اتصال أردوغان وترامب يرفع سعر الليرة التركية 1.5%

اتصال أردوغان وترامب يرفع سعر الليرة التركية 1.5%

30 مايو 2019
العملة التركية تتقلب عادة على وقع التوترات السياسية (Getty)
+ الخط -

قفز سعر الليرة التركية نحو 1.5%، اليوم الخميس، بفعل توقعات بتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بعد اتصال هاتفي بين زعيمي البلدين حدّد أواخر يونيو/حزيران لعقد اجتماع، وناقش شراء أنقرة أنظمة إس-400 الصاروخية الدفاعية من روسيا.

وبلغت العملة التركية 5.9300 ليرات للدولار في الساعة 9:25 بتوقيت غرينتش، لتصعد بنحو 1.5% مقارنة مع مستوى إغلاق أمس، الأربعاء، البالغ 6.0155. وفي وقت سابق، تعززت العملة لتصل إلى 5.9200 ليرات للدولار، وهو أقوى مستوياتها منذ 25 إبريل/ نيسان.

وقد أوردت وكالة "الأناضول" سعر صرف الليرة عند السادسة والنصف بتوقيت غرينتش (التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي)، حيث بلغ 6 ليرات للدولار شراءً و6.0010 بيعاً.

وفقدت العملة التركية نحو 14% من قيمتها منذ بداية العام لأسباب من بينها تنامي خلاف بين أنقرة وواشنطن، والتهديد بأن يؤدي تسليم الصواريخ الروسية إلى إطلاق عقوبات أميركية.


ويرى الخبير الاقتصادي التركي المتخصص بالنقد، مسلم طالاس في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه مجرد استشفاف المضاربين والمستثمرين تقارباً تركياً أميركياً، من جراء الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين، عاودوا المضاربة وشراء الليرة التركية وبدأوا بإعادة التفكير بالاستثمار بها، ما حسّن سعر صرف الليرة.

ويقول طالاس إن "انكشاف الليرة التركية للحدث السياسي، هو السبب الأهمّ بتراجع وتذبذب سعرها خلال العام الأخير، لكن أيّ بوادر لطاقة إيجابية اقتصادية من شأنها رفع الضغوط أو تخفيفها، سنرى انتعاشاً وتحسناً بسعر صرف العملة التركية".

وحول الأسباب الاقتصادية التي يقرّها المسؤولون الأتراك، التي أضعفت من الثقة بالليرة، يؤكد طالاس أنه لا أحد ينكر الأسباب الاقتصادية، من ارتفاع المديونية والعجز بالميزان التجاري، لكن ذلك موجود بكبرى اقتصاديات العالم، ورغم ذلك لا يؤثر على أسعار عملاتهم بهذا الشكل، لأنها لا تتعرض لمخاطر سياسية كما في تركيا، حسب طالاس.

ونشر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون على حسابه بموقع تويتر، مقتطفات لما دار بين الرئيسين في الاتصال الهاتفي الأخير قائلاً: "رحب الرئيس التركي بإلغاء الرسوم الإضافية الأميركية على قطاع الصلب لتركيا، مؤكداً أن ذلك القرار من شأنه أن يسهم في تحقيق هدف زيادة التجارة الثنائية البالغ 75 مليار دولار".
ويرى الاقتصادي التركي خليل أوزون في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الاتصال الهاتفي تعدّى من منظور الاقتصاديين والمضاربين وحتى المستثمرين، قضية صفقة الصواريخ الروسية واحتمالات إلغائها أوتأجيلها، لأنه فتح المجال من جديد لعودة العلاقات الاقتصادية التي توترت العام الماضي على خلفية القسّ الأميركي أندرو روبنسون، وبدأت بالتحسن تباعاً، لتصل أخيراً لتخفيض الرسوم الأميركية على الصلب التركي.

ويضيف الاقتصادي التركي أن العلاقات التركية الأميركية عرضة للتذبذب، ولا يمكن التأكد أنها ستسير نحو التحسن، لأنها محكومة باعتبارات سياسية عدة، منها علاقة تركيا المتنامية مع روسيا إضافة لملفات الشرق الأوسط، وبمقدمتها الموقف من الحرب على سورية.

وتقول الولايات المتحدة إن أنظمة إس-400 تعرّض مقاتلاتها من طراز إف-35 للخطر. وكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الاتصال مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، اقتراحا لتشكيل مجموعة عمل لتقييم تأثير أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية.

كما اتفق الزعيمان على اللقاء على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان في نهاية يونيو/ حزيران.

المساهمون