عقوبات أميركية جديدة على طهران تستهدف البتروكيماويات والذهب

عقوبات أميركية جديدة على طهران تستهدف البتروكيماويات والذهب

05 مايو 2019
ترامب يضيق الخناق على إيران (Getty)
+ الخط -

 

تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطبيق عقوبات جديدة على الشركات والمؤسسات المالية المتعاملة مع إيران في قطاعات اقتصادية أخرى أبرزها البتروكيماويات والذهب والمعادن، بهدف التأكيد على خططها الهادفة إلى تجفيف منابع الدولار لدى طهران، لإجبارها على الرضوخ لشروطها وتوقيع اتفاقية جديدة للسلاح النووي.

وكانت مهلة الإعفاءات من العقوبات التي منحتها أميركا لثماني دول مستوردة للنفط الإيراني، انتهت بداية الشهر الجاري. وتركز واشنطن في الموجة التالية من جهودها في هذا الإطار على صناعة البتروكيماويات الإيرانية، التي تمثل ثاني أكبر صادرات البلاد بعد النفط.

وبعد مرور ستة أشهر من فرض العقوبات الأميركية على صادرات طهران من النفط، ورغم استبعاد الحكومة الإيرانية إيقافها التام، انخفضت تلك الصادرات لأقل من مليون برميل يومياً، بعد أن كانت 2.5 مليون برميل يومياً في مايو/أيار الماضي قبل إعلان ترامب انسحاب بلاده من اتفاقها النووي مع إيران.

ويفرض النظام المالي العالمي أن يمر تحويل أي مبلغ مالي بالدولار من خلال البنوك الأميركية، وهو ما يسهل للولايات المتحدة مراقبة ومعاقبة أي دولة ترغب في فرض عقوبات عليها.


وتقول واشنطن إن العقوبات الجديدة ستستهدف مكاتب الصرافة، وشركات تحويل الأموال، وفروع بعض البنوك في كل من الإمارات وسنغافورة وماليزيا وأرمينيا والهند.

وخلال السنة المالية الإيرانية الأخيرة، التي انتهت في العشرين من مارس/آذار الماضي، صدّرت إيران بتروكيماويات بما زادت قيمته عن 10 مليارات دولار.

ولا يقتصر الأمر على صادرات البتروكيماويات الإيرانية بعد النفط، وإنما تمتد العقوبات لتشمل صادرات الذهب والمعادن الثمينة، وقطع غيار السيارات، وكل ما يمثل مصدراً للدولار لطهران، ويمكن تصديره عبر الحدود البرية إلى كل من الإمارات والعراق وتركيا وأفغانستان.

وتهدف واشنطن من زيادة ضغوطها فيما يخص تلك التعاملات إلى حرمان إيران من الأموال التي تحتاج إليها لاستيراد المواد الغذائية الأساسية المطلوبة محلياً.

ويقول بهنام بن طالبلو، زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: "فرض التحركات بالتزامن مع تصعيد العقوبات ضد قطاعات جديدة في الاقتصاد الإيراني يعد علامة على الجدية. ونحن نركز على دول كانت تسهل التحايل على العقوبات سابقاً، مثل العراق والإمارات وماليزيا".


ورغم التشديدات الأميركية، أعلنت بكين أن تعاملاتها التجارية مع طهران شرعية، وأن الولايات المتحدة لا يحق لها التدخل، كما أعلنت تركيا استحالة قطع علاقاتها مع الجار الإيراني. ولكلا البلدين مصالح في استمرار تعاملاتهما مع إيران، فالصين التي تستورد ما يقرب من عشرة ملايين برميل يومياً من النفط، تضعها في مقدمة مستوردي الخام في العالم، ترغب في استغلال ظروف العقوبات على إيران، للحصول على نفط بسعر أقل من السعر العالمي.

أما تركيا، فبالإضافة إلى احتياجها للنفط الإيراني، تعاني عملتها من ضغوط كبيرة، تجعلها دائماً مرحبة باستمرار تصدير منتجاتها إلى إيران، خاصةٍ مع وجود حدود برية تسهل التعاملات وتسمح بالتحايل على العقوبات، بالإضافة إلى كونها من أكثر الدول التي يمكن لها التعامل مع إيران بالمقايضة، نظراً لوجود تدفق للسلع بين البلدين في الاتجاهين. ولا يقتصر الأمر على الصين وتركيا بل يمتد إلى دول أخرى مثل الهند.

المساهمون