اتفاقية أميركية عُمانية تقلل الاعتماد على مضيق هرمز

اتفاقية أميركية عُمانية تقلل الاعتماد على مضيق هرمز

24 مارس 2019
إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز (Getty)
+ الخط -

وقّعت الولايات المتحدة اتفاقية استراتيجية للموانئ مع سلطنة عمان اليوم الأحد، يقول مسؤولون أميركيون إنها ستمنح الجيش الأميركي تسهيلات أكبر في منطقة الخليج، كما ستحدّ من الحاجة لإرسال السفن عبر مضيق هرمز قبالة ساحل إيران.

وقالت السفارة الأميركية في سلطنة عمان في بيان نشرته وكالة "رويترز"، إن الاتفاقية تضمن للولايات المتحدة الاستفادة من المنشآت والموانئ في الدقم وصلالة، و"تؤكد من جديد التزام البلدين بتعزيز الأهداف الأمنية المشتركة".

وتنظر عمان للاتفاقية من منظور اقتصادي، إذ تريد السلطنة تطوير الدقم مع الاحتفاظ بدورها الحيادي في السياسة والدبلوماسية بمنطقة الشرق الأوسط على الطريقة السويسرية، لكنها تأتي أيضاً مع تنامي قلق الولايات المتحدة من برامج إيران الصاروخية، التي توسعت وتطورت في السنوات القليلة الماضية رغم العقوبات والضغوط الدبلوماسية الأميركية.

وقال مسؤول أميركي طالباً عدم ذكر اسمه لـ"رويترز"، إن الاتفاقية مهمة لأنها تحسن الوصول إلى موانئ تتصل بالمنطقة عبر شبكة من الطرق، ما يمنح الجيش الأميركي قدرة كبيرة على الصمود في وقت الأزمة.



وأضاف المسؤول الأميركي: "اعتدنا العمل بناءً على افتراض أن بإمكاننا دخول الخليج بسهولة"، لكن "جودة وكمية الأسلحة الإيرانية تزيد المخاوف".

وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو مسار رئيسي لشحن النفط في الخليج رداً على أي عمل عدائي أميركي، بما في ذلك محاولات وقف صادرات النفط الإيرانية عن طريق العقوبات.

لكن المسؤول الأميركي أشار إلى أن الاتفاقية ستزيد من الخيارات العسكرية الأميركية في المنطقة في مواجهة أي أزمة، وميناء الدقم مثالي للسفن الكبيرة لدرجة أنه يتسع لاستدارة حاملة طائرات.

وقال المسؤول: "الميناء نفسه جذاب للغاية والموقع الجغرافي مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية لكونه خارج مضيق هرمز"، مضيفاً أن المفاوضات بدأت في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.


المنافسة مع الصين

بالنسبة لعمان، تدفع الاتفاقية بجهود السلطنة لتحويل الدقم، التي كانت يوماً ما مجرد قرية للصيد تبعد 550 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة مسقط، إلى مرفأ ومركز صناعي مهم في منطقة الشرق الأوسط، في إطار سعيها لتنويع موارد اقتصادها بعيداً عن صادرات النفط والغاز.

ويمكن للاتفاقية أيضاً أن تعزز موقع الولايات المتحدة، في المنافسة العالمية مع الصين على النفوذ في المنطقة.
واستهدفت الشركات الصينية يوماً استثمار ما يصل إلى 10.7 مليارات دولار، في مشروع الدقم الذي يزود عمان بالكثير من رأس المال، في إطار ما كان متوقعاً أن يكون ترتيباً تجارياً غير عسكري.

وقال المسؤول الأميركي الثاني لـ"رويترز"، إنه "يبدو لي أن العلاقة الصينية هنا ليست كبيرة كما كانت التوقعات تشير قبل بضعة أعوام في ما يبدو"، مضيفاً أن "هناك قسماً مخصصاً للصينيين في منطقة الدقم الصناعية... وعلى حدّ علمي لم يفعلوا شيئاً يذكر حتى الآن".

ولم تجد الصين أي غضاضة في الماضي، في أن تكون قريبة من المنشآت العسكرية الأميركية. ففي 2017، استضافت دولة جيبوتي التي يوجد بها مضيق استراتيجي آخر هو باب المندب أول قاعدة عسكرية صينية في الخارج.

وتوجد قاعدة للجيش الأميركي بالفعل على بعد أميال قليلة، وكانت مهمة للعمليات ضد تنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما من الجماعات المسلحة.


(رويترز)

المساهمون