الغلاء يحرم المصريين "الكنافة الرمضانية"

الغلاء يحرم المصريين "الكنافة الرمضانية"

09 مايو 2019
الكنافة أصبحت حُلماً بعدما كانت بمتناول الجميع (العربي الجديد)
+ الخط -

تعتبر "الكنافة" من الحلويات الشرقية المحببة التى يُقبل عليها المصريون في شهر رمضان المبارك، والتي كانت أسعارها قبل سنوات قليلة في متناول عامة الشعب، لكن بعد وصول الكيلو إلى 15 جنيهًا، أصبح الحصول عليها أمرًا أكثر صعوبة.

وبحساب تكاليف إعدادها من سكر وسمن ومكسرات الفقراء(فول سوداني- جوزهند- زبيب)، تكون الكلفة النهائية 45 جنيهًا، وهو مايعادل ثمن دجاجة، تكفي أسرة كاملة، لذلك تراجعت حركة البيع هذا العام بمعدلات وصلت 50% مقارنة بالعام الماضي.

يقول عليوة الحرازي، أحد أحفاد أشهر عائلات صناعة الكنافة في مصر، موسم البيع يبدأ من 25شعبان، ويصل لذروته في الأسبوع الأول من رمضان، وخاصة أول وثاني يوم من الشهر الكريم، ثم تنخفض المبيعات، مع مرور الشهر.

ورغم أن هذه الأيام ذروة الموسم إلا أن حركة البيع لاتزال أدنى من معدلاتها بحوالى 50% بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مرجعًا السبب لانخفاض القوى الشرائية لدى غالبية الشعب، فطبقًا لحساباته فإن كلفة كيلو الكنافة على الأسرة المصرية تصل في أضيق الحدود لـ40 جنيها.

ويضيف الحرازي لـ"العربي الجديد": "رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج ومنها أجرة صنايعي (200 جنيه في اليوم)، مع ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء، إلا أننا نبيع بنفس أسعار العام الماضي، 15 جنيهًا للكيلو اليدوي و12 جنيهًا للآلي"، لافتًا إلى أن الموسم يكاد يغطي تكاليفه.

وحول أسعار الكنافة يؤكد سعيد صلاح لـ"العربي الجديد" ارتفاعها عن العام الماضي بحوالى 50%، فاليدوي "البلدي" كان سعر الكيلو بـ10 جنيهات وصل اليوم لـ15 جنيهًا، وكذلك ارتفع سعر الآلي من 8 جنيهات لـ12 جنيهًا، بسبب ارتفاع تكليف الإنتاج، ومنها أجرة "الصنايعي" والتي زادت من 6 آلاف جنيه في الشهر العام الماضي لـ9 آلاف جنيه هذا العام.

وأشار إلى أن حجم المبيعات انخفض بمعدل 50%، مرجعًا أحد الأسباب إلى تفضيل البعض للكنافة الجاهزة والتي يصل سعرها في المحلات الشعبية لـ30 جنيها.

ويشكو طه أبو الخير، مدير أحد محلات الحلويات، من انخفاض حركة المبيعات، لافتًا إلى أن أسعار الكنافة هي نفس أسعار العام الماضي والتي تتراوح مابين 65 جنيهًا إلى 200 جنيه للكيلو.

وتقول أشهر الروايات حول بداية ظهور الكنافة وارتباطها بشهر رمضان، إن صانعي الحلويات في الشام هم من ابتكروها وأخذت شهرتها في عهد معاوية بن أبي سفيان، حينما كان واليًا على الشام، إذ أنه كان يشعر بالجوع أثناء الصيام فوصف له الطبيب الكنافة التي كان يتناولها في فترة السحور حتى تمنع عنه الجوع نهار رمضان.