المُنَجِّد.. حرفة لم تعُد تكفي صاحبها حياة كريمة

المُنَجِّد.. حرفة لم تعُد تكفي صاحبها حياة كريمة

القاهرة

عبد الله عبده

avata
عبد الله عبده
12 نوفمبر 2019
+ الخط -


يعمل الأسطى "مصطفى يوسف" في حرفة "مُنَجِّد"، إذ إنه تخصص في صناعة المراتب ‏والأغطية القطنية "اللحاف"، والستائر، منذ 30 عامًا، كما أنه ‏توارث الحرفة أبا عن جد، ولكن دخله من حرفته لا يكفيه حاليا لحياة كريمة، ‏بالمقارنة بسنوات مضت.
يقول يوسف لـ"العربي الجديد" إن طاقته الإنتاجية تراجعت لأكثر من ‏‏60 في المائة، بسبب تفضيل الناس وخاصة العرائس للمنتجات ‏الجاهزة، من المراتب والأغطية المصنوعة من مادة "الفايبر".‏

ويضيف أن آخر جهاز عرائس ‏نفذه منذ 10 سنوات، مرجعا ذلك إلى أنه "خلال السنوات الأخيرة، وبعد انتشار ‏المنتجات المصنعة سواء المحلية أو المستوردة، انحصر عملنا ‏في تجديد وصيانة المراتب القطنية والألحفة القديمة".‏

ويشكو يوسف، من انخفاض الدخل وخاصة في أيام الشتاء، إذ يقل إقبال ‏الناس على التجديد، وخاصة مع دخول المدارس وتوجه جزء من ‏الإنفاق للمصاريف التعليمية، لافتًا إلى أن حرفته تنتعش نوعًا ما ‏في الصيف وخاصة قبل مواسم الأعياد.‏


ويرى يوسف أن المنتجات القطنية من المراتب والأغطية ‏المصنوعة يدويًا، ما زالت هي الأكثر تحملًا والأفضل صحيًا، ‏وذلك من خلال تجارب كثيرين، والذين اشتكوا من مشاكل في ‏العظام، كما أن العمر الافتراضي لهذه المنتجات لا يتعدى ‏سنوات قلائل، في حين أن مثيلاتها المصنعة يدويًا تعيش سنوات ‏طويلة قد تمتد 30 عامًا، كما أن المراتب الجاهزة حال فقدان ‏صلاحيتها، تذهب إلى سلة المهملات، في حين أن الأخرى يعاد ‏‏"تنجيدها" مرة أخرى.‏

ويؤكد أن القطن البلدي (المحلي) هو أفضل الأنواع المستخدمة في ‏‏"التنجيد"، ويصل سعر الكيلو منه إلى 50 جنيهًا (3 دولارات تقريبا)، يليه القطن الشعر السوداني بـ ‏‏40 جنيهًا، ثم هناك أنواع أخرى يطلق عليها "القطن الشفط"، ‏وهي عبارة عن مخلفات مصانع الأقمشة من النسيج والذي يتم ‏فرمه، ليصبح في صورة قطنية ويتراوح سعره من 5 جنيهات ‏للألوان إلى 30 جنيها للأبيض.‏

وحول مستوى الأداء المهني بين الأحفاد والأجداد، يقول يوسف، إنه لا يوجد فرق، سوى أنه أيام زمان كان "المنجّد" يستخدم القوس ‏في تنظيف وإعداد القطن للتنجيد وهي آلة يدوية عبارة عن قوس ‏مصنوع من خشب معين، يشد عليه وتر مصنوع من أمعاء ‏الحيوانات، وتعتمد فكرتها على تحريك الوتر بالطرق عليه بأداة ‏خشبية، فيتطاير القطن مرتفعًا، مخلفاً وراءه الأتربة وكل ما علق ‏به، وهذه كانت أصعب مراحل العملية، إذ تستنزف تقريبًا نصف ‏الوقت، بخلاف المجهود، أما اليوم فهناك آلة كهربائية خاصة ‏بتنظيف القطن توفر الوقت والمجهود.‏

المساهمون