تراجع جديد لأسعار العقارات في أبوظبي ودبي

تراجع جديد لأسعار العقارات في أبوظبي ودبي... وانخفاض عمالة البناء

25 يونيو 2019
تراجع النمو في ظل التوترات وهبوط عائدات النفط (Getty)
+ الخط -
واصلت أسعار العقارات في إمارتي أبوظبي ودبي تراجعها خلال الربع الأول من العام الجاري 2019، في مؤشر جديد على استمرار أزمة القطاع العقاري، الذي يعد أحد المحركات الرئيسية للنمو في الإمارات.

وكشفت بيانات صادرة عن مصرف الإمارات المركزي عن أداء الاقتصاد، أن أسعار العقارات السكنية في دبي انخفضت على أساس سنوي في الفترة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار بنسبة 9%، بينما كانت قد سجلت تراجعاً بنسبة 8.7% على أساس سنوي في الربع الأخير من العام الماضي 2018.

وأشار التقرير، الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، إلى استمرار أسعار الإيجارات في الهبوط، بسبب زيادة المعروض، موضحة أن متوسط أسعار الإيجار لكل متر مربع تراجع بمعدل سنوي بلغ 10.4% في الربع الأول، بعد انخفاض سنوي بنسبة 10.5% في الربع السابق عليه.

وفي عاصمة الإمارات، أبوظبي، انخفضت أسعار الممتلكات العقارية بنسبة 7% على أساس سنوي في الربع الأول، بعدما هبطت بنسبة 8.7% في الربع الأخير من 2018.

وانعكس تراجع القطاع العقاري على الإنشاءات التي تضررت بالأساس بفعل تراجع عائدات النفط وتوقف الكثير من المشروعات جراء التوترات السياسية والأمنية في منطقة الخليج.


ووفق بيانات المصرف المركزي، انخفض التوظيف في قطاع البناء بنسبة 1.3% في الربع الأول، بعد تراجع بنسبة 1.7% في الربع السابق عليه، بينما يوظف القطاع 33.6% من إجمالي العاملين في القطاع الخاص في الدولة.

ولعبت الاضطرابات السياسية في المنطقة، ومحاكمات الأمراء والأثرياء في السعودية، ودورة انهيار أسعار النفط التي بدأت في العام 2014، وقرار حصار قطر في يونيو/حزيران 2017، دوراً رئيسياً في خنق قطاع العقارات في الإمارات، لا سيما في دبي، التي كانت مركز جذب للأثرياء والثروة في منطقة الخليج، خاصة في فترة ما قبل العام 2009.

وحسب تقرير صدر عن وكالة "نايت فرانك"، كبرى وكالات العقارات العالمية التي يوجد مقرها في لندن، فقد انخفضت أسعار العقارات في إمارة دبي بنسبة 25% منذ عام 2015.

وأشار التقرير، الذي نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" جزءاً منه في فبراير/شباط الماضي، إلى أن بريق دبي التي كانت في السابق من أهم مراكز الجذب العقاري في العالم، خاصة بالنسبة للأثرياء، بدأ يخفت في الآونة الأخيرة.

ووصلت أزمة الشركات العقارية إلى البنوك، التي تواجه مصيراً كارثياً مع تصاعد مؤشرات ارتفاع حالات التعثر المالي وعدم القدرة على سداد الديون.


وذكرت وكالة بلومبيرغ، في تقرير لها منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أن من المتوقع أن ترتفع القروض المتعثرة هذا العام، وستلجأ البنوك إلى عمليات الاندماج للحفاظ على قدرتها التنافسية.

وفي وقت سابق من يونيو/حزيران الجاري، أصدرت إمارة دبي قانوناً جديداً للإفلاس، من أجل التعامل مع حالات التعثر المالي للشركات، في وقتٍ تشير البيانات الرسمية بالإمارات إلى تراجع معدل النمو في ظل انكماش الأسواق وهبوط العديد من القطاعات، على رأسها العقارات والتجارة والخدمات.

ووفق القانون، سيجري العمل بالقانون اعتباراً من 28 أغسطس/آب المقبل، حيث "يهدف إلى الموازنة بين احتياجات كافة الأطراف المعنية في الحالات المرتبطة بالتعثر المالي والإفلاس في مركز دبي المالي".

وكانت الحكومة الإماراتية قد أقرت في سبتمبر/أيلول الماضي قانونا للإفلاس تضمن آنذاك "إجراءات متعددة وخيارات تساعد على تفادي حالات إشهار إفلاس المدين، منها إعادة التنظيم المالي والصلح الواقي من الإفلاس وإعادة هيكلة أموال المدين" لتفادي الوصول إلى التصفية والبيع.

لكن تزايد حالات التعثر في الآونة الأخيرة وتضرر العديد من الأطراف جراء عدم وفاء المدينين الذين لديهم ممتلكات، ألقيا بظلال سلبية على شفافية الاستثمار في الإمارات وبشكل خاص في دبي.


وتتصاعد مخاوف المستثمرين من تعرض القطاعات الاقتصادية، ولا سيما العقارات والتجارة والطيران في الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص، لأضرار كبيرة، في ظل التوترات التي تشهدها منطقة الخليج.

وكان البنك المركزي الإماراتي قد خفض في مايو/أيار الماضي، توقعاته لنمو اقتصاد ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خلال العام الحالي 2019، لتقل عن تقديرات صندوق النقد الدولي لنمو اقتصاد الدولة.

وأشار المركزي إلى أن الاقتصاد سيحقق نمواً بنسبة 2%، وليس 3.5%، وفقا للتقديرات السابقة المنشورة في مارس/آذار الماضي. وكان صندوق النقد قد توقع نمو اقتصاد الإمارات خلال العام الحالي بنسبة 2.7%، مقابل 1.7% العام الماضي.

ويأتي قانون الإفلاس الجديد في أعقاب انهيار شركة أبراج للاستثمار المباشر، التي تتخذ من دبي مقرا لها وكانت أكبر شركة للاستثمار المباشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

المساهمون