مايكل بلومبرغ...من موظف بسيط في بنك أميركي إلى ملياردير

مايكل بلومبرغ... من موظف بسيط في بنك أميركي إلى ملياردير ومنافس لترامب

12 نوفمبر 2019
بلومبرغ تاسع أغنى رجل في أميركا (Getty)
+ الخط -

 

يوصف بأنه تاسع أغنى رجل في الولايات المتحدة، لكن الأهم من ذلك أنه الأكثر تأثيراً في القطاعات المالية حول العالم، حيث يحتكر عبر صناعاته البيانات والإحصاءات المهمة التي تدخل في عمل البنوك والمؤسسات المالية منذ نحو 4 عقود، بينما بدأ حياته موظفا صغيراً في أحد البنوك، قبل الاستغناء عنه، ويؤسس شركته الخاصة ليصبح بين الأكثر ثراءً ليس في أميركا فحسب وإنما في العالم.

هو الملياردير الأميركي مايكل بلومبرغ، الذي دخل ضمن قائمة المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة الأميركية 2020، بعد أن قدم أوراق ترشحه للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ألاباما، قبل بضعة أيام، ما يجعل السباق للوصول إلى البيت الأبيض أكثر احتداماً مع الرئيس الحالي دونالد ترامب الملياردير أيضا، ولكن بفارق شاسع مع بلومبرغ.

لم يكن اسم بلومبرغ، غريباً على أوساط البنوك والمال والصحافة، بعد أن أسس وأدار، لمدة عشرين عاماً، إحدى أقوى شركات تكنولوجيا المعلومات، التي تعتمد عليها البنوك والمؤسسات المالية، حتى أصبح لزاماً على كل بنك، في أي بلد، أن يبحث عن السعر، والطرف الآخر، وربما ينفذ عملياته في شراء وبيع السندات، من خلال الشاشات التي وفرها له هذا الملياردير، واحتكر فيها البيانات والإحصاءات المالية الهامة.

تقدر مجلة فوربس ثروة بلومبرغ بنحو 55.5 مليار دولار، ليحتل المركز الـ 14 عالمياً، بينما تصل ثروة ترامب إلى 3 مليارات دولار، وفق البيانات الصادرة في يونيو/حزيران الماضي.

ورغم ادعائه الدائم أنه ليس سياسياً، شغل بلومبرغ، منصب عمدة مدينة نيويورك المنتخب لثلاث فترات متتالية بين 2002 و2013، فاز في اثنتين منهما كعضو بالحزب الجمهوري، الذي انتقل إليه من الحزب الديمقراطي في عام 2001، بينما انتزع الثالثة كمستقل. ويخوض بلومبرغ سباق الترشح للرئاسة حالياً ممثلاً للحزب الديمقراطي، الذي عاد إليه العام الماضي 2018.

وأسس بلومبرغ، البالغ من العمر 77 عاماً، شركته للبيانات المالية والإعلام عام 1981، ويمتلك نسبة 88 في المائة منها حالياً، وانتشرت فروعها في أكثر من 120 دولة، بينما تقدم خدماتها في كل دول العالم، وتوظف أكثر من 20 ألف موظف، وتجاوزت إيراداتها 10 مليارات دولار العام الماضي.

نشأ بلومبرغ لأسرة متوسطة الحال، ساعدته على التخرج من جامعة جونز هوبكنز بشهادة في هندسة الكهرباء، قبل أن يحصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة هارفارد العريقة، الأمر الذي مكنه من الحصول على وظيفة في وول ستريت، حي المال والأعمال الشهير في نيويورك.

وبعد استبعاده من المدرسة العسكرية بسبب تسطح قدمه "فلات فوت" في قدمه، قبل بلومبرغ بوظيفة متواضعة في بنك سالمون براذرز عام 1966، بمرتب لا يتجاوز تسعة آلاف دولار سنوياً، حيث أمضى أغلب وقته فيه في إحصاء الأسهم والسندات الموجودة في الخزينة، قبل أن يتمكن بذكائه ومثابرته من صعود السلم الوظيفي داخل البنك، ليترأس بعيداً عن تخصصه، وحدة تكنولوجيا المعلومات فيه عام 1978.

لكن بعد اندماج البنك مع شركة تداول السلع "فيبرو"، تم الاستغناء عن خدمات بلومبرغ عام 1981، ومنحه 10 ملايين دولار تعويضاً، استخدم 4 ملايين دولار منها في إنشاء شركته بلومبرغ.

وبعد أن قدمت الشركة للأسواق أقوى منتجاتها، وهي شاشة بلومبرغ Bloomberg Terminal، كان بنك الاستثمار ميريل لينش هو أول عملائها، حين اشترى لقطاع الخزانة والاستثمار لديه 22 قطعة منها، وقرر استثمار 30 مليون دولار فيها.

بعد ذلك، نوعت الشركة من خدماتها، لتقدم لعملائها تلفاز بلومبرغ، وشبكة أخبار بلومبرغ، ثم استردت ما باعته لميريل لينش مقابل 200 مليون دولار، ولتصل قيمة الشركة إلى ملياري دولار عام 1989، وذلك قبل أن تتم عامها العاشر.

وكعمدة لمدينة نيويورك، حصل الملياردير على راتب دولار واحد فقط لا غير سنوياً، بل واستخدم أمواله الخاصة في الإنفاق على الوظيفة، بما فيها ملايين الدولارات تكلفة تنقلاته ومهامه كعمدة للمدينة.

وبعد انتهاء فترتين، استطاع بلومبرغ أن يحشد لتعديل القانون، الذي كان يمنع أي عمدة من الترشح لرئاسة المدينة أكثر من فترتين، ليفوز مرة ثالثة، بعيداً عن دعم أي من الحزبين.

وامتلك بلومبرغ عشرات البيوت والمباني الفاخرة في العديد من المدن حول العالم، تشمل بيتاً فخماً، من خمسة طوابق في حي مانهاتن بنيويورك، وهو الذي يعيش فيه حالياً، كما امتلك بيتاً في وسط لندن، على مساحة تتجاوز مليون قدم مربعة، يعتبره مقره الأوروبي، وأيضاً بيتاً ساحراً على شاطئ الأطلنطي في برمودا. وخلال فترة ليست قصيرة من عام 2013، امتلك بلومبرغ في نفس الوقت 14 بيتاً قيماً في بعض أجمل البقاع حول العالم.

لكن الملياردير، الذي يعد أغنى رجل في نيويورك، وتاسع أغنى رجل في أميركا، وترتيبه 14 بين أثرياء العالم، خصص ما يقرب من عقد كامل من الزمان من عمره في الأعمال الخيرية، كانت وقتها هي وظيفته الأساسية، قبل أن ينضم إلى قائمة المشاهير الذين قرروا التبرع بنصف ثرواتهم على الأقل بعد وفاتهم، وأكد في أكثر من مناسبة أنه سيعمل على التبرع بأغلبها في حياته.

المساهمون