توعّد أوروبي بردّ "موحّد" على أي رسوم جمركية أميركية

توعّد أوروبي بردّ "قوي" و"موحّد" على أي رسوم جمركية أميركية

03 ديسمبر 2019
لومير تواصل مع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف موحد(فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، اليوم الثلاثاء، إن فرنسا سترد بـ"قوة" في حال فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية في وقت تزداد حدة نزاع تجاري وضريبي على صلة بالإنترنت. فيما أكّد الاتحاد الأوروبي أنّ الردّ على أيّ رسوم أميركية سيأتي موحّدًا.
وقال لومير، لإذاعة "راديو كلاسيك"، إن الرسوم التي هددت واشنطن بفرضها على منتجات فرنسية على غرار النبيذ واللبن والجبنة "غير مقبولة"، مشيرا إلى أن الضرائب الفرنسية على الشركات العملاقة الرقمية تستهدف تحقيق العدالة المالية، كما أنها لا تستهدف فقط الشركات الأميركية ولكن أيضًا الشركات الصينية أو الأوروبية".

وأكد لومير أنه "يوجد مشروع للضرائب الرقمية على المستوى الدولي على طاولة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أيدته فرنسا، وبانتظار الرد الأميركي"، مضيفا أنه "إذا كانت الولايات المتحدة سترفض مشروع القانون، فهذا يعني أنها لا تحترم الالتزام الذي تم التعهد به في نهاية أغسطس/آب لمجموعة السبع".

وقال: "تواصلنا بالأمس مع الاتحاد الأوروبي لضمان أنه في حال تم فرض رسوم أميركية، سيكون هناك رد أوروبي قوي".


وقالت أنييس بانييه-روناشيه وزيرة الدولة للاقتصاد الفرنسية لراديو سود إن فرنسا ستكون مستعدة للاشتباك في تعاملها مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، وإن فرنسا لن تتراجع حيال خططها للضريبة الرقمية.

رد أوروبي موحد

من جهته، أكد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أنه سيرد بشكل "موحّد" على تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية على منتجات فرنسية، داعيًا الولايات المتحدة للحوار، بحسب ما أفاد متحدث باسمه.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية دانيال روزاريو "كما هو الحال في جميع الأمور المرتبطة بالتجارة، سيتحرك الاتحاد الأوروبي ويرد بصوت واحد وسيبقى موحداً".

وأفاد روزاريو أن المفوضية الأوروبية التي تتولى شؤون أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ28 التجارية "تنسّق عن قرب مع السلطات الفرنسية بشأن الخطوات المقبلة". وشدد روزاريو على ضرورة الحوار، مشيراً إلى أن واشنطن تركت عدة خيارات مفتوحة للمضي قدمًا، بما في ذلك رفع القضية إلى منظمة التجارة العالمية في جنيف.


وقال روزاريو للصحافيين: "لا نزال نرى أن منظمة التجارة العالمية هي المكان الأنسب للتعامل مع أي نزاع تجاري ولذا سيسعى الاتحاد الأوروبي فوراً لمناقشة الولايات المتحدة بشأن كيفية حل هذه المسألة".

وتنطبق الرسوم التي فرضتها فرنسا وتبلغ ثلاثة في المئة على الخدمات الرقمية للشركات التي تحقق إيرادات أكثر من 25 مليون يورو (27.86 مليون دولار) في فرنسا و750 مليون يورو (830 مليون دولار) حول العالم.

تهديدات أميركية

وهدّدت الولايات المتحدة أمس الاثنين بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 100% على سلع فرنسية بقيمة 24 مليار دولار، ردا على فرض باريس على عمالقة الإنترنت "غوغل" و"أمازون" و"فيسبوك" و"آبل" ضرائب تعتبرها واشنطن تمييزية.
ويمكن أن تطاول زيادة الرسوم النبيذ والأجبان اعتبارا من منتصف يناير/كانون الثاني، بعدما اعتبر تقرير صادر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي أن الضرائب الفرنسية المعروفة برسم "غافا" (الحرف الأول من أسماء الشركات الكبرى غوغل وأمازون وفيسبوك وآبل) تعاقب المجموعات الرقمية الأميركية العملاقة.

كما أكدت الإدارة الأميركية أمس، إنها ستدرس احتمال زيادة الرسوم الجمركية على منتجات للاتحاد الأوروبي وستطبق رسوما على المزيد من المنتجات، مرجعة ذلك إلى عدم تحقيق تقدم في حل نزاع حول دعم صناعة الطائرات.
وحذّر الممثل التجاري الأميركي روبرت لابتهايزر وفقا لوكالة "فرانس برس" من أن واشنطن تبحث إمكان التوسع بالتحقيق للنظر في ضرائب مماثلة تفرضها النمسا وإيطاليا وتركيا.

ورسم "غافا" مفروض على الشركات الكبرى في القطاع، ولكنه لا يتعلق بأرباحها المعززة في دول الضرائب فيها ضعيفة مثل أيرلندا، بل برقم الأعمال، بانتظار تكييف القواعد على مستوى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

ويتطّلب دخول هذه الزيادة حيّز التنفيذ موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهي قد تعمّق الانقسامات مع الاتحاد الأوروبي، حيث فرضت الولايات المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رسوما جمركية على سلسلة واسعة من السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 7.5 مليارات دولار وتشمل الطائرات التي تنتجها مجموعة إيرباص للصناعات الجوية والنبيذ الفرنسي والويسكي الاسكتلندي.

المساهمون