هجوم صيني مضاد: الحرب التجارية لم تعد لأميركا عظمتها

هجوم صيني مضاد: الحرب التجارية لم تعد لأميركا عظمتها

02 يونيو 2019
المسؤولان الصينيان خلال المؤتمر الصحافي (Getty)
+ الخط -
صعدت الصين مجدداً اليوم الأحد لهجتها في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، محملة واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات، بدون أن تشير إلى أي مخرج من الأزمة في وقت قريب.

ومن التهديد بفرض حظر على بعض المعادن ووضع "لائحة سوداء" لشركات أجنبية وزيادة الرسوم الجمركية والخطاب الحربي، انتقلت بكين خلال أيام إلى الهجوم المضاد بعد عام على بدء مواجهتها الاقتصادية مع واشنطن.

وقال نائب وزير الإعلام الصيني غوو ويمين في بكين إن "الحرب التجارية لم تعد إلى أميركا عظمتها".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع في تموز/يوليو 2018 الرسوم الجمركية على منتجات صينية، ما أدى إلى رد مماثل من بكين طاول سلعا أميركية.

وقال غوو خلال عرضه "كتابا أبيض" أمام الصحافيين اليوم الأحد وفقا لوكالة "فرانس برس" إنه منذ ذلك الحين، ارتفعت الأسعار وكلفة الإنتاج في الولايات المتحدة وتراجعت الصادرات الأميركية إلى الصين وبات النمو العالمي مهددا.



وصدرت هذه الوثيقة التي تقع في 21 صفحة وتلخص المواقف الصينية، غداة دخول بدء تطبيق زيادة في الرسوم الجمركية على ما قيمته ستين مليار دولار من المنتجات الأميركية المستوردة سنويا إلى الصين، ردا على العقوبات الأميركية التي فرضت على مئتي مليار من السلع الصينية مطلع أيار/مايو.

وبعد شهر من فشل المفاوضات التجارية الأميركية الصينية، قال غوو إن الولايات المتحدة تتحمل "المسؤولية الكاملة" لهذا الإخفاق لأنها غيرت مطالبها مرات عدة.

وكانت الصين أكدت أن المفاوضات ستستأنف في بكين في موعد لم يحدد. لكن في مؤتمره الصحافي في بكين الأحد، لم يطرح المسؤول الصيني هذا الاحتمال.
وصرح غوو أنه ليست لديه أي معلومات عن لقاء ثنائي ممكن بين ترامب ونظيره شي جينبينغ في نهاية حزيران/يونيو في طوكيو على هامش قمة العشرين.

وفي "كتاب أبيض" عرضه غوو أمام الصحافيين، قالت الصين إن "التعاون هو الخيار الوحيد الممكن"، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها "لن تساوم على المبادئ الأساسية". وأوضحت أن الاتهامات التي ساقتها واشنطن بسرقة الملكية الفكرية "لا أساس لها إطلاقا".

مبالغة في التقدير 

وفي المؤتمر ذاته، قال وانغ شوين نائب وزير التجارة الصيني اليوم الأحد إن الولايات المتحدة تبالغ في تقدير العجز التجاري بين البلدين وإنه يجب عدم إلقاء اللوم على الصين في فقد البعض وظائفهم في القطاع الصناعي بالولايات المتحدة.

وقال وانغ وفقا لوكالة "رويترز" إن عجز الولايات المتحدة في السلع والخدمات مع الصين يقترب بشكل فعلي من 150 مليار دولار وليس كما قال المسؤولون الأميركيون إنه 410 مليارات دولار.

وأضاف أنه يجب عدم ضم تجارة المعالجة أو التجميع الصينية مع الولايات المتحدة في حسابات العجز التجاري، مؤكدا أنه يجب عدم إلقاء اللوم على الصين في فقد الناس وظائف في القطاع الصناعي بالولايات المتحدة.

وقال أيضا إن الصين لا توجه الشركات المحلية للاستحواذ على مشروعات وتكنولوجيا معينة.



استعداد صيني

في الوقت نفسه، أكد وزير الدفاع الصيني وي فينغ في سنغافورة أن ثاني قوة اقتصادية في العالم سترد على هجمات واشنطن.

وقال في منتدى شانغريلا الدولي "إذا كانت الولايات المتحدة تريد الحوار، فسنترك الباب مفتوحا. وإذا أرادت المواجهة فنحن مستعدون".

وقال وزير الدفاع الصيني بشأن مجموعة الاتصالات إن "هواوي ليست مؤسسة عسكريّة" مع أن مؤسسها رين تشينغفي مهندس سابق في الجيش.

وأضاف "لا تظنّوا أنه لأنّ رئيس شركة هواوي خدَم في الجيش فإنّ الشركة التي قام بتأسيسها هي جزء من الجيش".

وأضاف "هذا غير منطقيّ لأنّ هذا النوع من العسكريّين السابقين، بعد تقاعدهم، يُنشئ الكثير منهم شركاتٍ في بلدان حول العالم".

وكان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان صرح السبت أن هواوي "مقرّبة جدًا" من الحكومة الصينيّة، ما يجعل من الصعب الثقة بهذه الشركة.

يشار إلى أنه، إلى جانب العجز الهائل في الميزان التجاري بين البلدين لمصلحة بكين، تتحدث الولايات المتحدة عن العقبات التي تواجهها الشركات الأجنبية التي تعمل في الصين، مثل إلزامها بنقل التكنولوجيا والدعم الحكومي المالي للشركات العامة.



وهذه المواجهة التجارية، يواكبها تزاع في قطاع التكنولوجيا. فقد أدرجت واشنطن الشهر الماضي مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي على لائحة سوداء للشركات التي يمنع حصولها على تكنولوجيا أميركية.

ويشكل ذلك ضربة قاسية لهواوي التي تحتاج إلى شرائح الكترونية أميركية لتزويد هواتفها النقالة بها، وردت بكين الجمعة بالإعلان عن وضع "لائحة سوداء" للشركات الأجنبية "غير الجديرة بالثقة".

كما لمّحت الحكومة الصينية إلى أنها يمكن أن توقف تصدير "المعادن النادرة" التي تحتاج إليها الصناعة الأميركية لعدد من صناعات التكنولوجيا.

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون