهداف، والاهتمام بمن أجبروا قسرًا على مغادرة منازلهم.

المساهمون