"737 ماكس 8"... طراز "بوينغ" المنكوب

"737 ماكس 8"... طراز "بوينغ" المنكوب

12 مارس 2019
الصين تعلّق رحلات بوينغ ماكس 8 (فرانس برس)
+ الخط -
تحطمت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية من طراز بوينغ "737 ماكس 8" بعد دقائق من إقلاعها يوم الأحد الماضي، وذهب ضحية الحادثة 157 راكباً وراكبة. وكانت حادثة مشابهة وقعت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تحطم الطائرة الإندونيسية "لايون إير" التي كانت تستخدم الطراز ذاته من بوينغ، بعد إقلاعها بدقائق من جاكرتا، ما أدى إلى وفاة 189 شخصاً. 

وفي 14 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، تحولت طائرة بوينغ ماكس 8 التي كانت متجهة من دبي إلى أوسلو عن مسارها وحطت في شيراز الإيرانية، بعد مواجهة مشاكل في المحرك (انخفاض ضغط الزيت على المحرك الأيسر). كان عمر الطائرة ستة أسابيع فقط عندما وقع الحادث.

فما قصة هذا الطراز المنكوب؟ وهل من مسؤولية تقع على الشركة المصنعة أم أنها مجرد صدفة؟ وما هي الشركات الأجنبية والعربية التي تستخدم طراز 737 ماكس 8؟

قامت شركة بوينغ بأول تسليم لماكس 8 إلى شركة Malindo Air (وهي شركة تابعة لشركة لايون إير)، في مايو/أيار 2017، ودخلت بعد أيام في الخدمة. وكانت شركة الخطوط الجوية النرويجية ثاني شركة طيران تقوم بتسيير طائرة من هذا الطراز.

يشرح موقع بوينغ الإلكتروني، مميزات طائرة "737 ماكس 8" التي يصل سعرها إلى 121.6 مليون دولار، إذ "تعتبر ماكس 8 الطائرة الأولى في عائلتها التي يتم تطويرها لتلبية متطلبات سوق الطائرات ذات الممر الواحد، على أكمل وجه".

وتقلل طائرة "737 ماكس 8" من "استهلاك الوقود وانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 14%، مقارنة بأكثر الطائرات الحالية ذات الممر الواحد توفيراً في استهلاك الوقود".

وتلفت شركة بوينغ إلى أنه "لدى مقارنتها بأسطول مكون من 100 طائرة من الطائرات الأكثر توفيراً في استهلاك الوقود اليوم، تقل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في النموذج الجديد، مع توفير في تكاليف نفقات الوقود، بمقدار 112 مليون دولار كل عام".

إلا أن جيري سويغاتمان، محلل طيران في جاكرتا، يقول لموقع "بي بي سي"، إن الطائرة بوينغ 737 ماكس 8 تتميز بأن "محركها يقع إلى الأمام قليلاً، وأعلى قليلاً بالنسبة إلى الجناح، مقارنة بالنسخة السابقة من الطائرة. وهذا يؤثر على توازن الطائرة".

وكانت اللجنة الوطنية لسلامة النقل في إندونيسيا قد أشارت إلى أن الرحلة رقم 610 لطائرة شركة لايون اير قد تعرضت لـ"مدخلات خاطئة"، من أحد أجهزة الاستشعار، المصممة لتنبيه الطيارين، في حال كون الطائرة معرّضة لخطر التوقف.

ويعمل المستشعر المذكور والبرمجيات المتصلة به بطريقة مختلفة، عن الطرز السابقة من الطائرة بوينغ 737، لكن لم يتم إخبار الطيارين بذلك، وفق "بي بي سي".

وفي غضون أيام من حادث تحطم الطائرة الإندونيسية، أصدرت شركة بوينغ نشرة تشغيل إلى شركات الطيران. ثم أصدرت الهيئة الفيدرالية للطيران المدني في الولايات المتحدة توجيهات "عاجلة"، بشأن سلامة الطيران، إلى شركات الطيران الأميركية، عن هذا المستشعر المسمى "مستشعر زاوية الهجوم"، وفق "بي بي سي".

وقالت هيئة الطيران الفيدرالية إن "مشكلة المستشعر، إن لم تتم معالجتها، يمكن أن تسبب صعوبة للطاقم في التحكم في الطائرة، ما يؤدي إلى انخفاض مقدمة الطائرة بشكل حاد، وفقدان الارتفاع بشكل كبير، وتصادم محتمل بالأرض".

واشترى عدد كبير من شركات الطيران طراز ماكس 8، وذلك منذ الإعلان عن إطلاق تصنيعها، من إيطاليا إلى الصين وسنغافورة والنرويج وجنوب أفريقيا والأرجنتين وبولندا وغيرها.

أما في الدول العربية، فتمتلك شركة "فلاي دبي" منذ عام 2017، طائرات بوينغ 737، من بينها ماكس 8. في 10 مارس/آذار 2017، احتفلت شركة بوينغ والخطوط الجوية الموريتانية بتسليم أول طائرة من طراز ماكس 8.

وفي 4 ديسمبر/كانون الأول 2018، احتفلت شركة الطيران العماني بتسليم خامس طائرة من طراز ماكس 8. وتسلّم المغرب أول طائرة من هذا الطراز في نهاية العام الماضي، من ضمن طلبية من أربع طائرات. كذا، طلبت الخطوط القطرية طائرات من بوينغ طراز ماكس 8 في نهاية العام الماضي.

وإثر تحطّم الطائرة الإثيوبية، أوقفت كل من الصين وإندونيسيا والمغرب العمل بطراز ماكس 8، في حين أعلن عدد من الشركات في الدول الأخرى عن التريث ومراقبة مسار التحقيقات.

هبوط سهم الشركة

,تراجعت أسهم شركة بوينغ لصناعة الطائرات بنسبة 12 بالمائة، في بورصة نيويورك، قبيل افتتاح السوق الأميركية، على خلفية تحطم الطائرة الإثيوبية.

وذكرت شبكة "سي إن إن"، أن أسهم بوينغ انخفضت بنسبة 12 بالمائة في تعاملات ما قبل البيع، بعد حادثة ثانية في أقل من 5 أشهر لسقوط طائرتها الأكثر مبيعا "بوينغ 737 ماكس 8".

وقالت وكالة "اسوشييتد برس" إنه في حال استمر اليوم في هذا الاتجاه، فقد يكون أحد أسوأ أيام التداول للشركة في غضون عشر سنوات.

بدورها أفادت شبكة "سي إن بي سي" المحلية، بأن الانخفاض الحاد في سعر سهم الشركة أدى إلى خسارة مؤشر الداو جونز (وهو مؤشر صناعي لأكبر 30 شركة صناعية أميركية في بورصة نيويورك) أكثر من 350 نقطة.

دلالات

المساهمون