صُداع "أوبك" المؤلم... طفرة إنتاج البرازيل و"الصخري" الأميركي

صُداع "أوبك" المؤلم... طفرة إنتاج البرازيل و"الصخري" الأميركي

20 فبراير 2019
طفرة كبيرة في إنتاج النفط الصخري الأميركي (Getty)
+ الخط -

تعاني دول "أوبك" الأمرّين من هبوط الأسعار وما ينتجه من عجز مالي هائل في موازناتها العامة، ويبدو أن صُداع "منظمة الدول المصدّرة للبترول" التي قد تواجه تهم "احتكار" أميركية، سيفاقمه إنتاج قياسي في البرازيل وطفرة في استخراج "الصخري" بالولايات المتحدة.

فمع بدء المنصة العائمة العملاقة "بي-67" P-67 إنتاجها في وقت سابق من الشهر الجاري، شكّل الحدث ما يمكن اعتباره بداية لطفرة التوريد البرازيلية، بما يمثل تحدّياً لجهود "أوبك" الرامية إلى تحقيق توازن في السوق العالمية.

أهمية الحدث تنطلق من أن المنصّة الضخمة ستكون واحدة من 4 منصّات مماثلة من المقرر أن تباشر بضخ النفط الخام هذا العام، لترفع إنتاج البرازيل بنحو 365 ألف برميل يومياً، في زيادة سنوية هي الأكبر منذ 20 عاماً على الأقل، وفقاً لـ"وكالة الطاقة الدولية".

ومن المتوقع أن يؤدي زخم الإنتاج البرازيلي، مصحوباً بالمزيد من النفط القادم من الحقول الصخرية الممتدة من تكساس إلى نورث داكوتا في الولايات المتحدة، إلى إحداث مشكلة لمنظمة "أوبك"، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".

الوكالة تعتقد أنه "في أسوأ الحالات، قد يجبر ذلك السعودية وروسيا على تمديد خفض إنتاجهما إلى النصف الثاني من السنة الجارية، فضلاً عن اختبار قوة العلاقة النفطية بين الرياض وموسكو".



رئيس أبحاث السلع في "بنك أوف أميركا كورب" في نيويورك، فرانسيسكو بلانش، قال إن "البرازيل على وشك تحقيق نمو كبير في الإمدادات... بالنسبة إلينا، النفط الصخري ليس المحرّك الوحيد لزيادة الكميات".

توقعات إنتاج النفط البرازيلي 2019 ( بلومبيرغ) 

وقد أنتجت البرازيل نحو 2.7 مليون برميل نفط يومياً في ديسمبر/كانون الأول 2018، ما جعل إنتاج الدولة اللاتينية الناشئة يتوافق تقريباً مع إنتاج أعضاء في "أوبك"، مثل الكويت وإيران.

النفط الصخري الأميركي

إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة لا يُبدي إلا القليل من علامات الانكماش رغم تخفيضات الإنفاق على مستوى القطاع، والسبب أن المستكشفين باتوا أكثر إدراكاً لتحقيق مزيد من التقدّم بتكاليف أقل.

فقد خفّض جميع المنتجين المستقلين تقريباً ميزانياتهم لعام 2019، لكن العديد منهم لا يزالون يتوقعون تحقيق نمو في الإنتاج يتجاوز 10% هذا العام، كما تظهر تقارير أرباح الفصل الرابع. فالنمو يتباطأ لكنه لا يزال قوياً، بحيث إن الولايات المتحدة ستُضيف نحو 1.45 مليون برميل يومياً في المتوسط ​​هذا العام، نزولاً من 1.6 مليون عام 2018، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.



وكان من شأن هبوط أسعار النفط أواخر عام 2018، مصحوباً بمطالب المستثمرين الداعية إلى الانضباط المالي، أن حفّز معظم المسؤولين التنفيذيين على استثمار ما يكسبونه من التدفقات النقدية، ما أنهى سنوات من النمو المدعوم بالديون. إلا أن حجم الاستثمارات السابقة وانخفاض تكاليف الخدمة يعنيان أن التخفيضات لن تؤدي إلا إلى صدمة خفيفة في توقعات النمو.

توقعات النفط الصخري الأميركي 2019 بحسب المنتجين (بلومبيرغ) 
في المتوسّط​​، خفّض المستكشفون الأميركيون ميزانياتهم الرأسمالية بنسبة 4%، لكنهم يتوقعون زيادة إنتاج نسبتها 7%، وفقاً لمجموعة "آر.إس إنرجي" RS Energy Group البحثية التي تتخذ مدينة كالغاري بولاية ألبيرتا الكندية مقراً لها.

ومن المرجح أن تضخ الولايات المتحدة رقماً قياسياً يُقدّر بنحو 12.4 مليون برميل يومياً هذا العام، بزيادة 13% عن عام 2018، وفقاً لـ"وكالة الطاقة الدولية"، على أن يأتي معظم النمو من حوض بيرميان في غرب تكساس ونيو مكسيكو.

وكالة "رويترز" نقلت اليوم الأربعاء، عن 4 مندوبين من "أوبك"، قولهم إن لجنة مراقبة اتفاق خفض معروض النفط المبرم بين المنظمة وغير الأعضاء فيها خلصت إلى أن نسبة الالتزام بالتخفيضات بلغت 83% في يناير/كانون الثاني الماضي.

وكانت "أوبك" وعدة مصدرين آخرين بقيادة روسيا قد توصلوا إلى اتفاق على خفض إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يومياً، في حين تعقد اللجنة الفنية المشتركة المؤلفة من 6 أعضاء اجتماعاً في فيينا اليوم.

المساهمون