الرهان الخطرعلى نهاية العصر الذهبي للنفط الصخري

الرهان الخطرعلى نهاية العصر الذهبي للنفط الصخري

04 ديسمبر 2019
حقل نفط صخري بولاية تكساس الأميركية (Getty)
+ الخط -


بعد قرابة عقد من الزمان تواصل خلاله ازدهار صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، يتباطأ الإنتاج وتواجه شركات الاستخراج صعوبات مالية تجبرها على التسجيل للحماية من الإفلاس.

وحسب تقرير شركة "هاينز بوون" الأميركية للمحاماة، التي ترصد إفلاسات صناعة النفط الصخري، فإن هنالك نحو 32 شركة سجلت للحماية من الإفلاس في الربع الثالث من العام الجاري.. ومنذ العام 2015، هنالك أكثر من 200 شركة أميركية تعمل في مجال النفط الصخري أفلست.

ومأساة شركات النفط الصخري تتمثل في أن معظمها شركات صغيرة وبدأت عمليات الحفريات والاستخراج عبر الاستدانة المباشرة من البنوك أو من خلال إصدار سندات، وبالتالي ليست لديها العمق المالي الذي يجعلها تتحمل الخسارة لمدة طويلة.

كما أن عمليات "التكسير الهيدروليكي" للصخور وضخ المياه التي تستخدم في تفتيت الصخور وإطلاق النفط المحبوس بداخلها هي عمليات مكلفة، وبالتالي تجد هذه الشركات نفسها أمام مأزق التمويل في أول عملية تدهور لأسعار النفط.

لكن التباطؤ في الإنتاج أو خروج بعض الشركات من عمليات الاستخراج والتنقيب والبحث عن النفط لا يعني نهاية صناعة النفط الصخري، بل أن صناعة النفط الصخري قد لا تملك الأنياب التي تهدد بها "أوبك"، كما كانت في السنوات الماضية.

ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية أمس الثلاثاء عن مصادر في منظمة "أوبك"، أن وزراء النفط في المنظمة يعتقدون أن "العصر الذهبي" للنفط الصخري في الولايات المتحدة قد انتهى. وتعتقد منظمة الدول المصدرة للنفط أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سيتباطأ في العام 2020 مقارنة بالفترة السابقة.

وكان مصرف "غولدمان ساكس" قد ذكر في تقرير سابق أن الزيادة في إنتاج النفط الصخري ستتباطأ من التقديرات التي وضعت له في العام 2020، والبالغة مليون برميل إلى 700 ألف برميل يومياً.

وترى بلومبيرغ، في تقريرها أمس، أن الخبراء في أسواق النفط يحتفظون بنفس التقييم الذي وضعه مصرف "غولدمان ساكس" لتطور زيادة إنتاج النفط الصخري، وفي ذات الشأن، توقع محللو مجموعة " فيتول غروب ـ Vitol Group" أن ينمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري من ديسمبر 2019 إلى ديسمبر 2020 بمقدار 700 ألف برميل يومياً، مقارنة بزيادة تبلغ 1.1 مليون برميل ما بين نهاية عامي 2018 – 2019.

وتعتقد "بلومبيرغ" في ذات الوقت، أنه فيما تعلن شركات النفط الصخري المستقلة في الولايات المتحدة عن تخفيضات في الإنفاق، من المرجح أن يواصل اللاعبون الرئيسيون زيادة إنتاجهم.
ويلاحظ في هذا الشأن، أن الشركات الكبرى مثل أكسون موبيل وشيفرون وشل دخلت أخيراً مجال إنتاج النفط الصخري، وهو ما قد يحدث مفاجأة جديدة في ثورة النفط الصخري ترفع من معدلات الإنتاج عبر قدرتها على تطوير التقنيات اللازمة لخفض كلفة الاستخراج.
وتُراوح كلفة إنتاج النفط الصخري في أميركا بين 70 دولاراً و25 دولاراً للبرميل، وفقاً لغنى الحقل بالصخور النفطية وعمق الحقل.

ويعد النفط الصخري من العوامل الرئيسية التي ضربت أسعار النفط في السنوات الأخيرة، وذلك ببساطة لسهولة زيادة وخفض الإنتاج، وهو ما جعل صناعة النفط الأميركية "العامل المرجح" في تحديد أسعار النفط، وأصبح مصدر قلق حقيقي لدول منظمة "أوبك"، حيث قلل من تأثيرها في تحديد توجهات أسواق النفط وتحديد الأسعار كما كانت تفعل في السابق.

ووفقاً للأرقام التي أعلنت عنها إدارة معلومات الطاقة الأميركية في الأسبوع الماضي، وهي إدارة حكومية تهتم بدراسات الطاقة وتوفر المعلومات للحكومة الأميركية، فإن حجم احتياطيات النفط الصخري الأميركي القابلة للاستخراج، يقدر بنحو 58 مليار برميل.

ووفقاً لتقرير الإدارة الأميركية الصادر في يوليو/ تموز الماضي، فإن الولايات المتحدة أنتجت في المتوسط حوالي 6.5 ملايين برميل من النفط الصخري في العام الماضي 2018، وهذا يعني، أنه في حال حفاظ أميركا على مستوى الإنتاج في 2018، سيتم استنفاد كل النفط الصخري في غضون 24 عاماً. ولكن يلاحظ أن إنتاج النفط الصخري يقفز بمعدلات سريعة.

المساهمون