"العيون الخمس" تضع هواوي في قلب العاصفة

"العيون الخمس" تضع هواوي في قلب العاصفة

22 مايو 2019
هواوي تحت المجهر في أسواق أوروبا وآسيا (Getty)
+ الخط -
ربما ستصبح شركة هواوي الصينية المتهمة بالتجسس في أميركا، أولى ضحايا السباق بين واشنطن وبكين على تقنيات الفضاء السيبراني وتقنيات الذكاء الاصطناعي والجيل الجديد من الشرائح، التي من المتوقع أن تحدد مسار التقدم الصناعي وإعادة بناء الجيوش في العقود المقبلة.
وحظرت أميركا الإثنين على هواوي شراء قطع غيار ومكونات أميركية لتصنيع منتجات جديدة بدون الحصول على موافقات على الترخيص من المرجح رفضها، كما طلبت واشنطن من مشغل غوغل التوقف عن التعاون مع هواوي. لكن غوغل المملوكة لشركة ألفابت أكدت أمس أنها تعتزم إعادة العمل مع هواوي خلال 90 يومًا المقبلة، بعد القرار الأميركي بتأجيل فرض القيود التجارية على ثاني أكبر صانع جوالات في العالم.

وتمثل الخطوة تحولًا مفاجئًا لشركات التكنولوجيا الأميركية، إذ قالت غوغل الأحد إنها ستقطع علاقاتها مع هواوي امتثالاً لقرار واشنطن بإدراج الشركة الصينية في قائمة سوداء تحظر على الشركات المحلية تزويدها بمكونات أو برمجيات.
ومنحت وزارة التجارة الأميركية أمس ترخيصًا لمدة 90 يومًا لشركات الجوالات ومزودي خدمات النطاق العريض للإنترنت للعمل مع هواوي لاستمرار عمل شبكات الإنترنت الحالية والجوالات.

وقال متحدث باسم غوغل لشبكة "سي إن بي سي" إن ذلك الترخيص سيسمح لهم بإرسال تحديثات البرامج إلى جوالات هواوي التي تستخدم نظام التشغيل "آندرويد" الخاص بها حتى 19 أغسطس/ آب.
ودافعت الحكومة الأميركية عن قرارها معاقبة الشركة الصينية، مؤكدة أنها فرضت هذه القيود لتورط هواوي في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي أو مصالح السياسة الخارجية. ولم تحظر أميركا عمليات هواوي فقط وإنما طلبت من الحلفاء عدم استخدام منتجات شركة الإلكترونيات الصينية، خشية أن تكون وسيلة لعمليات تجسس صينية.

وحسب صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، قال روب جويس، وهو مسؤول كبير من وكالة الأمن القومي الأميركية، إن مجموعة "العيون الخمس"، المؤلفة من أميركا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا، لن تستخدم التكنولوجيا من البلدان التي تشكل تهديداً للبنية التحتية الوطنية الحيوية.
وتريد واشنطن من حلفائها في "العيون الخمس" استبعاد هواوي التي نفت مراراً أن يشكل عملها أي مخاطر للتجسس أو التخريب.

ومن المتوقع أن تؤثر خطوات محاصرة هواوي وقرار غوغل بالتوقف المؤقت عن التعاون معها على نمو أعمال الشركة عالمياً، إذ يترتب على القرار فقدان هواوي رخصة استخدام نظام التشغيل الأكثر الشعبية (أندرويد) في هواتفها الذكية، بالإضافة إلى عدم الوصول إلى التحديثات الخاصة بنظام التشغيل لهواتفها الحالية، إلى جانب عدم إمكانية استخدام خدمات غوغل في هواتفها الذكية المقبلة، بما في ذلك متجر "غوغل بلاي" وتطبيقات غوغل مثل Gmail ويوتيوب ومتصفح كروم وغيرها.

ولجأ مؤسس شركة هواوي رين جينغفي، أمس الثلاثاء، إلى لهجة التحدي للرد على محاولات واشنطن الحد من الطموحات العالمية لشركته. وقال جينغفي إن واشنطن "تسيء تقدير قوة" عملاق الاتصالات الصيني. وتحدث صاحب الشركة إلى وسائل إعلام صينية رسمية بعد أيام من إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامر تهدف إلى عرقلة أعمال هواوي في بلاده، وبعد جهود استمرت أشهراً لترامب لمنع الشركة الصينية من أن تصبح الأولى عالمياً في تقنية شبكات اتصالات الجيل الخامس.

وقال جينغفي إن "الممارسة الحالية للسياسيين الأميركيين تسيء تقدير قوتنا"، وفق تلفزيون الصين المركزي "سي سي تي في".
وأضاف أن "شبكات هواوي للجيل الخامس لن تتأثر في ما يتعلق بتقنية الجيل الخامس، ولن يتمكن الآخرون من اللحاق بهواوي وقد يستغرقهم هذا عامين أو ثلاثة".

وأعلنت وزارة التجارة الأميركية في الوقت نفسه حظراً على تعامل الشركات الأميركية مع هواوي ونقل التقنية إليها، ثم أرجأت تنفيذ القرار لمدة 90 يوماً.
واستهجن رين الخطوة، وقال إن بإمكان هواوي صناعة ما تحتاجه من شرائح إلكترونية و"لا يمكن عزلها" عن العالم.

وفي تعليقات لصحيفة "ميل أون لاين" البريطانية قال إيون كيري، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني (أيدج سكان Edgescan)، إن هذا الإجراء يمكن أن يشكل "بداية النهاية" لشركة هواوي.
وكشف أن عدم قدرة المستخدمين على تحديث تطبيقاتهم يمثل مشكلة خطيرة، ومن المحتمل أن تتضرر الهواتف الحالية مع الحفاظ على الإصدار الأخير لبعض التطبيقات إلى الأبد.