فرنسا مستعدة لخفض حصّتها في رينو لصالح نيسان

فرنسا مستعدة لخفض حصّتها في رينو لصالح نيسان بعد انهيار صفقة فيات

08 يونيو 2019
مجموعة فيات كرايسلر سحبت عرض الاندماج مع رينو(فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، إن بلاده مستعدة لخفض حصتها في رأس مال رينو البالغة 15 بالمائة، لصالح تعزيز تحالف شركة تصنيع السيارات مع شريكتها اليابانية نيسان.

وأوضح لومير في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، على هامش اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في اليابان، اليوم السبت، أن على رينو ونيسان العمل على تعزيز العلاقات بينهما قبل النظر في احتمالات إبرام عقود اندماج أخرى.

وتأتي تصريحات لومير بعد أيام فقط من سحب مجموعة فيات كرايسلر الإيطالية الأميركية، الخميس الماضي، عرضها للاندماج مع رينو، مشيرة إلى أن المفاوضات أصبحت "غير منطقية" بسبب الظروف السياسية في باريس.

وقال الوزير الفرنسي: "بإمكاننا خفض حصة الدولة في رأس مال رينو. هذه ليست مشكلة بما أنه سيكون لدينا في نهاية المطاف قطاع سيارات أكثر صلابة، وتحالف أكثر صلابة بين شركتي تصنيع سيارات عظيمتين هما نيسان ورينو".

وفي 27 مايو/ أيار الماضي، فاجأت فيات كرايسلر عالم صناعة السيارات بعرض الاندماج مع رينو، من أجل إنشاء مجموعة كان من المتوقع أن تصبح الكبرى في العالم، مع مبيعات يبلغ مجموعها نحو 15 مليون سيارة، بما يفوق فولكسفاغن الألمانية وتويوتا اليابانية اللتين تبيع كل منهما نحو 10.6 ملايين مركبة.

لكن الاتفاق انهار فجأة الخميس الماضي، وحمّلت فيات كرايسلر باريس المسؤولية. وأفادت فيات كرايسلر في بيان: "بات من الواضح أن الظروف السياسية في فرنسا لا تسمح في الوقت الحالي لاندماج من هذا النوع بأن يمضي قدماً بنجاح".

وقال لومير إنه من "حق" فرنسا باعتبارها "صاحب الأسهم المرجعية" في رينو، أن تؤثر على القرار. وأضاف: "لا يمكن انتقاد الدولة لتنفيذها التزاماتها".

ودخلت نيسان ورينو في شراكة منذ أكثر من عشرين عاماً، بعدما تدخل كارلوس غصن لإنقاذ المجموعة اليابانية من الإفلاس، عبر ربطها بأقدم شركة فرنسية لصناعة السيارات.

وتعدّ رينو الشريك المهيمن في بنية رأس المال، إذ تملك 43 بالمائة من نيسان. لكن مبيعات الشركة اليابانية فاقت حليفتها الفرنسية خلال السنوات الأخيرة، ما أثار شكاوى من أن ميزان القوى لم يعد منصفاً.

وخرج التوتر إلى العلن مع توقيف غصن بتهم تتعلق بسوء السلوك المالي في اليابان، وهو ما يراه هو وعائلته مخططاً من قبل البعض في صفوف نيسان، لمنع قيام اندماج أقرب بين الشركتين.

وقال لومير إن "الوقت غير مناسب" لتحقيق اندماج كامل، لكنه حضّ رينو على إقامة علاقات أوثق مع نيسان قبل السعي لتحالفات أخرى، كذاك الذي تم اقتراحه مع فيات كرايسلر.

وأضاف: "دعونا نضع الأمور في ترتيبها الصحيح. الترتيب الصحيح يعني قبل أي شيء تعزيز التحالف، ومن ثم البناء (مع شركاء آخرين) لا العكس، وإلا فكل شيء قد ينهار مثل بيت من ورق".

وتابع أن الأمر سيعود لرؤساء رينو ونيسان، لاتخاذ قرار بشأن كيفية دفع التحالف قدماً في وقت تشنجت العلاقات بين الشركتين بعد توقيف غصن المفاجئ.

وقال لومير: "سنراقب بكل بساطة للتأكد، بصفتنا نملك الأسهم المرجعية، بأن الأمور تتم بالترتيب الصحيح وضمن إطار زمني منطقي".

(فرانس برس)

المساهمون