17 وعداً من حكومة السيسي بالرخاء "كلام مدهون بزبدة"

17 وعداً من حكومة السيسي بالرخاء "كلام مدهون بزبدة"

30 أكتوبر 2019
عهد السيسي يخلط الوعود المعيشية بالأوهام (Getty)
+ الخط -

أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان -منظمة مجتمع مدني مصرية- تقريرًا رصدت من خلاله 17 وعدًا من الحكومة المصرية، بالرخاء والإصلاح، لبثّ الصبر والدعوة لتحمل فترة محددة في الضيق الاقتصادي، والأعباء المؤسفة الواقعة على عاتق المواطن المصري منذ قرار تعويم الجنيه، بتسلسل زمني يبدأ بعام 2014 وحتى عام 2019، ومن ثم تبث رسائل مغلوطة عن الوضع الاقتصادي وتقييمه.

الوعد الأول: السيسي لن يترشح لفترة ثانية

وحسب التقرير، فقد بدأت سلسلة وعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منذ ترشحه للرئاسة، فبالرغم من أنه لم يقدم خطة انتخابية، لكنه ظهر في لقاء تلفزيوني مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي على قناة CBC في 6 مايو/أيار 2014، يقول فيه إن المواطن سوف يشعر بتحسن خلال عامين، تحسن في الاقتصاد والتعليم والصحة، في حياته عامة.

الوعد الثاني: شبكة طرق خلال عام

كما رصد التقرير، وعداً آخر للسيسي، في 23 مايو/أيار وأكد عليه كفترة زمنية وكخطة عمل يعرف من أين له تمويلها، ويكفي أنه على سبيل المثال لا الحصر، فقد تم افتتاح مشروع الطريق الدائري الإقليمي بالكامل في 9 سبتمبر/أيلول 2018، وفقط بعد عام واحد في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019 من افتتاحه حدث هبوط أرضي كبير فيه وتوقف العمل به بسبب أمطار دامت لمدة ساعة واحدة، هذا بخلاف حوادث الطرق والهبوط الأرضي المستمرة.

الوعد الثالث: حاسبوني بعد عامين

في 19 سبتمبر/أيلول 2014، جدد السيسي وعده بالقول: "اصبروا عليّ سنتين واشتغلوا معايا، وحاسبوني بعدها، ويا رب أكون عنوان كويس لمصر".  بعد توليه منصب الرئاسة بشهرين، في كلمته بمناسبة عيد الفلاح.

الوعد الرابع: اطمئنوا يا مصريين

في 17 ديسمبر/كانون الأول 2014: قال السيسي: "المصريين البسطاء! اطمئنوا يا مصريين؛ خلال عامين سترون النتائج"، وعلقت الشبكة "استمر السيسي يجدد وعد العامين حتى بعد مرور قرابة الستة أشهر على توليه المنصب. ففي افتتاح مشروعي مطار الغردقة الدولي والميناء البحري ردد مرة أخرى وعد العامين، دون حساب المدة المقتطعة قائلاً: "المصريين البسطاء! اطمئنوا يا مصريين؛ خلال عامين سترون النتائج".

الوعد الخامس: عدم زيادة أسعار السلع

في 13 إبريل/نيسان 2016: قال السيسي: "لن يحدث تصعيد في الأسعار للسلع الأساسية ومطالب الناس، مهما حصل -ومش هيحصل حاجة- للدولار. يعني بس أنا بقول حتى لو حصل. والجيش والدولة مسؤولة معايا. وعد؟ طبعا ده وعد!".

وعلقت الشبكة "لم يكن هذا هو الوعد الأول الذي يخص الأسعار، فمنذ تولي السيسي الرئاسة يؤكد ويكرر ويعد أن السلع الأساسية لن تُمس، رغم أن أسعارها ازدادت بنسب وصلت إلى 140% ببعض السلع".

الوعد السادس: الوقوف بجانب مصر

في 28 ديسمبر/كانون الأول 2016: قال السيسي: "أرجو منكم جميعًا الوقوف مع مصر لمدة ستة أشهر فقط وستجدون الأمور أفضل بكثير"، وعلقت الشبكة "وبعد عامين من وعده الأول إبان فترة ترشحه، لم يحِن موعد الوفاء بالوعد مثلما توقع مؤيدوه، إنما حان موعد وعد جديد بخطة زمنية جديدة".

الوعد السابع: عجب العُجاب

في 24 يوليو/تموز 2018: قال السيسي: "اصبروا وسترون العجب العجاب في مصر"، وعلقت الشبكة "انقضت الستة أشهر، بل وأتبعها عام ونصف تقريباً بالكامل، ولم يتحقق الرخاء المنشود، وبدلاً من تقديم شرح لإخلاف الوعود المستمر".

الوعد الثامن: الحياة الكريمة

في الأول من يناير/كانون الثاني 2019، بدأ السيسي العام الجديد بالدعوة لمبادرة "حياة كريمة"، وعلقت الشبكة "وبرغم مرور أكثر من نصف العام إلا أنه -كالعادة- لم تتحقق بعد أية نتائج ظاهرة لتلك المبادرة في توفير حياة كريمة".

الوعد التاسع: خطط زمنية

في 27 يناير/كانون الثاني 2017، قال طارق عامر محافظ البنك المركزي: "خلال ستة أشهر سيرجع الدولار لحوالي 8 جنيه"، ووعد عامر أن "الدولار يستقر لأقل من الحالي بحوالي 50% تقريباً"، وكانت قيمة الدولار وقتها حوالي 17جنيه، وعلقت الشبكة "سعر الدولار اليوم في أكتوبر/تشرين الأول 2019 حوالي 16 جنيهًا".

الوعد العاشر: عودة الجماهير

في 6 مايو/أيار 2017، وعد وزير الشباب والرياضة المصري، خالد عبد العزيز، بعودة الجماهير للمدرجات التي حرموا منها بحجج أمنية.

الوعد 11: تحمل الأعباء الاقتصادية

في 30 ديسمبر/كانون الأول 2017، أكد وزير التموين المصري علي مصيلحي، أن عام 2018 سيكون أفضل اقتصاديًا للمواطن المصري من حيث تحمل الأعباء الاقتصادية.

الوعد 12: ثمار الإصلاح الاقتصادي

في 3 يوليو/تموز 2018، قال رئيس الحكومة المصري، مصطفى مدبولي "خلال عامين تظهر الاستفادة من نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادي، وإننا لن نترك شخصًا فقيرًا يتكفف الناس"، وعلقت الشبكة العربية "بيانات للبنك الدولي جاء فيها أن 30% من الشعب المصري تحت خط الفقر، و60% بشكل عام فقراء أو مُعرضون للفقر".

الوعد 13: مصر مختلفة بعد عامين

في 18 يوليو/تموز 2019: تعهّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بـ"مصر دولة مختلفة بعد عامين"، وعلقت الشبكة "يبدو أن وعد العامين والعام مستمر ومتأصل في أفكار النظام السياسي المصري رئيساً وحكومة، وبعد الوعود السابقة كلها بعام الرخاء وتحسين مستوى معيشة الفقراء، وهو ما لم يحدث، يخرج رئيس الوزراء علينا ليعد مرة أخرى بوعد العامين".

الوعد 14: إعلاميو النظام

أوضح التقرير أنه بإجراء بحث سريع عن أخبار تخص الوضع الاقتصادي في الجرائد أو الإعلام، توجد رسائل حماسية مؤكدة مكررة أن الوضع الاقتصادي جيد جدا، بل ينافس الدول العالمية في بعض الأوقات، هذه الرسائل الموجهة مستمرة منذ 2016 وحتى اليوم، ومنها وعد بتاريخ 19 يونيو/حزيران 2017، من وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد أن "المواطن سيشعر بتحسن الاقتصاد العام المقبل".

الوعد رقم 15: مصر الأولى في الإنجازات

في 21 يوليو/تموز 2019: وعد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، كرم جبر، أن "مصر ستكون رقم واحد في الإنجازات على مستوى العالم"، وعلقت الشبكة "تصريح كالعادة بدون أرقام أو معلومات موجهة للجمهور لإقناعه بغد أفضل رغم مرارة الحاضر".​

وتضمن التقرير أيضًا وعدين من إعلاميين مصريين، خلال استضافتهما خبراء ومحللين في برامجهما على القنوات الموالية للنظام المصري.

واختتمت الشبكة التقرير بـ"يمكن من الأمثلة السابقة تحديد الوعود الكاذبة التي صدرت عن المسؤولين وألسنتهم الإعلامية في جانبين:

الجانب الأول تصريحات من المسؤولين أنفسهم تحمل خططاً زمنية محددة مثل رئيس الجمهورية، والسادة الوزراء وأصحاب السلطة، وما ينتج عن عدم تحقق تلك الوعود التي بحكم مسؤولية أصحابها لا تعدو عن مجرد كونها وعودًا وردية، فتعد التزامات سياسية، مما يوجب المحاسبة عليها حال عدم تحققها. وعليه فإن تكرار المسؤولين لمثل تلك الالتزامات رغم عدم تحقق سابقتها هو تراكم أخطاء توجب المساءلة والحساب".

والجانب الثاني من تحليل الشبكة العربية لتلك الوعود "الإرهاصات الإعلامية التي رصدنا جزءًا منها، الغرض الأساسي منها هو تكثيف جرعة المسكنات لمتابعيها من المواطنين؛ حتى يتحملوا أوجاع الوضع الاقتصادي المؤلم دون اعتراض، هذه المسكنات تكون مجدية حال ظهور ملامح تحسن قريب في الاقتصاد وقرب انتهاء الألم، إنما تفادي واقع أن الوضع يحتاج خطة مغايرة، والتعتيم على الأعباء الاقتصادية المرصودة الواقعة على عاتق الشعب بسبب الديون وغيرها، هو خطر سيؤدي على المدى البعيد بكفر المشاهد بالمسؤولين ومن يمثلونهم في الإعلام".

المساهمون