ضريبة الخدمات الرقمية قد تعكر العلاقة بين لندن وواشنطن

ضريبة الخدمات الرقمية قد تعكر صفو العلاقة بين لندن وواشنطن

04 ديسمبر 2019
التدبير الأميركي جاء رداً على رسوم تكنولوجيا فرنسية (Getty)
+ الخط -
دفع رفض لندن للإجراءات العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة على البضائع الفرنسية بعد فرض باريس ضريبة على الشركات التكنولوجية الأميركية العملاقة إلى التكهن باحتمال مواجهة مماثلة بين بوريس جونسون ودونالد ترامب خلال قمة حلف شمال الأطلسي الجارية حالياً في العاصمة البريطانية.

وكان الرئيس الأميركي ترامب قد فرض رسوماً جمركية تصل إلى 100 في المائة على بعض البضائع الفرنسية، والتي تصل قيمتها إجمالاً إلى ملياري جنيه استرليني، بعد فرض الحكومة الفرنسية ضريبة الخدمات الرقمية على شركات التكنولوجيا الأميركية مثل غوغل وأمازون وفيسبوك. وتشمل البضائع الفرنسية المعاقبة أميركياً الأجبان والنبيذ وحقائب اليد.

وينتظر أن تقوم بريطانيا بفرض ضريبتها الخاصة بنسبة 2 في المائة على عوائد الخدمات الرقمية من محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي والمتاجر الإلكترونية التي تسوق لمنتجاتها بين المستخدمين البريطانيين.
وقال بوريس جونسون تعليقاً على العقوبات الأميركية "بالطبع أرفضها. لا أعتقد أن الحروب التجارية أمر جيد. أعتقد أننا بحاجة لدراسة عمليات عمالقة التكنولوجيا والعوائد الضخمة التي يجنونها في بريطانيا ومقدار الضرائب التي يدفعونها. يجب أن نصحح ذلك ويجب أن يتقدموا بمساهمة أكثر عدلاً".

إلا أن فرض مثل هذه الضريبة الجديدة قد لا يخدم مساعي جونسون للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد بريكست، وخاصة بعد اللغط الذي يحوم حول خصخصة الخدمات الصحية الوطنية.

وفي الوقت ذاته يسعى جونسون لتصوير صفقة التجارة الحرة مع الولايات المتحدة على أنها الناحية الإيجابية، إن لم تكن البديل، لعضوية بريطانيا الحالية في السوق الأوروبية المشتركة.

وكان ضريبة عوائد الخدمات الرقمية قد طرحت في موازنة عام 2018، عندما كان فيليب هاموند وزيراً للمالية، كخطوة تهدف لجسر الفجوة التي تفصل عمالقة التكنولوجيا عن منافسيهم. وتستغل شركات مثل فيسبوك وغوغل وأمازون النظام العالمي الحالي لتخفيض مستوى الضرائب المفروضة عليها، مما يمنحها ميزة تتفوق فيها على الشركات المحلية.
وكان دونالد ترامب قد علق على الضريبة الفرنسية يوم أمس بعد اجتماعه بإيمانويل ماكرون بالقول "إنها شركات أميركية (أي عمالقة التكنولوجيا). نريد أن نجمع الضرائب من الشركات الأميركية. هذا أمر ضروري. نريد جمع الضرائب منهم. وليس أن تجمعها سلطة أخرى".

أضاف: "لقد فرضنا الضرائب على النبيذ (الفرنسي) وهناك غيرها من الضرائب المقبلة. نفضل ألا نقوم بذلك. وقد تنجح هذه الخطوة أو سنتجه لخطوة ضريبية ذات منفعة مشتركة. وستكون هذه الضرائب ذات قيمة مرتفعة".

أما جونسون فقد قال يوم أمس خلال جولة انتخابية في سالزبيري إنه على علاقة طيبة بالرئيس الأميركي، مضيفاً: "من المهم جداً أن يكون لرئيس وزراء المملكة المتحدة علاقات طيبة برئيس الولايات المتحدة. إنها حقيقة جيوسياسية وجيو استراتيجية، كما هي ضرورية جداً علاقاتنا الطيبة مع الرئاسة الفرنسية والمستشارية الألمانية وغيرها".

وتابع أن "دور بريطانيا في الناتو أن تكون الرابط بين مكوناته. إننا ثاني أكبر اللاعبين. ونحن دولة لعبت دوراً تاريخياً في جسر طرفي الأطلسي سوية والجمع بين أوروبا وأميركا، وهذا ما سنستمر في عمله".

المساهمون