حوادث متكررة تهدد مستقبل طائرة "سوبرجت" الروسية

حوادث متكررة تهدد مستقبل طائرة "سوبرجت" الروسية

13 مايو 2019
مطالب بمحاسبة المسؤولين عن الحوادث (Getty)
+ الخط -
مع تواصل التحقيقات في واقعة احتراق طائرة سوخوي سوبرجت-100" التابعة للناقل القومي الروسي "أيروفلوت" في وقت سابق من مايو/أيار الجاري والتي راح ضحيتها 41 شخصا، تتعالى في روسيا الأصوات المطالبة بوقف تشغيل الطائرات من هذا الطراز بعد أن تعرضت ثلاث من أصل حوالي 140 طائرة يتم تشغيلها حول العالم، لحوادث أدت لتدميرها.

وفي غضون أسبوع فقط، وقع نحو 190 ألف شخص على عريضة بموقع Change.org للمطالبة بحظر تشغيل طائرات "سوخوي سوبرجت-100" الإقليمية روسية الصنع إلى حين انتهاء التحقيقات وتدارك مشكلات الطائرة ومعاقبة المسؤولين عن الفاجعة.

أما شركة "أيروفلوت" التي تعد أكبر مشغل لـ"سوبرجت" على مستوى العالم بواقع نحو 50 طائرة، فألغت في الأيام الماضية، عشرات الرحلات التي كان من المقرر تنفيذها على متن طائرات من هذا الطراز.

كما أعلنت شركة "يامال" الروسية للطيران، والمشغلة لـ15 طائرة "سوبرجت"، عن عدولها عن خططها لشراء عشر طائرات إضافية من هذا النوع.  
وفي هذا الإطار، يعتبر مدير عام شركة "إنفوموست" للاستشارات في مجال البنية التحتية والنقل، بوريس ريباك، أن سلطات الطيران الروسية كان ينبغي عليها تعليق جميع الرحلات لـ"سوبرجت" إلى حين انتهاء التحقيقات، مرجحا أن تكون للحادثة تداعيات خطيرة على مستقبل الطائرة.

ويقول ريباك، في حديث لـ"العربي الجديد": "تؤثر مثل هذه الحوادث المأساوية تأثيرا كبيرا على مستقبل الطائرة، وكان ينبغي تعليق تشغيلها مثلما ما تم مع طائرة "بوينغ-737 ماكس" بعد تحطم اثنتين منها في أقل من ستة أشهر. نسبة تحطم ثلاث من أصل 140 طائرة في حالة "سوبرجت" مرتفعة جدا".

وتعود أول حادثة تحطم طائرة "سوبرجت" إلى مايو/أيار 2012، حين اصطدمت الطائرة بجبل أثناء تحليق استعراضي في إندونيسيا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفر انحراف طائرة "سوبرجت" تابعة لشركة الطيران "ياقوتيا" عن المدرج بمطار مدينة ياقوتسك الواقعة في أقصى شرق روسيا، عن أضرار حالت دون استمرار تشغيلها، فيما لم يصب أي من ركابها بإصابات خطيرة.  
ووقعت الحادثة الثالثة والأخيرة لـ"سوبرجت-100" في 5 مايو/أيار الجاري، أثناء عملية الهبوط، وعلى متنها 78 شخصا، لم ينج منهم سوى من كانوا في مقدمة الطائرة. وكانت الطائرة متجهة من مطار "شيريميتييفو" بموسكو إلى مدينة مورمانسك الواقعة في أقصى شمال روسيا، ولكنها اضطرت للعودة إلى مطار المغادرة والهبوط بنظام يدوي بعد 14 دقيقة فقط من التحليق، من جراء إصابتها بصاعقة وتعطل النظم الأوتوماتيكية.

وحول التداعيات المحتملة للحادثة الأخيرة، يضيف ريباك: "يجب الانتهاء من التحقيقات، وتحديد ما إذا كانت هناك عيوب فنية بالطائرة أم أن الحادثة وقعت نتيجة لسلسلة من الظروف المأساوية. حتى الآن، هناك انطباع بوجود مساع للإلقاء باللائمة على الطيارين، ولكن ذلك لن يكون سهلا هذه المرة، لأن كليهما نجوَا من الحادثة".  

وكانت لجنة التحقيق الروسية قد أعلنت بعيد وقوع الكارثة، عن نظرها في ثلاث روايات رئيسية، وهي نقص كفاءة الطيارين وعطل الطائرة وسوء الأحوال الجوية.

إلا أن صحيفة "كوميرسانت" ذكرت فيما بعد أنه يجري النظر في رواية الخطأ البشري على أنه الفرضية الرئيسية، في ظل قرار الطيارين التحليق عبر مسار العاصفة الرعدية، والاستعجال في الهبوط بدلا من تفريغ الوقود، وتجاوز سرعة الأرض والسرعة العمودية، مما أدى إلى حدوث ارتداد عند التلامس مع المدرج وتسرب الوقود فاشتعاله.   

المساهمون