لاغارد تشيد بإرجاء "بريكست"... وأوساط الأعمال البريطانية غير مطمئنة

لاغارد تشيد بإرجاء "بريكست"... وأوساط الأعمال البريطانية غير مطمئنة

11 ابريل 2019
تظاهرات مؤيدة لبريكست في لندن يوم الخميس (Getty)
+ الخط -
اعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، يوم الخميس، إن تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يحول دون "النتيجة المريعة" المتمثلة في خروج "دون اتفاق" والتي ستزيد الضغوط على الاقتصاد العالمي، فيما لم تبدِ الأوساط الاقتصادية البريطانية ارتياحاً تاماً لإرجاء "بريكست".

لكن لاغارد أضافت خلال مؤتمر صحافي، أن التأجيل سيزيد فترة الغموض ولن يحل المسائل العالقة بين بريطانيا والاتحاد.

وقالت "على الأقل لن تغادر المملكة المتحدة في 12 إبريل/ نيسان من دون اتفاق. هذا يوفر مزيداً من الوقت لمواصلة النقاشات بين مختلف الأطراف داخل المملكة المتحدة. وسيمنح على الأرجح مزيداً من الوقت للأطراف الاقتصادية للاستعداد بصورة أفضل لكل الخيارات، وخصوصاً رجال الصناعة والعمال"، مضيفةً أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق كان سيؤدي لنتيجة مريعة".

في غضون ذلك، لم تبدِ الأوساط الاقتصادية البريطانية الخميس، ارتياحاً تاماً لإرجاء بريكست الذي يسمح بتفادي خروج وشيك بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي، وهي تخشى خصوصاً من عدم اليقين المتواصل الذي يضرّ بأعمالها. 


وكتبت كارولين فيربيرن، المديرة العامة لاتحاد الصناعات في بريطانيا، أكبر اتحاد لأرباب العمل، على "تويتر" أن "هذا الإرجاء يعني أن أزمة اقتصادية وشيكة قد تم تفاديها، لكنه يجب أن يشكّل انطلاقة جديدة".

ويبعد إرجاء بريسكت إلى 31 أكتوبر/ تشرين الأول الذي توافقت عليه ليلاً المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، موقتاً شبح خروج بدون اتفاق، وهو سيناريو يقلق أوساط الأعمال وقد يؤدي إلى صدمة اقتصادية قاسية. 

وإنعاش أوساط الأعمال كان ضرورياً نظراً لأن المهلة النهائية السابقة لبريكست كانت الجمعة، في وقت لم تنجح رئيسة الوزراء تيريزا ماي بعد بالحصول على تأييد البرلمان لاتفاق الخروج الذي تفاوضت عليه مع بروكسل، وهو ما عرّض البلاد لخروج قاسٍ بدون اتفاق. 


وترى كارولين فيربيرن أنه "لخير الوظائف والموظفين في كل البلاد، على جميع المسؤولين السياسيين استغلال هذه المرحلة لأقصى درجة. والتعاون الصادق بين الأحزاب أمر ضروري لوضع حدّ لهذه الفوضى".

وفترة عدم اليقين هذه تلقي بثقلها على الحركة الاقتصادية، وتغذي حذر الأسر، وكذلك حذر المؤسسات العديدة التي أرجأت قرارات متعلقة باستثمارات لعدم وضوح مستقبل العلاقة بين لندن وبروكسل.

وزادت العديد من المؤسسات من مخزوناتها لحماية نفسها من الاضطرابات في المبادلات التجارية، كما أن العديد من المجموعات العالمية الكبرى تدرس إمكانية بقائها في البلاد. وفي حديث مع إذاعة "بي بي سي 4"، قال رئيس اتحاد الصناعات في بريطانيا جون آلان إنه يفضّل إجراء استفتاء ثانٍ من أجل الخروج من المأزق.
ورأى أنه "إذا لم يكن السياسيون قادرين على العمل معاً، فالخيار الآخر الوحيد هو العودة إلى الشعب وإجراء استفتاءٍ ثانٍ". ولم تتفاجأ الأسواق المالية من جهتها بإرجاء بريكست الذي سبق وتوقعته.

وحافظ الجنيه الاسترليني صباحاً على سعر صرفه مقابل الدولار، بعدما ارتفع قليلاً خلال الليل.

ورأى المحلل في مجموعة "لندن كابيتال" جاسبر لاولر أنه "رغم عدم تأثر الاسترليني بتطورات الليلة الماضية، إلا أن عدم اليقين المتوقع في الأشهر الستة المقبلة سيؤثر على الاقتصاد البريطاني"، معتبراً أن "مقاومة العملة التي شهدناها قد لا تدوم".

"المركزي": نحتاج وقتاً للمضي بالانسحاب

محافظ بنك إنكلترا، مارك كارني، قال اليوم الخميس، بعد أن توصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى تأجيل محتمل لمدة ستة أشهر للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، إن الساسة البريطانيين قد يحتاجون بعض الوقت لإيجاد سبيل للمضي قدما في هذا الانسحاب.

ومتحدثا أثناء اجتماع لمجموعة منتدى مارشال في واشنطن، قال كارني إن خطر انفصال بدون اتفاق تراجع لكن يجب الانتظار لمعرفة هل سيجري استغلال الوقت الإضافي بصورة جيدة.

وأضاف قائلا: "هذا (التأجيل) يتيح فسحة زمنية للعملية السياسية، وخصوصا في المملكة المتحدة، لتحقيق توافق داخل مجلس العموم حول شكل الاتفاق. سنرى كيف سيتم استغلال هذا الوقت".

وقال كارني "حتى أمس (الأربعاء) كان يمكن القول إن الوقت نفد أمام المملكة المتحدة للوصول إلى ذلك التوافق... توجد الآن محادثات بين الأحزاب لمحاولة ايجاد ذلك التوافق. وهذا قد يستغرق بعض الوقت".


(رويترز، فرانس برس)

المساهمون