سيول... مهرجانات وألوان تقود إلى عالم من الأساطير

سيول... مهرجانات وألوان تقود إلى عالم من الأساطير

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
29 مارس 2019
+ الخط -
مع حلول فصل الربيع، يترقب سكان كوريا الجنوبية موسم إزهار براعم شجر الكرز. احتفالات، مهرجانات، وأجواء من الفرح والألوان يعيشها السكان خلال هذه الفترة من العام. 

وفق المعتقدات السائدة، فإن لأشجار الكرز أهمية كبيرة، كونها ترمز إلى القوة والتجدد، لذا تقام العديد من الاحتفاليات الصاخبة.

تبدو العاصمة سيول أشبه بلوحة فنية زاهية، مروج خضراء تزين الجبال الشاهقة، روائح الورود والأزهار تفوح من كل مكان.

وهي تتميز بكونها واحدة من أبرز العواصم الاقتصادية العالمية. وبالرغم من الحداثة الطاغية، واستخدام وسائل التكنولوجيا، لا تزال حتى اليوم محافظة على تراثها، ويظهر ذلك من خلال الفن المعماري للقرى التراثية، ناهيك عن تمسك السكان بالكثير من الصناعات التقليدية والحرفية. العديد من الأسباب تجعل زيارة سيول واحدة من أغنى الرحلات السياحية ثقافياً، تاريخياً، ومرحاً، تعرف إليها.




القصور التقليدية


إلى جانب ناطحات السحاب، وفخامة وسرعة وسائل النقل، واستخدام التكنولوجيا في الحياة اليومية، إلا أن للعاصمة وجها آخر. تضم سيول الكثير من مناطق الجذب المتنوعة.

البداية من قصر تشانغدوك الذي يعود تاريخ تشييده إلى مئات السنين، حيث كان المقر الرسمي لعائلة ملوك الجوسون. تحيط بالقصر بوابات ضخمة، وأهمها بوابة دونهوامن الشهيرة، والتي تعد رمزاً من رموزه، نظراً لضخامتها، والنقوش التي تزينها.

يتميز القصر بساحته الكبيرة، التي تضم حديقة ملكية ضخمة، كما يحتوي القصر قاعات ضخمة تضم العديد من القطع الفنية والتاريخية. كذلك، تضم العاصمة أيضاً قصر جيونغ بوك.

بُني القصر عام 1395، ويتميز ببنائه التقليدي، والحدائق المائية التي تحيط به. خلال زيارتكم القصر، لا تفوتوا مشاهدة مراسم تغيير الحرس، حيث يتم تبديل الحرس بقرع الطبول، فيبدو المشهد أشبه بالعرض العسكري.




الألوان والمهرجانات


سيول، هي أرض المهرجانات والألون. يحتفل المواطنون بأكثر من 400 مهرجان سنوياً. مع اقتراب فصل الربيع، تنتعش سياحة المهرجانات، فتبدو البلاد كلوحة فنية زاهية.

ومن أبرز المهرجانات الجاذبة، مهرجان ماي هوا الدولي للزهور. مروج كبيرة خضراء، تزينها أزهار اللوتس، والقرنفل وغيرها. كما يحتفل المواطنون أيضاً ببدء موسم تفتح ثمار المشمش، أو كما يطلق عليها السكان بـ "الأومي"، كذلك تزهر براعم أشجار الكرز، ويطلق السكان على بدء موسم الكرز بمهرجان "هوا جاي".

يقوم السكان بصناعة الحلوى وتقديمها. كما تسير عربات في الشوارع مزينة بالورود والأزهار، وتقام عروض عسكرية وفنية.

ومن المهرجانات الزاهية، أيضاً مهرجان "غوري سانسويو"، والذي يعقد في جبل "جيريسان"، حيث تقام العديد من العروض الموسيقية التراثية والفنية، وكذلك تشتعل السماء في الليل بالألعاب النارية.




أماكن استثنائية


الرحلة إلى سيول تتضمن الكثير من الأماكن الاستثنائية، منها برج سيول. يعتبر من أبرز مناطق الجذب السياحي. يحتوي الكثير من المتاحف، والمحال التجارية المتنوعة. تم افتتاحه أول مرة عام 1980.

ويمكن للسائح الوصول إلى قمة البرج، والاستمتاع برؤية بانورامية للمدينة بكاملها. ومن الأماكن الأخرى التي لابد من زيارتها، المتحف الحربي الكوري.

يحتوي على أسلحة تقليدية. تم إنشاء المتحف لتخليد ذكرى شهداء الحروب الكورية. ولا تفوتوا فرصة زيارة قرية بكتشون، وهي قرية تراثية تقدم لكم نموذجا للحياة الكورية البسيطة. بيوت خشبية وحدائق مائية تحيط بالمنازل، كما تستمعون خلال زيارتكم هذه القرية إلى معزوفات فنية تراثية.

كذلك، تجذب منطقة انسادونغ السياح لشراء المنتجات اليدوية. وإن أردتم تذوق الشاي أو الفطائر، فلا بد من زيارة المقاهي الشعبية، والأسواق هناك.




ترفيه بلا حدود


يعتبر متنزه سيول الكبير من أشهر الوجهات الطبيعية في فصل الربيع. ينقسم إلى عدة أجزاء، يحتوي كل منها على حديقة خاصة ببيئتها النباتية.

كما يحتوي على حديقة حيوان خاصة، يعود تاريخها إلى العام 1909. يمكن القيام بالعديد من النشاطات، منها ركوب الدراجات الهوائية، والتنزه في المسارات الخاصة.

لم ينته الترفيه بعد، إسوة بمدينة والت ديزني الترفيهية الشهيرة، تم إنشاء عالم لوت. مدينة ترفيهية عالمية.

تنقسم مدينة عالم لوت إلى عدة أقسام، منها ما هو مغلق كمدينة أدفنتشرز، والتي تحتوي أكثر من 22 لعبة مميزة لجميع الأعمار. وهناك أيضاً المدينة المفتوحة في الهواء الطلق، كمدينة ماجيك لاند، أو الجزيرة الساحرة. تضم هذه الأخيرة أكثر من 17 لعبة مميزة ومثيرة.

كما تضم أيضاً عوالم اصطناعية محاطة ببحيرة، وأماكن للألعاب الرياضية ومسارح ضخمة، تقام على خشبتها عروض فنية، وغنائية. يأخذك عالم لوت إلى أزمنة مختلفة، عن طريق الألعاب التفاعلية.



الوجه الآخر


تصدرت كوريا الجنوبية المركز الأول في آسيا في مؤشر القدرة التنافسية في آسيا لعام 2019، حيث قفزت مرتبتين عن العام الماضي، لتتوج "بالاقتصاد الآسيوي الأكثر تنافساً.

تمكنت كوريا الجنوبية من الصعود إلى مصاف الدول المتقدمة، بالرغم من الحروب الأهلية التي أنهكتها لسنوات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وفق الأرقام، فإن اقتصاد كوريا الجنوبية كان من ضمن الاقتصادات المتعثرة، لابل كانت جميع توقعات الاقتصاديين، والخبراء في مجال التنمية تشير إلى أن كوريا الجنوبية تحتاج إلى أكثر من مئة عام للنهوض.

منذ ستينيات القرن الماضي، بدأ المسؤولون الكوريون العمل لرفع مستوى معيشة شعبهم، والنهوض بالاقتصاد. كان اقتصاد كوريا الجنوبية يعتمد على الزراعة بشكل كبير، وبدأ يتحول تدريجياً إلى اقتصاد صناعي، وهو ما ساعد على النهوض بالبلاد، كما عملت السلطات على تطوير قطاع التكنولوجيا، فأحدث ذلك نقلة نوعية في أكثر من مجال، وبات البلد من أفضل 10 دول عالمية في مجال الصناعة والتكنولوجية.



ساهم هذا التطور، وفق بيانات البنك الدولي، بجعل البلاد مركزاً لرؤوس الأموال الأجنبية، وأيضاً بلدا سياحيا، يتمتع ببنى تحتية فائقة الجودة.

سنوياً، يزور البلاد عشرات الملايين من السياح حول العالم، خاصة وأن البلاد تحتوي على اماكن طبيعي خلابة، ناهيك عن مجالات الترفيه التي تلبي رغبات جميع أفراد الأسرة.

التكلفة المادية من الدول العربية إلى مطار سيول، ليست بسيطة. بحسب موقع بوكينغ. كوم، فإن تكلفة تذكرة السفر تتعدى الألف دولار، ولكن يمكن الحجز مسبقاً والحصول على أسعار تنافسية.

أما بالنسبة إلى الإقامة هناك، فهي متفاوتة بحسب ما يتطلبه السائح، فإن كان السائح يريد الإقامة في فنادق خمسة نجوم، عليه دفع ما لا يقل عن 200 دولار يومياً، أما إذا أراد الإقامة في فنادق متوسطة، فإن الأسعار لا تتعدى 40 دولاراً.

لائحة الطعام في البلاد غنية ومتنوعة، يمكن اختيار ما يناسب كل فرد، وبالمتوسط، فإن سعر وجبة الفطور، تبلغ ما يقارب 10 دولارات، أما بالنسبة إلى وجبتي الغداء والعشاء، فإن الأسعار تبدأ من 20 دولاراً وما فوق، وفق ما جاء في موقع Numbeo للأرقام.

ذات صلة

الصورة
دمرت الفيضانات أحياء كاملة في درنة (فرانس برس)

مجتمع

لكل ناجٍ من فيضانات درنة المروعة قصة، لكن قصص الناجين تشترك في وصف هول ما عايشوه خلال تدفق السيول عقب انفجار السد، وتكشف حجم مصابهم بعد فقدان عائلاتهم ومساكنهم، ومستقبلهم
الصورة
مخاوف كبيرة من مخاطر تقلبات الطقس في المناطق المنكوبة بالزلزال (فاضل سنّا/ فرانس برس)

مجتمع

أطلقت حركة "مغرب البيئة 2050" نداء للسلطات من أجل توخي الحذر من احتمال أن تتسبب تساقطات الأمطار المرتقبة في سيول وانجراف للتربة في الأماكن المنكوبة بالزلزال
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.
الصورة
استقلال الجزائر/سياسة/العربي الجديد

سياسة

رغم الجدل الذي أثارته إعادة مقطع كان محذوفاً منذ عام 2007 إلى النشيد الوطني الجزائري يتضمن إشارة إلى فرنسا، احتفل الجزائريون بالذكرى الـ61 للاستقلال، منشدين "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب".

المساهمون