قطع الكهرباء يعيد الليبيين إلى عصر "الفنار"

قطع الكهرباء يعيد الليبيين إلى عصر "الفنار"

23 ابريل 2019
ليبيا الغنية بالنفط تعاني من أزمة كهرباء (فرانس برس)
+ الخط -
عاد المواطنون في مناطق الاشتباكات جنوب العاصمة الليبية طرابلس والتي دخلت أسبوعها الثالث، إلى أساليب قديمة بديلا عن الكهرباء المقطوعة بشكل شبه دائم منذ 10 أيام بسبب نقص المحروقات وضعف الصيانة.
ويقول المواطن ناجي الرحيبي من منطقة طريق المطار في طرابلس لـ"العربي الجديد" إنه بدأ استعمال "الفنار"، وهو عبارة عن فانوس معبأ بالكيروسين ويتم إشعاله لغرض الإنارة فقط.

ويشير أبولقاسم المسعودي من نفس المنطقة إلى أن الأدوات القديمة للإنارة مثل الفنار والقنديل والشموع عادت للأسر الليبية بسبب الأزمات المعيشية المتلاحقة وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
وقالت الشركة العامة للكهرباء إنها تلقت بلاغات تفيد بانقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق أكثر من عشرة أيام.
وأرجعت الشركة سبب الانقطاع إلى عدم قدرة فرق الصيانة للوصول إلى مناطق عين زارة ووادي الربيع وخلة الفرجان والعزيزية والسواني ومحيط مطار طرابلس (الطويشة – الرملة)، وذلك بسبب الاشتباكات الدائرة والتي منعت فرق الصيانة من أداء عملها. 
وقال مدير دائرة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء الليبية محمد التكوري، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن الخسائر الأولية التي تعرضت لها الشركة تتركز في دوائر نقل الكهرباء وخطوط التوزيع في منطقة جنوب طرابلس.

وأضاف أن الشركة جاهزة بفرق الصيانة لإجراء أعمال الصيانة حال تحسن الظروف الأمنية في تلك المناطق، كما أكد أن الشركة قامت بصيانة بعض الأضرار في المناطق التي استطاعت الوصول إليها.
وفي منطقة "عين زارة" يجلس أحد المواطنين أمام منزله ينتظر بعض المساعدات الإنسانية، قائلا: انقطعت الكهرباء واستخدمت المولد الكهربائي لمدة يومين وبعدها رجعت إلى الفنار، مشيرا إلى أن أسرته المكونة من سبعة أشخاص تفضل البقاء في المنزل ولا ترغب في المغادرة والخروج من العاصمة بسبب تصاعد الاشتباكات.

وفي منطقة "خلة وادي الربيع" يقوم المواطن على الأحمر، بإشعال النيران بجوار مزرعته بسبب استحواذه على كميات قليلة من البنزين التي يستخدمها لتشغيل مضخة مياه.
ولم يتمكن كثيرون من مغادرة الأحياء الجنوبية في طرابلس، وحوصروا وسط القصف الذي لا يتوقف منذ نحو 3 أسابيع.
واستخدم الفنار في الخمسينات من القرن الماضي في ليبيا بسبب النقص الشديد في الكهرباء قبل اكتشاف النفط، وينجرف الليبيون إلى الحياة البدائية عبر اعتماد بدائل تزيد من صعوبة معيشتهم.
ونزح أكثر من 16000 شخص عن ديارهم منذ اندلاع المعارك ومع تصاعد الصراع تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، التي يدفع ثمنها المدنيون، حسب تقرير للأمم المتحدة.
يشار إلى أن الاشتباكات الجارية جنوب العاصمة طرابلس منذ الرابع من إبريل/ نيسان الجاري، تسببت في إلحاق أضرار وخسائر ضخمة بالشبكة العامة للكهرباء، وأدت إلى انقطاع التيار عن مناطق عديدة جنوب العاصمة. 
ويبلغ سكان طرابلس نحو 2.5 مليون نسمة، حسب بيانات حديثة. وتصرف ليبيا 800 مليون دينار سنوياً أي ما يعادل 645 مليون دولار لدعم الكهرباء، في حين لا يسدّد المواطنون فواتير استهلاك الكهرباء منذ عام 2011.

وأنفقت الحكومات المتعاقبة على توفير الطاقة الكهربائية خلال الأعوام الثلاثة الماضية نحو 20 مليار دينار (14.3 مليار دولار) منحت للشركة العامة للكهرباء منها 11.7 مليار دينار كدعم غير مباشر يقدم في شكل وقود و4.6 مليارات دينار لتطوير الشبكة العامة لكهرباء و2.8 مليار دينار كدعم نقدي، لكن عادت شركة الكهرباء للمطالبة بمزيد من الأموال لاستكمال عمليات الصيانة.


المساهمون