إسرائيلي ينتحل هوية وزير فرنسي ويسرق 90 مليون دولار

إسرائيلي ينتحل هوية وزير الخارجية الفرنسي ويسرق ملايين الدولارات من حكومات وشركات

25 يونيو 2019
شكّ الرئيس السنغالي بأمره (فيسبوك)
+ الخط -
يخضع مواطن إسرائيلي فرنسي للتحقيق بتهمة الاحتيال، من خلال انتحال شخصية جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي الحالي، ووزير الدفاع السابق، لسرقة مبلغ 90 مليون دولار.

وتحقق الحكومة الفرنسية اليوم، مع غيلبرت شيكلي البالغ من العمر 53 عامًا، الذي يشتبه في أنه حصل على نحو 90 مليون دولار، من خلال الاحتيال على بنوك ورجال أعمال ورؤساء حكومات ومؤسسات خيرية، بإيهامهم بأنهم يعملون مع وزير الدفاع الفرنسي، لتحرير المواطنين الفرنسيين الذين اختطفهم الإسلاميون في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفقًا لموقع "واشنطن بوست".

وذكر المدّعون العامون الفرنسيون، أن شيكلي أو شخص آخر في فريقه، كان يرتدي قناعًا من السيليكون صنع على شكل وجه لودريان وزير الدفاع الفرنسي آنذاك، ويجلس خلف طاولة فخمة في غرفة مصممة لتبدو وكأنها مكتب وزاري، وخلفه علم فرنسي كبير، ثم يجري محادثة فيديو مع الشخص الذي سيحتال عليه.

وتعتبر عملية الاحتيال هذه بالنسبة للمحققين في فرنسا وإسرائيل، خرقًا محرجًا للأمن القومي، إذ قال أحد المحققين الإسرائيليين لقاض بعد إلقاء القبض على 3 مواطنين إسرائيليين في القضية نفسها في مارس/ آذار، بأن المسألة ليست مجرد حالة عادية، لأنها ذات حساسية دولية كبيرة، قد تتسبب بتوتر دبلوماسي، وأن التحقيق بها مستمر على قدم وساق في كل من إسرائيل وفرنسا.

وكان شيكلي يقنع ضحاياه الأثرياء، بأن عملية تحويل الأموال إلى حسابات مصرفية في هونغ كونغ، يجب أن تكون على قدر عال من السرّية، وخاصة أن سياسة فرنسا تنصّ على عدم دفع فديات لتحرير الرهائن الفرنسيين، كما كان يتواصل مع من يودّ الاحتيال عليهم، من خلال شخص يدّعي أنه مساعد للودريان، مهمته تنسيق موعد بينهم وبين الوزير المزعوم عبر تطبيق "سكايب".

وأكد بعض الذين تعرضوا للاحتيال من قبل شيكلي وزملائه، أن مكالمات "سكايب" التي أجريت معهم كانت قصيرة للغاية، وأن المحتالين زعموا أن اللوم في ذلك يلقى على سوء الاتصال بالإنترنت، كما أشاروا إلى أن إضاءة الغرفة كانت ضعيفة، وأن الشخص الذي يزعم أنه لودريان كان على مسافة بعيدة من الكاميرا، في حين قال ديلفين ميليت محامي لودريان: "تجرأوا على انتحال شخصية وزير فرنسي، وتواصلوا مع رؤساء تنفيذيين ورؤساء حكومات حول العالم، لطلب مبالغ هائلة من المال".

واكتشفت عملية الاحتيال جزئيًا من قبل الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي كان مقربًا من لودريان، لذا شعر بالاستغراب عندما خاطبه الوزير المزعوم بلغة رسمية، لا يستخدمها في ما بينهم، الفرنسيون الذين يعرفون بعضهم جيدًا.

يذكر أن 3 إسرائيليين من أصول فرنسية، اتهموا بانتحال هوية لودريان إلا أنهم نفوا ذلك، ولكن الضوء سلط على شيكلي لأنه أدين عام 2015 بتهمة انتحال شخصيات مديري بنوك تنفيذيين، لسرقة نحو 9 ملايين دولار من 33 مؤسسة مختلفة، وهو حاليًا في سجن بفرنسا بعد إلقاء القبض عليه في أوكرانيا وترحيله منها عام 2017، وكان قد توارى عن الأنظار سابقًا في إسرائيل، بعد توجيه التهم ضده عام 2015.

ونفى شيكلي تورطه في انتحال هوية لودريان، ولا يزال المحققون يحاولون إثبات أنه العقل المدبر لخطط الاحتيال، حيث يشتبه بأنه حاول انتحال هوية الوزير الفرنسي، من خلال توقيع عقد باسمه، لخداع الحكومة التونسية لدفع ملايين الدولارات، ثمن طائرة مروحية لم تطلبها من قبل.

المساهمون