هل تعود الحرب التجارية بين بكين وواشنطن لشراستها؟

هل تعود الحرب التجارية بين بكين وواشنطن لشراستها؟

10 مايو 2019
ترامب ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي (Getty)
+ الخط -

حل اليوم الجمعة الموعد الذي ضربه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبدء تطبيق التعريفات المضاعفة، وهذا ما حصل فعلاً، على الرغم من استئناف المفاوضات بين البلدين أمس الخميس، بعد وصول نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، وفريقه التفاوضي إلى واشنطن، بينما تؤكد الصين عزمها على الرد باتخاذ إجراءات مماثلة.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية الأربعاء، "أي تصعيد في النزاعات التجارية لن يكون في صالح أميركا ولا الصين ولا العالم، ولذلك سيكون مما تأسف له الصين"، وأضاف "لكن إذا طبقت أميركا تعريفاتها المضاعفة على المنتجات الصينية، فسيكون على بكين اللجوء إلى الرد باتخاذ تدابير مضادة".

ويأتي التصعيد الأخير بين واشنطن وبكين بينما كان العالم يستعد لسماع نبأ التوصل إلى اتفاق شامل، يكلل جهود الشهور الماضية، وينهي الحرب التجارية التي بدأت العام الماضي بين البلدين، ليوقعه رئيسا البلدين بحلول نهاية يونيو/ حزيران، إما في أميركا أو على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان.

وتعود الصين إلى المفاوضات هذا الأسبوع وهي تدرك جيداً أن ما سيتم الاتفاق عليه مع أميركا، سيرسم إلى حد كبير معالم اتفاقاتها مع الدول الأخرى التي تعاني مشكلات مشابهة معها، الأمر الذي يضاعف من حجم أية تنازلات تقدمها. 


وتسببت تغريدات ترامب، التي أعلن فيها نيته بدء تطبيق التعريفات المضاعفة على الصين في تراجع أسعار أسهم 200 شركة صينية بالحد الأقصى اليومي المسموح به، وهو 10%، كما تراجعت أسعار أسهم مئات الشركات في أميركا وأسواق العالم، وإن كان بنسب أقل.

والأربعاء، أظهرت بيانات التجارة الصينية انكماش الفائض التجاري لدى الصين مع أميركا، ليصل إلى 13.84 مليار دولار خلال إبريل / نيسان، مقارنةً بـ26.21 مليار دولار في إبريل 2018، وبعد أن سجل 32.65 مليار دولار في مارس/ آذار 2019، حيث حققت الصادرات معدل نمو مخيبا للآمال، بعد أن انخفضت قيمتها بنسبة 2.7% مقارنة بالعام السابق، بينما كانت توقعات السوق تشير إلى معدل ارتفاع لا يقل عن 3%.

ومع التسليم بأن الركود في الطلب المحلي، وارتفاع مستوى الديون بصورة مقلقة، هما السببان الرئيسيان لتباطؤ نمو الاقتصاد هناك، فمن المؤكد أن التوترات التجارية تلعب دوراً كبيراً في إعاقة نمو الصادرات الصينية.

ويتوقع جوليان إيفانز-بريتشارد، كبير الاقتصاديين المتخصصين بالشأن الصيني لدى مركز الأبحاث "كابيتال إيكونوميكس"، انخفاض الصادرات الصينية بنسبة 2%- 3%، في حالة تنفيذ ترامب تهديده الأخير بمضاعفة الرسوم على المنتجات الصينية.

ويقول جوليان في مذكرة لعملائه "وحتى في حالة التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة هذا الأسبوع لتجنب فرض تعريفات اضافية، فإن التوقعات تشير إلى محدودية نمو الصادرات في الفترة المقبلة".

وقبل بيانات الأربعاء، ظهرت مؤشرات توضح معاناة التجار الصينيين من تبعات الحرب التجارية مع أميركا، حيث أعلن منظمو معرض كانتون ذائع الصيت، الذي يُقام في جنوب الصين، معقل ماكينة التصنيع، والذي يعتبره الكثيرون "باروميتر" لصحة الاقتصاد في الصين، وحالة التجارة الخارجية لديها، انخفاض عدد طلبات الاستيراد بنسبة 3.9% مقارنةً بالعام الماضي، وأيضاً انخفاض القيمة الإجمالية لطلبات الاستيراد خلال المعرض بنسبة 1.1%، لتصبح 29.7 مليار دولار فقط. 

وعللت أميركا قرار ترامب بزيادة التعريفات الجمركية، على ما قيمته 200 مليار دولار من واردات بلاده من الصين، من 10% إلى 25%، بتراجع الصين عن الوفاء بالالتزامات المتفق عليها في جولات سابقة.

والأربعاء، غرد ترامب على حسابه على تويتر "أخبرتنا الصين أنهم قادمون إلى أميركا لإتمام الاتفاق. سوف نرى، لكن أنا سعيدٌ جداً بأكثر من 100 مليار دولار من التعريفات تدخل خزانة أميركا سنوياً".

ومع الإعلان عن موعد تطبيق التعريفات المضاعفة، تلاشت علامات التفاؤل بقرب الوصول إلى اتفاق قريب، خاصةً مع تسريب أنباء بوجود خلافات حادة في العديد من النقاط محل التفاوض حتى الآن.

ورجح تشاد باون، زميل معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، موافقة الصين على بعض الطلبات الأميركية، وأهمها سحب شكواها للمنظمة الدولية، موضحاً "ستؤدي محدودية المكاسب التي يمكن تحقيقها من وراء تلك الشكاوى، مع إمكانية الاستفادة من الشكاوى المماثلة المقدمة من بعض الدول الأخرى من مصدري الصلب والألومنيوم للولايات المتحدة، مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي وتركيا، وكوريا الجنوبية، التي تصدر لأميركا الألواح الشمسة، في حالة صدور أحكام ايجابية، إلى موافقة الصين على سحب شكاواها".

المساهمون