قصص وأساطير من قلب التاريخ عن مدن العجائب والغرائب

ساهمت مدن، وأماكن في نقل صورة عن نمط الحياة منذ مئات السنين، وكشفت عن وجه آخر للحضارة الإنسانية، بكل ما تحمله من تقاليد سكانها القدامى وثقافتهم.

تتميز هذه الأماكن بعظمة هندستها المعمارية، وأسلوب بنائها، ودورها الثقافي والاجتماعي والتاريخي.

وفي عام 2002، بعد تأسيس مؤسسة العجائب السبع الجديدة اللاربحية، وضع أكثر من 200 صرح شيده الإنسان خلال حقبات زمنية متفاوتة على قائمة العجائب الجديدة. وبالرغم من أن بعض الأماكن لم تصل إلى مراكز متقدمة، لكنها نجحت في جذب السياح، والتعريف بها على الخريطة الثقافية والسياحية العالمية.

فما رأيكم بجولة على أماكن غريبة - عجيبة، شُيِّدَت منذ مئات السنين وفق تقاليد وثقافات شعوبها القديمة، والتجوال داخلها للتعرف إلى حقبات زمنية ماضية؟

أنغكور وات - كمبوديا

تُعرَف بمدينة المعبد، حيث تحتوي على أروع معابد أنكور وأكبرها، ذات الجذب السياحي، حيث يعتبر مجمع "أنغكور وات"، الواقع في كمبوديا، واحداً من أعظم الأماكن الأثرية في العالم، وقد شيده الملك سرفارمان الثاني في بداية القرن الثاني عشر، ليكون المعبد الرسمي للدولة وعاصمتها.

معبد أنغكور وات في كمبوديا (getty)

يقصد ملايين السياح المعبد سنوياً، خاصة أنه بات من الوجهات المعرضة للزوال، كما يعتبر من الثروات الوطنية في البلاد، وقد وُضعَت صورته على العملات المحلية.

يعد معبد "أنغكور وات" مثالاً للفن المعماري القديم في البلاد، فهو مزيج من الفن الآسيوي القديم والحديث.
يرتبط هذا المعبد بالشعائر الهندوسية والبوذية، ويرى السائح بوضوح تفاصيل هذه الشعائر من خلال النقوش على جدرانه وأعمدته المرتفعة.

يتألف المعبد من ثلاثة أروقة مستطيلة الشكل يعلو أحدها الآخر داخل خندق مائي محاط بجدار خارجي. وتنتصب خمسة أبراج في وسط المعبد على شكل زهرة اللوتس.

جزيرة الفصح - تشيلي

تقع جزيرة الفصح أو القيامة في المحيط الهادي، وتُعَدّ جزءاً من دولة تشيلي في أميركا الجنوبية.
تعتبر الجزيرة واحدة من أكثر الجزر غرابة، إذ تحرسها مجموعة ضخمة من التماثيل التي نُحتت قبل مئات السنين.

جزيرة الفصح في تشيلي (getty)

اكتشف العلماء أخيراً أن هذه التماثيل الضخمة، التي يطلق عليها اسم "المواي"، هي عبارة عن صخور بركانية ضخمة، تظهر رؤوسها فقط، فيما باقي جسدها لا يزال مدفوناً تحت التراب. تحتوي الجزيرة على أكثر من 800 تمثال، ويعتبر تمثال توكوتوري الأشهر من بين التماثيل المنتشرة هناك، نظراً لوضعيته، حيث يظهر على شكل شخص راكع على ركبتيه، وهو رمز القوة والرحمة عند سكان الجزيرة.

وتحتوي الجزيرة أيضاً على أكثر من 300 منصة أثرية يطلق عليها "آهو" في "رابا نوي"، حيث تتميز التماثيل بطريقة توزيعها، إذ إن معظمها يدير وجهه إلى داخل الجزيرة، فيما فرقة واحدة تتجه بأنظارها نحو البحار.

معبد كيوميزو - كيوتو

يعد تحفة معمارية فريدة ونادرة، حيث بُني المعبد من خشب السرو، والبامبو وغيرها، دون استخدام أي مواد أخرى. يعود تاريخ تشييد هذا المعبد إلى القرن الثامن الميلادي، واستمرت أعماله بنائه إلى القرن السابع عشر.

معبد كيوميزو في اليابان (getty)

يشتهر المعبد بموقعه الجغرافي المميز، حيث يطل على مدينة كيوتو اليابانية، كذلك فإنه محاط بسلسلة من الجبال والوديان الخضراء. وضعت السلطات المحلية في اليابان المعبد، على قائمة الكنور الوطنية، نظراً لأهمية الفنية والثقافية عند اليابانيين.

يحتوي المعبد على الكثير من التماثيل والأدوات التقليدية القديمة التي لها علاقة بشعب الساموراي، إضافة إلى وجود برك مائية داخل المعبد، وشلال ضخم تتدفق منه المياه. يقصده ملايين السياح سنوياً، إضافة إلى المواطنين الذين يتوافدون إما للصلاة أو للحصول على التبريكات، ويعتبر الشباب أن زيارة المعبد تساعد في الحصول على الحظ السعيد في الحب.

تمبكتو - مالي

تلقَّب بجوهرة الصحراء المتربعة على الرمال. تقع هذه المدينة الغنية بحضارتها وتقاليدها وثقافتها في دولة مالي، وهي بوابة بين شمال أفريقيا وغربها، وملتقى القوافل البرية.
يقول المؤرخون إن معنى تمبكتو "حافظة الأمانات"، حيث ازدهرت لقرون بحركتها الثقافية والفنية، والعلمية.

مدينة تمبكتو في مالي(getty)

ما يميز هذه المدينة محافظتها على طرق بنائها القديمة، حيث ما زالت البيوت مبنية من الطين، إضافة إلى احتوائها على الكثير من المعالم الأثرية، كالمساجد، ومنها مسجد "جينكريبر" الذي يمثل أيقونة في الفن الأندلسي، ومسجدا سنكَري، وسيدي يحيى، إضافة إلى منارات ضخمة، وأبنية طينية وقلاع، تمثل تحفة فنية نادرة.

تأسست المدينة في القرن الحادي عشر. اهتم حكامها بالتعليم، وقد شهدت نهضة علمية، وجذبت الشعراء والعلماء والفلاسفة من المناطق المجاورة كافة. وما زالت هذه المدينة تحتوي على العديد من المخطوطات والكتب القديمة النادرة.