استئناف المفاوضات التجارية الأميركية الصينية وسط تشاؤم بإحراز تقدم

استئناف المفاوضات التجارية الأميركية الصينية وسط تشاؤم بإحراز تقدم

20 يونيو 2019
خلافات عميقة بين الجانبين تدعو للتشاؤم (فرانس برس)
+ الخط -

عادت إلى دائرة الضوء بقوّة حرارة الحديث عن مفاوضات تجارية بين الصين والولايات المتحدة مستفيدة من حضور رئيسي البلدين قمة العشرين، لكن قراءة المراقبين توحي بتوقعات ضعيفة غير متفائلة بإمكانية حل الخلافات التجارية بينهما.

وقالت وزارة التجارة الصينية اليوم الخميس، إن مسؤولين كبارا صينيين وأميركيين سيستأنفون المحادثات التجارية بناء على رغبة رئيسي البلدين، لكن بكين تأمل أن تخلق واشنطن الظروف الضرورية للحوار.

يأتي ذلك بعدما انهارت المفاوضات الرامية لإبرام اتفاق شامل في الشهر الماضي بعدما اتهم مسؤولون أميركيون الصين بالتنصل من التزامات جرى الاتفاق عليها في وقت سابق.

لكن آمال إنعاش المفاوضات تجدّدت عن طريق اتصال هاتفي أمس الأربعاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، والتأكيد على أنهما سيجتمعان في الأسبوع المقبل خلال قمة العشرين في اليابان.

الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، قال أمس، إنه سيتحدث هاتفيا مع نائب رئيس الوزراء الصيني وكبير المفاوضين في المحادثات التجارية، ليو خه، "في غضون اليوم ونصف اليوم المقبلين".
أما المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، قاو فنغ، فقال للصحافيين الخميس: "سيتواصل رئيسا فريقي التجارة بموجب تعليمات الرئيسين"، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل، مكتفياً بالقول: "نأمل أن تخلق الولايات المتحدة الظروف والأجواء الضرورية لحل المشكلات عبر الحوار على أساس المساواة".

وانتعشت الأسواق المالية بفعل توقعات خفض التصعيد في النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، بعدما تأثرت سلبا بتهديدات فرض المزيد من الرسوم الجمركية والإجراءات المضادة والتصريحات الحادة من البلدين.

لكن الصين قالت إن الخلافات الثلاثة الرئيسية لا تزال قائمة بما في ذلك إلغاء جميع الرسوم الجمركية الإضافية، إذ يختلف الجانبان بشأن المشتريات التجارية ووجود نص "متوازن" لأي اتفاق تجاري. وقالت الصين إنها لن تتفاوض على هذه البنود الثلاثة.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت مطالب الصين في أي اتفاق تجاري لا تزال مرتبطة بتلبية هذه المطالب الثلاثة، قال قاو إن "مبادئ الصين وموقفها الرئيسي من العلاقات الاقتصادية والمباحثات التجارية الصينية الأميركية كانت دائما واضحة وثابتة. ويتعين تسوية المخاوف الرئيسية للصين على نحو ملائم".

وذكرت وسائل إعلام صينية رسمية اليوم الخميس أن المحادثات التجارية المرتقبة بين شي وترامب لن تحل على الأرجح الخلافات الرئيسية بين البلدين، لكنها قد تطلق مرحلة جديدة من المفاوضات.
صحيفة "تشاينا دايلي" الرسمية أوردت في مقال افتتاحي أن الطرفين "يرغبان في إجراء حوار جاد"، نظرا لأن الحرب التجارية الشاملة تشكل "خسارة لجميع الأطراف"، لكن من المستبعد حسم كل شيء خلال اجتماع واحد، حسبما نقلت "رويترز".

وأضافت أن "توقعات الطرفين متباينة بشدة للسماح بحدوث ذلك"، واستكملت أن "الأكثر احتمالا هو أن الاجتماع الثنائي سيسفر عن انطلاق مرحلة جديدة في المفاوضات حيث سيحدد كل من الزعيمين المسائل المهمة لبلده".

في السياق عينه، ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" أن بكين أرسلت بادرة واضحة لواشنطن بأن "الصين لا يمكن ترويعها أبدا".

وقالت الصحيفة التي تصدرها صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم: "نتيجة التفاوض لا تُحرز غالبا عبر المحادثات وإنما عبر النزاعات. وإذا كنا نريد نتيجة جيدة للمفاوضات فعلى الصين أن تثابر وألا تخاف".

وأضافت: "نظرا لأن من المرجح بشدة استمرار التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة فربما يتوصل البلدان في النهاية لاتفاق. لكن الصين لن تكون نافدة الصبر أو متخوفة من الإخفاقات".

"آبل": رسوم واشنطن المتوقهة تقلص مساهمتنا في الاقتصادي

وفي تصريح لافت، قالت "آبل" إن رسوما جمركية أمريكية مقترحة على بضائع من الصين تشمل هواتف آيفون وأجهزة الكمبيوتر آيباد وماك ستخفض مساهمة الشركة في الاقتصاد الأميركي وتلحق ضررا بقدرتها على المنافسة العالمية.

وأضافت شركة التكنولوجيا في تدوينة على موقع إلكتروني حكومي اليوم الخميس، أن الحكومة الأميركية يجب عليها ألا تمضي قدما في مقترح لفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على بضائع أخرى من الصين بقيمة 300 مليار دولار.

و"آبل" بين أحدث الشركات الأميركية التي تضغط على إدارة ترامب للتخلي عن خطتها لفرض المزيد من الرسوم الجمركي.

المساهمون