حرب السيارات الكهربائية الرخيصة... تستعر

حرب السيارات الكهربائية الرخيصة... تستعر

07 ابريل 2019
سيات "كابرا فورمينتور" 2019 (Getty)
+ الخط -

معروف أن السيارات الكهربائية باهظة الثمن قياساً بالسيارات العاملة بالمحروقات التقليدية، لكن شركات السيارات تخوض حالياً غمار "حرب أسعار" لإنتاج مركبات يمكن تسويقها بتكاليف معقولة.

على هذه الجبهة، تعتمد "فولكسفاغن" VW الألمانية على العلامة التجارية الإسبانية المبتدئة "سيت" Seat لقيادة هجومها في السوق المتنامية للسيارات الكهربائية الرخيصة، في محاولة لتقويض دور منافسيها المعروفين، مثل "نيسان" اليابانية و"رينو" الفرنسية.

اعتباراً من عام 2020، ستبدأ العلامة التجارية "سيات" تصنيع 6 موديلات منها الهجينة ومنها الكهربائية بالكامل، إضافة إلى قيادة تطوير منصة صغيرة للسيارات الكهربائية كي تستخدمها كل مجموعة "فولكسفاغن" التي تضم أيضاً "سكودا" و"أودي".
والهدف من هذه الخطوة هو إنتاج سيارة تعمل بالبطاريات بسعر يقل عن 20 ألف يورو، لتكون الأرخص في السوق ومن شأنها أن تُغيّر قواعد اللعبة.

ويأتي المشروع الجديد بعد عامين من إعلان "سيات" تحقيق أول ربح لها في 10 سنوات، بما يؤكد أن العلامة التجارية هي من أصول مجموعتها الأم الألمانية، وليست ثقلاً عليها.




الرئيس التنفيذي لشركة "سيات"، لوكا دي ميو، قال لصحيفة "فايننشال تايمز": "قضينا العديد من السنوات نحاول إصلاح أمورنا، وبالتالي لم نتمكن من بلوغ أكثر المجالات سخونة وإبداعاً... لكن الآن، ولأننا لسنا مشغولين بحالات طارئة، يمكننا في الواقع أن ننظر إلى الأفق الأبعد قليلاً".

وبدعم من علامتها التجارية الجديدة "كابرا" Cupra ذات الزاوية الرياضية، ومن سيارات الدفع الرباعي "أتيكا" Ateca و"أرونا" Arona الرياضية، تضاعفت الأرباح التشغيلية تقريباً في شركة "سيات" عام 2018، ووصلت إلى 223 مليون يورو.

وتأكيداً على أهمية وزن "سيات" الجديد، حضر الرئيس التنفيذي لشركة "فولكسفاغن"، هيربرت ديس، عرض نتائج "سيات" المالية الأسبوع الماضي، في مجمّع مصنعها في مارتوريل، خارج برشلونة، وقال إن الشركة "تتحمل الآن مسؤولية أكبر"، وهذا ما اعتبره دي ميو "اعترافاً بأنه يمكننا لعب دور مختلف في المجموعة".
وإضافة إلى إصدار مختلط من طراز "كابرا فورمينتور" Cupra Formentor الجديد، ستتضمن السيارات الكهربائية التي ستبدأ تشغيل خطوط إنتاج المجموعة عامَي 2020 و2021، مركبات هجينة جديدة موديلات "ليون" Leon و"تاراكو" Tarraco و"كابرا ليون" Cupra Leon، إضافة إلى الإصدارات الكهربائية من موديلَي "مي" Mii و"إلبورن" el-Born.




"الكهربائية" بين 4% و5% من المبيعات

ويتوقع دي ميو أن تشكل السيارات الكهربائية ما بين 4% إلى 5% من المبيعات بحلول عام 2021، علماً أنها تشكل أقل من 1% من المبيعات في جميع أنحاء أوروبا حالياً.

ويمثل تطوير "فولكسفاغن" منصة مركبات كهربائية جديدة للسيارات الحضرية- أصغر من منصة "ميب" MEB التابعة لها- تحدياً لقادة سوق السيارات الكهربائية، "تيسلا" و"نيسان".

فالسعر المُخطط له بأقل عن 20 ألف يورو يعني أنها ستكون أرخص سيارة كهربائية في السوق، وهي سيارة يستطيع كثير من المشترين العاديين شراءها، ومن المتوقع أن تُطرَح السيارات الأولى للعرض بحلول عام 2023.




تشكيك بالجدوى المالية

ومع ذلك، يقول رئيس أبحاث السيارات العالمية في "إفيركور أي.إس.أي" Evercore
ISI، أرندت إلينغهورست، إنه سيكون "من المستحيل كسب المال" من مثل هذه السيارة على أساس التكنولوجيا المتاحة الآن.

وشرح قائلاً إن محرّك الاحتراق العادي يتكلف ما بين ألفين إلى 3 آلاف يورو، بينما تبلغ تكلفة بطارية السيارة الكهربائية بقوة 60 كيلوات في الساعة، والتي يتراوح مداها بين 300 و400 كيلومتر في سيارة مدمجة، حوالى 6 آلاف يورو.

لكنه أضاف: "من حيث الابتكار، هذه هي الخطوة الصحيحة، لكنني قد أحاول ألا أخسر الكثير من المال عليها. ليس لديهم قوة التسعير كتلك الموجودة في أودي وفولكسفاغن".
ولا تريد "سيات" من اندفعتها باتجاه سياراتها الكهربائية أن تؤثر على قوة نتائجها المالية. فقد زادت مبيعاتها بنسبة الثلث منذ عام 2014، مدعومة بدخولها إلى فئة سيارات الدفع الرباعي قبل 3 أعوام، علماً أن السيارات الرباعية التي لديها هوامش وأسعار أعلى، تشكل الآن ثلث المبيعات.

وقد باعت هذه العلامة التجارية 517 ألفاً و600 سيارة عام 2018، فيما بلغت إيراداتها 9 مليارات و99 مليون يورو، مع أن نمو مبيعاتها البالغ 4.6% كان منخفضاً عن نسبة 11.1% سجلتها في العام السابق.