أزمة خبز على الأبواب في ليبيا

أزمة خبز على الأبواب في ليبيا

26 ابريل 2019
ارتفاع أسعار الخبز (فرانس برس)
+ الخط -

 

توقفت معظم مصانع الدقيق في العاصمة الليبية طرابلس بسبب استمرار الاشتباكات، ما أدى إلى قفزات في أسعار الدقيق. ودفع ذلك بعض المخابز إلى تقليل وزن الرغيف، وأخرى رفعت السعر في المدينة البالغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة.

وقال مدير شركة المطاحن والأعلاف الحكومية، جمال جويلي، لـ"العربي الجديد"، إن لشركته مصنعين؛ أحدهما في جنوب طرابلس متوقف عن العمل، وآخر في منطقة زليتن ما زال يعمل.

وأكد جويلي وجود شحنة من القمح الطري سوف تدخل إلى طرابلس، مطلع شهر مايو/أيار، لتغذيه السوق المحلي من الدقيق، مشيرا إلى أن الشركة تعاني من نقص في المواد الخام.

وتسببت الاشتباكات المسلحة في جنوب طرابلس، والتي أنهت أسبوعها الثالث، إلى إغلاق مصانع دقيق كانت تسد حاجة الأفران.

وأكد المدير التجاري لمصنع وادي الربيع، أكبر المصانع المنتجة للدقيق، أحمد سعد، لـ"العربي الجديد"، أن مصنعه توقف، إذ طلبت منهم القوات المتحاربة مغادرة العاملين للمصنع، بسبب القذائف العشوائية هناك. وقال إن "المخزون الموجود من الدقيق في المصنع ثم التصرف فيه".

وارتفع سعر كيلو الدقيق في المحلات التجارية والأسواق من 1.5 دينار للكيلو إلى 2.5 دينار للكيلو، دخل طرابلس، بينما يباع في المناطق الآمنة مثل مصراتة بدينارين.

وخلال جولة لمراسل "العربي الجديد"، تمت ملاحظة أن مخابز قلّلت الأوزان وحافظت على السعر. وقال صاحب مخبز بوسط العاصمة، سعد الطرابلسي، لـ"العربي الجديد"، إنه قام بتقليص حجم رغيف الخبز لبيعه بنفس السعر. فيما يؤكد صاحب مخبز في منطقة حي الأندلس، محمد الجبالي، لـ"العربي الجديد"، أن تسعيرة المخابز تغيرت هذه الأيام بسبب المضاربات وسماسرة الحروب الذين رفعوا سعر الدقيق، مما أدى إلى زيادة التكلفة، موضحا أن مخبزه الآن يقتصر على بيع الخبز فقط، بعدما كان يبيع أصنافا مختلفة من الحلويات بسبب ارتفاع سعر الدقيق.

وقال عضو لجنة الخبز التابعة لوزارة الاقتصاد في حكومة الوفاق الوطني، محمد الشريف، لـ"العربي الجديد"، إن هناك ارتفاعا طفيفا في سعر الدقيق لعدة أسباب، منها توقف المصانع، مما أثر على الكميات الموجودة في السوق، حسب كلامه.

وفي غضون ذلك، بحث النائب في المجلس الرئاسي السيد عبد السلام كاجمان، مع وكيل وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية عبد الباسط محمد الغنيمي، عن كيفية سد احتياجات السوق المحلي من مادة القمح، وما تنتجه ليبيا من القمح لم يتجاوز 10% من احتياجاتها.

وحسب بيانات رسمية، يبلغ عدد سكان ليبيا نحو 7.2 ملايين نسمة، وفقا لآخر إحصائية عام 2017، وتستهلك 1.26 مليون طن من الحبوب سنوياً.

وتستورد ليبيا 95% من القمح اللين من الخارج، والباقي يُغطى من الإنتاج المحلي. ويؤكد مدير التخطيط في هيئة الحبوب، أحمد السنوسي، لـ"العربي الجديد"، أن كمية استهلاك الدقيق انخفضت 40%، وذلك بعد رفع الدعم عنه. ويتوزع 4160 مخبزا على مختلف أنحاء ليبيا، إضافة إلى 57 مطحن دقيق، حسب تقارير حكومية.

المساهمون