"قسد" تعترف بتزويد الأسد بالنفط

"قسد" تعترف بتزويد الأسد بالنفط

19 ديسمبر 2019
تواصل الصراع على النفط السوري (فرانس برس)
+ الخط -

 

بالتزامن مع إعلان قوات سورية الديمقراطية (قسد) حاجتها لعمال متخصصين في النفط، وبدء إعادة تأهيل بعض آبار ومواقع الإنتاج في شمال شرق سورية، لم يخف قائد قوات "قسد" مظلوم عبدي، توريد النفط من الآبار التي بحوزتها وتشرف عليها قوات من الولايات المتحدة الأميركية إلى مناطق سيطرة بشار الأسد.

وحول وجود اتفاق مكتوب بين الجانبين، أضاف عبدي خلال تصريحات صحافية أول من أمس: لا يوجد اتفاق، ولكن "الثروات الموجودة في المنطقة هي ملك الدولة السورية ويجب أن توزع على الجميع بشكل عادل، مشيرًا إلى أن "قسد" تتقاسم هذه الثروات مع جميع المحافظات بشكل مناسب.

وتقول مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد": جاء الاتفاق الذي وقعه قائد قوات سورية الديمقراطية، مع رئيس مكتب الأمن الوطني التابع للنظام السوري، علي مملوك، قبل أسبوعين، تتويجاً "لاستمرار التعاون بين الجانبين، على صعيد نقل الحبوب والنفط الخام، إضافة إلى اتفاقات لها علاقة بنشر قوات الأسد على الحدود.

وكشفت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن "كميات النفط الخام التي تصل لمناطق النظام، خاصة من حقل العمر، تمر عبر مدينة الطبقة إلى حمص وريف حماة الشرقي، ويتم نقلها عبر صهاريج".

ويتولى حسام أحمد القاطرجي مهمة نقل ثروات شمال شرق سورية، الغنية بالقمح والنفط، إلى نظام بشار الأسد، بعد افتضاح أمر رئيس شركة "هيسكو للهندسة والإنشاء"، جورج حسواني، وسيط بشار الأسد لشراء نفط "داعش" في مارس/ آذار 2015 وصدور عقوبات أوروبية وأميركية بحقه.

وتعاني سورية من نقص شديد بمشتقات النفط، بعد تبدل الخارطة والسيطرة على مواقع الإنتاج، ففي حين كان إنتاج سورية من النفط مطلع عام 2011 نحو 385 ألف برميل نفط يوميا، تصدر منها نحو 150 ألف برميل، تراجع الإنتاج الذي يسيطر عليه الأسد إلى مستوى إنتاج صفري عام 2015 قبل أن يصل إلى نحو 10 آلاف برميل يوميا عام 2016 وتوقعات بأن يزيد عن 60 ألف برميل في نهاية العام الجاري.

وتسيطر "قوات سورية الديمقراطية" على معظم مدن شمال شرق سورية، التي تضم أكبر 11 حقلاً للنفط، منها أكبر الحقول السورية "العمر" وحقول نفط التنك، والورد، وعفرا، وكوري، وجرنوف، وأزرق، وقهار، وشعيطاط، وغلبان، شرقي دير الزور، والتي تمثل نسبة كبيرة من مصادر الطاقة في سورية.

وسيطر الثوار على مناطق إنتاج النفط بعد انسحاب قوات الأسد عام 2012 من مناطق شمال شرق سورية، قبل أن تسقط مناطق إنتاج الطاقة هناك في يد تنظيم "داعش" منتصف عام 2013، وليتقاسم لاحقاً التنظيم السيطرة والإنتاج مع المليشيات الكردية حتى سبتمبر/ أيلول عام 2017، حيث سيطرت "قوات سورية الديمقراطية" على مدن الحسكة والرقة بالكامل وشرقي دير الزور، وسط دعم كبير من الولايات المتحدة الأميركية للقوات الكردية. وحسب تقديرات "مركز عمران للدراسات الاستراتيجية" بإسطنبول (مستقل)، تسيطر "قسد" على 70 في المائة من مصادر الطاقة في سورية.

المساهمون